وكالات - الاقتصادي - هل لاحظت من قبل كيف أن كرة التنس تمتلك طبقة خارجية زغبة وشعيرات صغيرة للغاية على سطحها؟ والمُلفت للنظر، أن كرة التنس هي الوحيدة تقريبًا بين كرات الرياضات الشهيرة الأخرى التي تمتلك سطحًا زغبًا بينما الكرات الأخرى مطاطية أو بلاستيكية أو عدى ذلك.
الغطاء الغامض على سطح كرة التنس يعمل على تغيير سرعة الكرة إضافةً إلى جعل الكرة تدور حول محورها أثناء طيرانها في الهواء.
نشأت لعبة التنس في وقتٍ ما في القرن الثاني عشر في فرنسا في عهد الملك لويس العاشر. وكانت الكرة المُستعلة في هذه الرياضة قديمًا مصنوعة من شرائط من الصوف ملفوفة معًا على شكل كرة ضيقة.
حتى ملوك ذلك العصر من الزمان عرفوا قليلًا عن الديناميكا الهوائية، إذ كانت الكرة مغطاة بطبقة رقيقة من قماش لمنعها من الطيران بعيدًا عن ميدان اللعب.
منذ ذلك الحين، تطوَّرت كرات التنس بشكلٍ كبير وأصبحت تُصنع من المطاط الخام على شكل كروي عبر استعمال الهواء المضغوط لتضخيم الكرة وتعبئتها.
وبعد صقل المطاط جيدًا، تُغطى الكرة بطبقة زغبة على شكل شعيرات دقيقة للغاية تُصنع من ألياف نسيجية تُعطي الكرة شكلها وملمسها المتعرِّج. وتعتبر هذه الطبقة الزغبة أهم جزء في كرة التنس، لذلك، ليس من المُستغرب أن تكون المواد الأولية اللازمة لصناعة الزغب الأغلى في مكونات تصنيع الكرة!
إن تابعت من قبل مباراة تنس بين عظماء اللاعبين وأبطالها أمثال: رافائيل نادال، ديوكوفيتش، أو سيرينا وليامز، فلعلك انتبهت إلى أن اللاعب يقضي وقتًا في اختيار الكرة وتجربتها قبل المبارة.
السبب في ذلك هو أن اللاعبين يتأكدون من طبقة الزغب التي تُغطي الكرات وما إن كانت جيدة أم لا. ويُمكنك تجربة الأمر عبر إزالة هذه الطبقة عم الكرة ثم استعمالها في مباراة وملاحظة كيف أن الكرة ستطير بعيدًا عن الملعب أو أذية اللاعب الآخر أثناء الركض خلف الكرات بسبب سرعتها الكبيرة، وأيضًا صعوبة السيطرة على اتجاه الكرة.
يُمكن في هذه الحالة اعتبار الهواء كسائل، بمعنى أنه يتدفق مثل السوائل الأخرى. وعندما يتحرك جسم ما مثل الكرة، من خلال الهواء، يحاول الهواء مقاومة أو منع حركة الكرة. هذه المقاومة هي القوة المعروفة باسم قوة السَّحْب الهوائية.
فإذا كانت الكرة لديها سطح أملس، فإن القليل من الاحتكاك ينشأ بين سطح الكرة والهواء المحيط بها. هذا هو السبب في أن الكرات الناعمة يمكن أن تنتقل أسرع بكثير خلال الهواء.
من ناحية أخرى، إذا كانت الكرة لديها سطح خشن، مثل طبقة الزغب على كرة التنس، فإن هذه الشعيرات الصغيرة تُشكِّل عقبة أمام الهواء، ما يجعل الهواء يتحرك بشكلٍ أبطأ من خلال الزغب.
ويؤدي ذلك إلى زيادة الاحتكاك بين الكرة والهواء، مما يُسبب تباطؤ حركة الكرة. ويُعرف هذا النوع قوة السَّحْب باسم: “قوة الاحتكاك الجلدي”.
أضف إلى ذلك أن الكرة أثناء انتقالها في الهواء، فإنها تُحاول إزاحة الهواء خلال طريقها. هذا الأمر يُسبب خلق دوامات مضطربة من الهواء خلف الكرة، والتي بدورها تُشكل حواجز من الضغط المُنخفض وراء الكرة.
وكلما زاد حجم هذه الحواجز الهوائية يزيد ذلك من مساحة الضغط المُنخفض. إلا أن الجزء الأمامي من الكرة لا يزال يواجه ضغط هواء أعلى. هذا الفرق في الضغطين بين مقدمة ومؤخرة الكرة يُساعد على إبطاء حركة الكرة.
هذه القوة الناشئة من منطقة الضغط المنخفض تُحاول أساسًا أن “تمتص” الكرة خلالها. ما يُسبب دوران الكرة حول محورها.
وعادةً ما يستفيد لاعبو التنس المحترفين من قوة السَّحب لجعل الكرة تدور بطرق مختلفة خلال إرسالها إلى خصومهم.
وتتباطأ الكرة إلى ما يقرب الثلث من سرعتها الأصلية. بالإضافة إلى كونها تباطأ، الكرة تفقد أيضًا السرعة عندما ترتطم بأرض الملعب.
ميزة أخرى لكرة التنس هو لونها الأخضر المصفر الزاهي. السبب في اختيار هذا اللون، هو وضوحه للعين البشرية ما يجعل مراقبة الكرة بالنسبة للاعبين والجمهور أمرًا أكثر سهلة.
ومما سبق، يتبيَّن الأهية الكبيرة للزغب والشعيرات الخفيفة على سطح كرة التنس. وكيف أنها يُمكن أن تقرر الفائز من الخاسر حسب مهارة اللاعب في التعامل مع الكرة!
