وكالات - الاقتصادي - "أنا أحبك.. أنا أسمعك.. رجاء اغفر لي" كلمات سبع تلخص كل شيء في أي علاقة، فعندما يقع معظم الآباء في خطأ ما مع أحد الأقارب والأصدقاء يسارعون إلى الاعتذار فورا بشكل منظم ومعتاد، لكنهم مع ذلك يشعرون بالإحراج عند الاعتذار لأطفالهم، وكثيرا ما يتجنبون هذه الخطوة.
ويبرر الآباء ذلك بالقول؛ إن الاعتذار سوف يقلل من احترام الطفل لنا، ولكن العكس هو الصحيح. ألست تكسب المزيد من احترام الآخرين عندما تجعل الأمور أفضل بعد الاعتذار من الخطأ؟ هكذا هو الأمر في حال الاعتذار من الأطفال عن سلوك ما، فهو أمر يصحح مسار العلاقة بينك وبينهم.
الحقيقة المحزنة هي أن معظمنا يشعر بعدم الارتياح، ليس فقط لأن الواجب يحتم علينا أن نعترف أننا ارتكبنا خطأ ما، ولكن لأنه يثير مشاعر العار بالنسبة لنا، لأننا نتذكر أننا اضطررنا إلى الاعتذار من الأطفال.
ولكن ماذا يتعلم الطفل عندما يتجنب الآباء الاعتذار؟
تجيب عن هذا السؤال الدكتورة لورا مركام، الكاتبة في مجال العلاقات التربوية ومؤلف كتاب "التربية السلمية للأطفال السعداء: كيف توقف الصراخ وتبدأ الاتصال"، فتقول عبر مجلة سيكولوجي توداي: "يتعلم الطفل عند تجنب الآباء الاعتذار، بألا يفعل هذا السلوك إلا إذا اضطر إليه وربما يرفض القيام به في النهاية، فهو يقلد ما يفعله الآباء لأنهم القدوة الأساسية في حياته. لذلك ألم يكن من الأفضل تعليم طفلك الاعتذار بالممارسة أي عندما تقدم اعتذاراتك أيضا؟"
وتتابع: "نحن جميعا في بعض الأحيان نخطئ ولكن نستطيع أن نجعل الأمور أفضل، فعندما نعتذر، يشعر الشخص الآخر بأننا في مستوى أفضل".
متى يجب عليك الاعتذار لطفلك، وماذا يجب أن تقول؟
1. يمكنك الاعتذار بسهولة، بكلمة بسيطة "عفوا" مع الأخطاء البسيطة التي تعد مجرد جزء من الحياة. على سبيل المثال يمكن أن تقول "عفوا.. آسف لقد قاطعتك" في أي وقت تتصرف فيه بطريقة لا تريد أن يتصرف فيها طفلك. وهذا هو الوقت الذي تحتاج فيه إلى الاعتذار، ولكن لا تعتذر لوضع الحدود المناسبة، فمن واجبنا إدارة عواطفنا، بغض النظر عن ما يفعله طفلنا.
2. إذا كان طفلك أمام عرض كبير ولكنك تأخرت عنه، فعليك الاعتراف بالسبب، وتوضيح الأمر حتى لو كنت تعتقد أنه غير مهتم به. فعلى سبيل المثال، يمكن أن تقول: "لقد قلت لك أنني سوف أشتري لك جهاز كمبيوتر محمول جديد عندما أذهب إلى المتجر، ولكني نسيت تماما.. أنا آسف جدا، وأنا أعلم أنك كنت تعول على أن أعود إلى المنزل مع الجهاز الجديد".
3. أوصف ما حدث؛ "كلنا نشعر بالضيق، صحيح كنت أصرخ، كان على أن أسيطر على مشاعري الخاصة، فالصراخ ليس طريقة مناسبة لعمل شيء مع شخص تحبه".
