وكالات - الاقتصادي - لقد تأكدت الفوائد الصحية من الاستهلاك المنتظم للقهوة، التي كانت موضع جدل منذ فترة طويلة، وذلك من خلال دراستين حديثتين، إحداهما أجريت في 10 بلدان أوروبية، بما فيها فرنسا والأخرى في الولايات المتحدة.
ونُشرت نتائج الدراستين في المجلة الطبية الأميركية للطب الباطني، يوم الإثنين الماضي، آخذة بعين الاعتبار عوامل الخطر الأخرى مثل التدخين، وفق ما جاء في تقرير لـ"هاف بوست" النسخة الكندية.
وتظهر الدراسة أن الذين يشربون نحو ثلاثة أكواب من القهوة يومياً، بما في ذلك القهوة منزوعة الكافيين، يكون متوسط أعمارهم المتوقع أطول من أولئك الذين لا يشربون القهوة، وذلك وفقاً للدراسة الأوروبية لتحليل بيانات 520.000 من الرجال والنساء لأكثر من 35 عاماً، ويليها التحقيق الأوروبي للسرطان والتغذية (EPIC) لمدة 16 عاماً.
ويوضح مارك غونتر، من الوكالة الدولية لبحوث السرطان، وأحد الكتاب الرئيسيين لهذه الدراسة "وجدنا أن زيادة استهلاك القهوة كان مرتبطاً بانخفاض مخاطر الإصابة بأسباب الوفاة، وخاصة أمراض الدورة الدموية والجهاز الهضمي".
ويعد هذا العمل الأكثر شمولاً من أي وقت مضى في أوروبا عن آثار القهوة على الصحة وطول العمر، والمشروبات الأكثر استهلاكاً في العالم، بما يقرب من 2.25 مليار كوب يشرب يومياً.
ويؤكد غونتر "أن هذه النتائج كانت متشابهة في الدول العشر الأوروبية ذات العادات الاستهلاكية والثقافية المختلفة".
ويشير الباحثون إلى أن الدراسة "توفر ايضاً معلومات هامة بشأن الآثار المفيدة للقهوة"، باستثناء مادة الكافيين، فإن القهوة غنية بالمواد المضادة للأكسدة وخصوصاً تلك التي تعتبر هامة للوقاية من مرض السرطان.
وقد أجريت الدراسة الثانية في الولايات المتحدة على أكثر من 185.000 من البالغين من أصول مختلفة، الذين تتراوح أعمارهم ما بين 45 - 75 عاماً، في فترة زمنية متوسطها ستة عشر عاماً.
واكتشف الباحثون وجود صلة بين زيادة استهلاك القهوة وانخفاض خطر الوفاة بأمراض القلب والأوعية الدموية والجهاز التنفسي والكلى والسرطان والسكري.
وعلى وجه التحديد خلال فترة الدراسة، كان أولئك الذين يشربون كوباً واحداً من القهوة يومياً أقل عرضة للوفاة بنسبة 12% من أولئك الذين لا يشربون القهوة على الإطلاق، و18% بالنسبة لأولئك الذين يشربون ثلاثة أكواب من القهوة يومياً.
وكما في الدراسة الأوروبية، كانت الآثار متشابهة مع القهوة منزوعة الكافيين.
وأضافت فيرونيكا سيتيوان، أستاذة الطب الوقائي في جامعة جنوب كاليفورنيا والكاتبة الرئيسية لهذا العمل: "لا يمكننا أن نقول للعامة اشربوا القهوة لإطالة أعماركم، ولكن يمكننا أن نرى وجود صلة بين شرب القهوة وطول العمر".
ويوجد حوالي 75% من البالغين في الولايات المتحدة يشربون القهوة، منهم 50% يشربونها بشكل يومي.
غير أن مارك غونتر، في الدراسة الأوروبية، هو أكثر دقة إلى حد ما، حيث يقول: "بالنظر إلى هذه الدراسات لكنها لا تؤكد غير ربط السبب بالنتيجة، لا يمكن في هذه المرحلة أن نوصي بشرب أكثر أو أقل من القهوة".
ويضيف مارك "النتائج التي توصلنا إليها تشير إلى أن الاستهلاك المعتدل للقهوة بمعدل يصل إلى ثلاثة أكواب في اليوم، يمكن أن تكون له آثار مفيدة على الصحة".
وتشير تحاليل الأيض الحيوي لمجموعة فرعية من 14 ألف مشارك في الدراسة الأوروبية، إلى أن شاربي القهوة لديهم كبد أكثر صحة.
وبالنسبة للأستاذ إليو ريبولي، رئيس كلية الصحة العامة في جامعة إمبريال في لندن وأحد الذين شاركوا في هذا العمل، "نتائج الدراسة الأوروبية تعزز بوضوح ارتفاع عدد المؤشرات التي تشير إلى أن القهوة ليست فقط آمنة، ولكن قد تكون لها آثار وقائية".
ويضيف "على الرغم من أن هناك حاجة إلى مزيد من الأبحاث، يمكننا القول إن نتائج هذه الدراسة الأوروبية الكبيرة تؤكد نتائج الأبحاث السابقة التي أجريت حول العالم".
وتوقفت منظمة الصحة العالمية (WHO) في عام 2016 عن تصنيف القهوة كمادة مسرطنة مرتبطة بسرطان المثانة، واعتبرت القهوة مشروباً يقلل من خطر ورم الرحم والكبد.