وكالات - الاقتصادي - يشهد عالم السيارات تطورات متسارعة للغاية؛ حيث ستصبح الشاشات اللمسية والتحكم بالإيماءات والأزرار العادية قريبا جزءا من الماضي، نظراً لأن السيارات في المستقبل ستعتمد على جيل جديد من أنظمة التحكم الصوتي.
تسير عمليات تطوير الحوار بين الآلة والإنسان بخطوات بطيئة، وقد مهدت تطبيقات المساعدة الرقمية، مثل تطبيق أبل سيري، الطريق نحو التحكم الصوتي، ليعرف هذا النوع من التفاعل طريقه نحو عالم السيارات.
وأوضح جويدو ماير، خبير بيئة العمل لدى شركة كونتيننتال، أن التحكم الصوتي هو أحد تلك المفاهيم، التي يتمكن الشخص بها من استعمال أنظمة معقدة في السيارة بطريقة بسيطة وغير معقدة.
أنظمة مفهومة
ومع المزيد من التعديلات التقنية، سيكون للكلمة المنطوقة ثقلها في السيارة مستقبلاً. وتعمل الشركات المنتجة وشركات تغذية صناعة السيارات على تصميم أنظمة تحكم صوتي مفهومة وزيادة المفردات والفهم بدون تعليم الأوامر. لذا يكفي نظام فورد Sync القول "أنا جائع" حتى يعرض نظام الملاحة قائمة بالمطاعم القادمة والمتاحة على طول الطريق.
وأشار أرند فايل، مدير قطاع السيارات بمؤسسة نوانس، إلى أن الكلمة السحرية هنا تعني المدخلات باللغة الطبيعية؛ فمع بداية ظهور التحكم الصوتي قبل 20 عاما كانت المفردات حوالي 20 مفردا، وبعد 10 أعوام أصبحت حوالي 70000 مفردا، وقد تزيد اليوم إلى عدة ملايين.
وبالتوازي مع ذلك قامت أولى شركات السيارات بدمج التحكم الصوتي الخارجي، وأعلنت شركتا فولفو وأودي عن تقديم نظام التشغيل أندرويد أوتو في الموديلات القادمة، والذي يشتمل على المساعد الرقمي غوغل Assistant.
وقد انضم المساعد الرقمي "آليكسا" للتحكم الصوتي من أمازون إلى عالم السيارات، كما أعلنت شركة فولكس فاغن على سبيل المثال عن شراكة مع متجر الإنترنت أمازون، وأوضحت كيفية التحكم في ستائر المنزل وفحص مخزون الطعام في الثلاجة من السيارة في الخارج وذلك عبر المساعد الرقمي أمازون "آليكسا".
وعلى الجانب الآخر، اعتمدت شركة مرسيدس على نظامي غوغل هوم وأمازون آليكسا، وبالتالي سيتمكن قائد السيارة في المنزل من إرسال أهداف ملاحية والتحقق من مخزون الوقود في السيارة.
أنظمة الملتيميديا
وهناك شكل آخر من أشكال التحكم الصوتي تقدمها شركات السيارات من خلال أنظمة الملتيميديا والتليماتيك، مثل مرسيدس Me أو بي إم دبليو Connected Drive أو أوبل Onstar، وهنا يمكن اختيار أهداف خاصة والمساهمة في برمجة نظام الملاحة.
وأشار مايكل بلومنشتاين، المتحدث باسم شركة أوبل الألمانية، إلى وجود اختلافين حاسمين، وهما أن الذكاء لا يوجد في السيارة نفسها، وإنما على الطرف الآخر من الخط الساخن وأن الأمر يتم مع الإنسان بدلا من الآلة، ولذلك فإنه من النادر حدوث سوء فهم للأمور.