4. قاوم الرغبة في إلقاء اللوم، ولا تفعل مثل كثير من الآباء الذين يبدأون في الاعتذار ثم ينتقلون إلى مرحة اللوم لأن الطفل كان يقوم بسلوك خطأ. بالتأكيد، لا تجعل الحق في صفك عندما تخطئ فمن واجبك كأب بالغ أن تكون نموذجا يحتذى به.
إقرأ أيضا: كيف تساعد التكنولوجيا الأمهات؟ إليكِ 10 أجهزة ذكية تسهل رعاية طفلكِ الرضيع
5. لا بأس من الشرح، ولكن لا تدمر اعتذارك من خلال خلق الأعذار لسلوكك، فعلى سبيل المثال يمكن أن تقول "كان هذا اليوم صعبا بالنسبة لي، ولم أتمكن من ضبط نفسي أمام سلوكك الخاطئ، لذلك صرخت عليك، ولكن هذا ليس عذرا، فلا أحد يستحق أن يصرخ فيك مهما كان".
6. نموذج المساءلة عن طريق تحمل المسؤولية عن كل ما تستطيع فعله في حالة معينة. فيمكنك أن تقولك "أنا آسف جدا لم أكن هنا لمساعدتك على عمل ذلك" أنت لا تلوم نفسك، ولكن تعتذر لأنك لم تكن هناك، وسوف تتحمل جزءا من المسؤولية لمساعدتهم والاعتذار لهم.
7. امنح نفسك مرة ثانية إذا كان ذلك مناسبا، فعلى سبيل المثال يمكنك أن تقول لطفلتك "آسف حبيبتي، لم أقصد أن أنفعل عليك، دعيني أحاول فعل ذلك مرة أخرى، فقد قصدت أن أقول ...".
8. جعل خطة للإصلاح، فيمكنك أن تقول "أخبركم لماذا سنوقف عند المتجر في الطريق إلى المدرسة في الصباح للحصول على كمبيوتر محمول". وإليك هذا الجزء الأساسي في أي اعتذار: "كيف يمكنني أن أفعل ذلك بشكل صحيح؟".
9. ضع خطة للمرة القادمة، وسوف يتعلم طفلك كثيرا إذا كنت تسأله عما يمكن أن يفعله بشكل مختلف في المرة القادمة، ثم مناقشته في الأمر دون مهاجمة رأيه. ثم التزم بما تقرران الوصول إليه. ويمكنك أن تقول "في المرة القادمة سوف أتوقف، وأتنفس بهدوء" وافعل ذلك.
إذا كان شخص ما يحبك يؤذيك مرارا وتكرارا ويعتذر في كل مرة، فأنت عاجلا أو آجلا سوف تتوقف عن الإيمان باعتذاره. ولكن هذه الطريقة مفيدة فقط إذا كنت تعرف أن الشخص سيحاول حقا تجنب تكرار السلوك.
10. اسأل طفل إذا كان مستعدا للتصالح، وهذا يمكن أن يكون بسيطا عند استخدام عبارة "آمل أن تغفر لي"، فإنها تساعد الطفل في تحقيق قفزة عاطفية وترك الاستياء وإعادة الاتصال عاطفيا مرة أخرى.
ويجب ألا يشعر الأطفال بالضغط عليهم من أجل التسامح والتصالح قبل أن يشعروا بأنهم مستعدون لذلك. في حين يقاوم بعض الآباء هذه الخطوة لأنهم يشعرون بأنهم يسلمون سلطتهم إلى الأطفال الذين قد يرفضوا التصالح. ولكن إذا لم يكن الطفل مستعدا للتسامح، فيجب أن تعرف ذلك حتى تتمكن من مساعدته على حل ما يزعجه.
لاحظ أن الاعتذار ليس عيبا، وركز على تجعل الأمور أفضل مع طفلك، وتحلّ بالشجاعة عند الاعتراف بالخطأ والاعتذار وطلب الغفران. لكنه يجعل دورك كأب أفضل، ويحسن علاقتك مع الأطفال، ويجعلهم أكثر قدرة على تقدير العلاقات وتحمل المسؤولية.