وكالات - الاقتصادي - من المؤلم أن نرى حصانًا يُقتل بسبب إصابة حرجة تعرض لها في ساقه. لكن عبارة “ساق مكسورة” بالنسبة للحصان، هي عبارة مميتة بحد ذاتها!
إذ درج من مئات السنين وحتى اليوم، قتل الحصان إن تعرض إلى كسرٍ في ساقه. وعلى الرغم من أن التطور العلمي والطبي الذي وصل إلى درجة كبيرة والعالم بأسره يستعد لعملية زراعة رأس إنسان على جسم إنسان آخر عمَّا قريب، إلا أن الطريقة الوحيدة في علاج ساق الحصان المكسورة لم تتغير منذ القِدم، وهي بقتله!
قد تظن أنه من الوحشية قتل حصان بسبب إصابة تعرض لها في ساقه، لكن قد يكون هذا الحل أفضل من أن يعيش طيلة حياته بألم كبير وإعاقة دائمة تجعله لا يتمكن من الحياة بشكلٍ طبيعي!
فالحصان يختلف عن الإنسان في الكثير من النقاط الهيكلية أهمها أن السيقان تُعتبر أهم جزء في جسمه. ذلك لأنها تحمل كل ثقل جسم الحصان طيلة حياته، ذلك لأنه ينام وهو واقف!
ومن بين مئتين وخمس عظام تُشكل جسد الحصان كاملا، ثمانون منها تتواجد في الأطراف. والنظام المعقد المكون من المفاصل، الأربطة، الأوتار، الغضروف، السائل المزلّق، الصفائح والحوافر التي تساهم في فعالية سرعة الحصان المذهلة، تكون هي السبب في انهيارها.
وعلى الرغم من أن عظام ساق الحصان خفيفة حتى يتمكن من العدو بسرعة كبيرة، إلا أنها قوية جدًا في حمل ثقل الخيل مهما بلغ!
وتمكن المشكلة الكُبرى إن تعرض الحصان إلى إصابة في إحدى سيقانه أدت إلى كسرها. فحتى علاج الكسر لن يُنقذه من المصير الحتمي بإصابته بتشوهات كبيرة ودائمة في العظم.
وكما ذكرت صحيفة “الغارديان“، فإن العظام المكسورة حتى لو تم تجميعها من جديد، إلا أن الأمر سينتهي بعظم شديد الالتواء بعد الشفاء، وتُصبح إمكانية تعرض الحصان إلى كسر آخر في نفس المكان مرتفعة للغاية بل وأكيدة!
كما أن محاولة منع الحصان من التعرض لإصابة جديدة أمر صعب في مرحلة التعافي و العلاج، فقد تدهس بعضها، أو تتحمس قليلاً وترغب بالقيام بجولة في الجوار. وببساطة شديدة، قد تشعر بالملل كونها مربوطة وتنتابها رغبة بالخروج.
أضف إلى ذلك أن العظم بسبب هشاشته، فإنه عندما ينكسر يؤدي إلى تمزق بالغ في الجلد ما يُعرض الخيل إلى نزيفٍ حاد ويؤثر على تدفق الدم الواصل للجزء السفلي للقدم.
كل هذه الأسباب السابقة تؤدي في النهاية إلى إضعاف آلية العلاج المقدمة للحصان، وتُقلل من فرص نجاح ترميم العظم.
لذلك، يلجأ أصحاب الخيل عادةً إلى قتلها إن تعرضت إلى إصابات بالغة في أقدامها مثل الكسور. ذلك لأنه حتى إن تمت معالجته من الإصابة، لكنه لن يقوى على العيش لفترة طويلة لاستحالة الوقوف مجددًا على الساق المُصابة بشكلٍ طبيعي.