وكالات - الاقتصادي - تتسبب درجات الحرارة المرتفعة عادةً في كثير من الحوادث مثل الإصابة بضربات الشمس والإرهاق والجفاف، ولكن عندما تصل مؤشرات الحرارة إلى معدلات غير مسبوقة بجانب ارتفاع مستويات الرطوبة فقد يتسبّب ذلك في بعض التأثيرات غير المألوفة بل وحوادث أيضًا. وهنا نعرض تأثيرات غير مألوفة بسبب الحرارة المرتفعة.
في يونيو عام 2017 تسبّبت درجة الحرارة المرتفعة في انحراف قطار عن مساره جنوب مقاطعة تولار بجنوب كاليفورنيا، كما خرجت 19 سيارة عن مسارها على الطريق السريع 99 بين ديلانو وايرليمارت، ولحسن الحظ لا يوجد إصابات ولكن للأسف فقد تسرب حوالي 30 غالون من الوقود.
قامت إدارة مطار Sky Harbor” في فينيكس في يونيو 2017 بإلغاء رحلاتها الجوية بسبب ارتفاع درجة الحرارة، حيث أن الحرارة المرتفعة تُسبب تغير كثافة الهواء مما يؤثر على عملية إقلاع الطائرات لذا يجب على الطيارين استخدام المزيد من القوة الدافعة وفرض قيود الوزن حتى تُقلع الطائرة. وقد ألغت الخطوط الجوية الأمريكية 43 رحلة معظمها من الرحلات الداخلية وذلك لأن الطائرات الإقليمية صغيرة الحجم لا تتحمل درجات الحرارة القُصوى مثل الطائرات الدولية الكبيرة، فالحد الأقصى لقوة تحمل الطائرات الصغيرة هو 118 درجة مئوية فقط.
لجأ خبراء الأرصاد الجوية إلى استخدام الألوان للإشارة إلى أماكن درجات الحرارة القصوى في المناطق الجنوبية الغربية من الولايات المتحدة في يونيو 2017، فقد تم استخدام كل درجات اللون البرتقالي والأحمر، بالإضافة إلى اللون الأخضر للإشارة إلى الأماكن ذات الحرارة المرتفعة والبنفسجي للأماكن الأقل حرارة.
سجلت مدينة الظهران مؤخرًا أعلى درجات الحرارة التي وصلت إليها على الإطلاق، حيث وصلت درجة الحرارة إلى 91.94 درجة فهرنهايت ودرجة الرطوبة 95 درج.، وتحتفظ مدينة الظهران بسجل غير رسمي لأعلى درجات الحرارة، ففي يوليو 2003 وصلت درجة الحرارة إلى 108 درجة والرطوبة إلى 95 درجة.
تتدفق السياح إلى منطقة وادي الموت في كاليفورنيا أثناء الموجة الحارة الشديدة التي تعرضت لها الولايات المتحدة عام 2017 لالتقاط الصور بجانب مؤشر الحرارة الذي وصل إلى 132 درجة في ذلك الوقت، وقد تعرضت امرأة لحروق من الدرجة الثالثة في قدميها أثناء سيرها مسافة نصف ميل على رمال الصحراء حافية القدمين بعد أن فقدت حذائها، وكانت أعلى درجة حرارة تم تسجيلها في تلك المنطقة 134 درجة فهرنهايت عام 1913.
في عام 2015 ارتفعت درجات الحرارة في إيران إلى حد غير مسبوق، حيث وصلت درجة الحرارة في مدينة بندرماهشهر الإيرانية إلى 165 درجة فهرنهايت وذلك بسبب تأثير القبة الحرارية “heat dome” نتيجة ارتفاع الضغط الجوي في تلك المنطقة وتركُز أشعة الشمس مما أدى إلى ارتفاع درجة الحرارة، وتُعتبر درجات الحرارة التي وصلت إليها مدينة بندرماهشهر واحدة من بين أعلى المعدلات المُسجلة على الإطلاق.
في عام 1900 كانت درجة حرارة مترو الأنفاق في لندن خلال الصيف إلى حوالي 58 درجة فهرنهايت مما جعلها أكثر برودة من المنطقة المحيطة، ولكن في الألفينات أصبحت الأنفاق أكثر دفئًا حيث وصلت درجة الحرارة إلى77 درجة فهرنهايت وذلك بسبب الحرارة الناجمة عن احتكاك إطارات المترو بالقضبان أثناء الكبح.
جاءت بعض توقعات تغير المناخ المستقبلي بنتائج مثيرة للقلق، فقد يموت ثلاثة أشخاص من أصل أربعة أشخاص بفعل تأثير الحرارة الشديدة بحلول عام 2100 نتيجة للاحتباس الحراري.