رام الله – الاقتصادي – ريم أبو لبن – فقاعة مالية انفجرت اليوم داخل السوق الصيني لتنهار الأسهم الصينية وتفقد نحو 30% من قيمتها في اقل من شهر لتصل الخسائر الى 3 ترليون دولار من قيمتها السوقية ، بعد أن شهدت الأسهم الصينية ارتفاعا حاد في اسعارها منذ بداية العام الحالي لتتخطى المعقول بنسبة 60% فقد عجت البورصة بـ 90 مليون مستثمر كان هذا الرقم كفيلا في احداث ارتفاع حاد لأسعار الاسهم، ولكن الفقاعة انفجرت وتراجعت الاسهم بشكل لم تشهده البورصة من قبل .
" انخفاض حاد وهو الأول من نوعه " حسب ما ذكر الخبير المالي والمحاضر الجامعي عدنان ابو الحمص اثناء حديثه لـ"الاقتصادي" قائلا" هو حاد بسبب الارتفاعات الكبيرة التي حصلت خلال العام الماضي في ظل تباطؤ نمو الاقتصاد الصيني، وتدهور الأرباح، إضافة إلى الأزمات الاقتصادية العالمية مثل ازمة اليونان والتي ساعدت في انخفاض المؤشر وانفجار الفقاعة الهادئة بعد ارتفاع حاد"، متوقعا أن يكون لهذا الانخفاض تأثيرا سلبيا على الاقتصاد الصيني فهناك الكثير من الشركات ستعلن افلاسها، اضافة الى أن شركات الوساطة ستتأثر بشكل كبير .
وأضاف " كان من أهم الأسباب الذي ادت إلى انخفاض الأسهم الصينية وبجانب ارتفاع أسعارها، دخول عدد كبير من المستثمرين الصغار في السوق المالي، والسماح بالتداول والشراء في الهامش".
قلق المستثمرين من قيود جديدة
وأرجع مُحللون تراجع أسعار الأسهم الصينية إلى قلق المستثمرين من القيود الجديدة المفروضة على تعاملات "التداول بالهامش" ، اذ يتيح هذا الأسلوب للمستثمرين الاقتراض من شركات الوساطة المالية لشراء الأسهم ثم سداد القروض بعد البيع والشراء بنسب تفوق رأس مال المستثمر، وبالتالي فهذا الأسلوب قدم تسهيلات تمويلية أدت إلى تضخم السوق.
يذكر ان مؤشر سي.اس.آي 300 لكبرى الشركات المدرجة في شنغهاي وشنتشن تراجعت بقيمة 7.1%، في حين هبط مؤشر شنغهاي المجمع 6.3%. هذا وقد فقدت الأسهم الصينية نحو 30% من قيمتها منذ منتصف حزيران، اذا فهذه النسب تساند توقعات المحللين القائمة بإتجاه احداث تباطؤ في النمو الاقتصادي في الصين، وتدهور في أرباح الشركات وتنامي احتمالية حدوث أزمة مالية".
" لاحتواء التراجعات، على السوق ان يثق بالبنك الشعبي الصيني" هذا ما أكده ابو الحمص اثناء حديثه عن الاجراءات الجديدة لاحتواء التراجعات بعد مكافحة الصين، ومنذ أكثر من اسبوع لاخضاع السوق لارادتها " وضع البنك الشعبي الصيني ( البنك المركزي) اجراءات جيدة لاحتواء التراجعات اذ سيزيد من الدعم المقدم لشركات الوساطة المالية التي قرر الاستعانة بها لدفع الأسهم للارتفاع " وهنا يوكد ابو الحمص أن السوق الصيني لن يشهد ارتفاعات شاهقة وحادة كما في السابق .
محاولة ايقاف النزيف
وأضاف " بنك الشعب الصيني يحاول ايقاف النزيف بعمل اجراء جديد يقتضي بتخفيض الفائدة ، وهذا يعني التوجه الاستثمار بأسهم في الصين ، اذ للمرة الرابعة يتم تخفيض الفائدة منذ بداية السنة لحد الآن وتصل الفائدة الى 4% ما يساعد هذا في دعم البورصة في الصين، وعمل البنك ايضا على ايقاف اجراءات بيع الاسهم الجديدة حتى لا تمتص السيولة، وهذا برأيي خطوة جيدة لتدارك تراكم الانهيارات في الأسواق الصينية".
أزمة مالية ..وتأثير محدود على فلسطين
هي لا يمكن اعتبارها ازمة اقتصادية تعصف بالسوق الصيني، وانما هي أزمة مالية كغيرها من الأزمات ستؤثر سلباً على الاقتصاد الصيني فهناك نسبة كبيرة من الشركات لها محافظ مالية واستثمارية في الأسهم ، وبالتالي هذا الانخفاض سيؤثر على ارباح الشركات ما سيعيقها من تسديد ديونها بعد أن اقترضت من أحد البنوك او لجأت الى اسلوب الهامش، فهذا كله يؤدي الى احداث ازمة مالية متسارعة ويجب التحرك لايقاف النزيف بعد أن أعلنت أكثر من 500 شركة صينية مدرجة تعليق تداول الأسهم في بورصتي شنغهاي وشنتشن امس ليصل الإجمالي إلى حوالي 1300 شركة بما نسبته 45% من السوق.
وبالحديث محليا عن مدى تأثر بورصة فلسطين بشبح تعرض الصين لأزمة مالية أكد ابو الحمص في حديثه للاقتصادي بأن بورصة فلسطين لن تتأثر بشكل مباشر في الانخفاض الحاد الذي فجر الفقاعة المالية في الصين، اذ لا يوجد لدينا مستثمرون في الصين، غير أن الاسواق المالية في العالم مترابطة بطريقة مباشرة وغير مباشرة فالتأثر لا يكاد يذكر ولا يوجد هناك علاقة بين السوقين الصيني والفلسطيني .