وكالات - الاقتصادي - يتعرض العديد من الأطفال وبشكل يومي للبلطجة والإعتداء من قبل زملائهم داخل أسوار المدارس، وأصبح الأمر أكثر من مجرد كلمات جارحة، فبعض الأطفال مهددون بالأذى الجسدي وقد يتطور الأمر لمشكلات أخرى مثل القلق والاكتئاب.
يتم الإعتداء على هؤلاء الأطفال من قبل زملائهم "المتنمرين" وكلمة المتنمر تطلق على الأطفال الذين يتعمدون إيذاء زملائهم جسديا أو لفظيا أو حتى نفسيا، وفي بعض الأحيان يحتاج الشخص المتنمر إلى المساعدة أيضاً.
إن الأطفال المتنمرين أو مثيري المشاكل موجودون في المدارس والنوادي والكثير من الأماكن. ويجب أن نعلم أن الطفل إذا كان يتعرض لمضايقة يومية من زملائه، فإنه قد يصاب بالإحباط والاكتئاب.
وكما ذكرنا سابقا بأنّ الطفل المتنمر بحاجة للمشورة والتعامل معه ومساعدته لأنه أيضا قد يكون ضحية للعنف مثل العنف الأسري، وهذا ما أكده الباحثون من خلال دراساتهم التي خلصت إلى أن أحد الأسباب التي تجعل الطفل المتنمر يعتدي على زملائه هو أنه يتعرض للعنف في البيت ثم يمارسه في المدرسة.
ولكننا اليوم سنتحدث في هذا التقرير عن الطفل الذي يتعرض للعنف من قبل زملائه وكيفية حمايته وكيف يكتشف الوالدان أن هذا الأمر يحدث لطفلهم:
- من المهم جدا أن يتواصل الآباء مع أبنائهم عما يحدث معهم في المدرسة، والعثور على أحد الطلاب الذين شاهدوا ما حدث، ومن الضروري طرح أسئلة أكثر من مجرد أسئلة نعم ولا، إسأل طفلك عن أفضل وأسوأ أوقات يومه للحصول على الكثير من التفاصيل.
- قد يستطيع الوالدان المميزان اكتشاف علامات البلطجة دون سؤال مثل: وجود إصابات غير مبررة، فقدان أحد الممتلكات الشخصية، تغيرات في الشهية أو المزاج العام.
- بينما لا يرغب الكثير من الطلاب في فقدان أصدقائهم عندما يوصمون بأنهم نمامون، فمن المهم التأكيد على ضرورة تدخل الكبار عند وقوع أحداث بلطجة.
- ساعد طفلك على أن يكون واثقا من نفسه لأن هذا سيجعله ليس بالفريسة السهلة للطفل الذى يريد مضايقته.
- يجب على طفلك ألا يبكى أمام زميله الذي يقوم بمضايقته حتى لا يشعر أنه قد حقق هدفه وانتصر عليه.
- ينبغي ألا يتعامل الأطفال مع هذه المواقف بأنفسهم ومن الضروري أن يعلموا بأن الكبار من حولهم يدعمونهم.
- عندما يعلم الأهل بحادثة الاعتداء على طفلهم، ينبغي على الكبار التدخل ومساعدة جميع الأطراف المشاركة.
ما هي الطرق التي يجب أن تعلمها لطفلك حتى يحمي نفسه في المدرسة؟
- إخبر طفلك ألا يتعامل مع الأمر بشكل مباشر، فمبجرد أن يدرك بأن هناك مشكلة، عليه أن يتحدث لأحد الكبار الموثوق فيهم.
- ينبغي على الكبار إنهاء الموقف في الحال والتأكد من سلامة الأطفال.
- ينبغي أن يوضح الكبار أن البلطجة غير مقبولة على الإطلاق.
- قد يكون من الأفضل الفصل بين الأطفال والتحدث مع كل طفل على حدة.
- يجب أن يحافظ الكبار على هدوئهم وأن يكونوا قدوة إيجابية في تسوية النزاعات.
- إذا استخدم الأطفال أي أسلحة أو كان هناك أي إصابات جسدية خطيرة، فمن الضروري التحدث مع الشرطة.
ومن أهم الأساليب التي يمكن تعليم الأطفال من خلالها التعامل مع البلطجة هي: لعب الأدوار حيث يتبادل الكبار والصغار الأدوار "في بيئة آمنة" لتجربة شعور أن تكون متنمرا، أو أن تتعرض للبلطجة أو أن تشهد هذا الحدث، يستطيع الأطفال الخروج بأفكار متميزة عند الإعداد لهذا الأمر، من الضروري أيضا تدريب الأطفال على ما قد يحدث وكيف نتعامل معه بطرق مختلفة، مما يساعده على التعامل بإيجابية وبشكل صحيح عندما يحدث بالفعل.
ويجب على الأهل أن يعلموا جيدا أن تعرض طفلهم للبلطجة يجعل منه طفلاً خجولاً يشعر باليأس والعجز في المكان الذي ينبغي أن يشعر فيه بالأمان، بالطبع في هذه الأيام أصبح المعلمون على دراية أكبر بالتعامل مع تلك المواقف من خلال برامج التوعية والتدريب، تأكد من الحديث مع طفلك عن البلطجة وتحدث مع المعلمين في مدرسته وشارك في الأنشطة المجتمعية التي تقيمها المدرسة للتوعية بكيفية التعامل مع الأطفال العدائيين مثيري الشغب وغيرها من الأنشطة.
أما بالنسبة للمعلمين فعليهم أن يراقبوا جيدا كل الأولاد والبنات في الفصل الدراسي داخل المدرسة ليعرفوا من منهم يقوم بمضايقة الآخر وبذلك يتمكنون من توفير بيئة آمنة للأطفال. وعلى المعلمين أيضا أن يعقدوا اجتماعات أسبوعية لمناقشة تلك الموضوعات ويأتي خلالها أساتذة متخصصون لمناقشة الآثار السلبية التي قد تصيب الطفل بسبب مضايقة أو سخرية زملائه منه.