وحسب ما ذكر المهندس عصام أبو خيزران، خبير الجودة الزراعية في مشروع Competeالممول من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية فإن المساحة المشغولة حالياً بمزارع النخيل في منطقة غور الأردن تصل إلى 12 الف دونم وهي ممتدة من أريحا وحدود البحر الميت لغاية بردلة وعين البيضة، المنطقة الأساسية التي يزرع بها المجول هي أريحا والعوجا والجفتلك وصولاً إلى الزبيدات وفيما عدا ذلك تقتصر الزراعة على صنف البرحي نظراً لتحمله درجات حرارة منخفضة مقارنة بالمجول.
وأضاف أبو خيزران: "إن انتاجية المجول الحالية تصل إلى ألفي طن ولكن توقعاتنا للموسم الحالي بأن تصل الانتاجية إلى ثلاثة آلاف طن، وتعود هذه الزيادة إلى النمو الطبيعي للمزارع التي تمت زراعتها في الـ2006 فنحن نشهد اليوم انتاجها الطبيعي أما تلك التي زرعت في عام 2010 فهي لم تنتج لغاية الآن، فالشجرة تثمر بعد خمسة أعوام من زراعتها.
بدأت زراعة المجول في مساحات قليلة وبلغت أوجها في عام 2010 حيث وصلت المساحات الزراعية إلى 10000 دونم أي ما يعادل 70% من المساحات الزراعية المستغلة في غور الأردن، فزراعة الخضار بدأت تتلاشي وذلك نظراً لثلاثة عوامل رئي
سية، أولها جودة مياه الري والتي أصبحت غير مناسبة للخضار ما اضطر المزارعين للتوجه لهذا البديل وثانياً بسبب العائد المادي من النخيل حيث يعتبر جيداً مقارنةً بالخضار ولا يتطلب نفس المجهود، وسعره منافس عالمياً فهو أقل من سعر المجول الإسرائيلي ب20% إلى 30%.
من ناحية أخرى أشار المهندس عماد قمحاوي مدير قطاع الزراعة في مشروع Compete بأن الخاصية التي تتواجد في غور الأردن لا تتواجد في أية منطقة أخرى في العالم وهي الطقس الجاف والحار، فكلما قلت نسبة الرطوبة كلما كانت جودة تمر المجول
أعلى، فما يميز التمر الفلسطيني أو الأردني أو الإسرائيلي هي قلة نسبة الرطوبة في حبة التمر وكذلك كبر حجمها، فنحن نتميز بحجم السوبر جمبو والتي يصل وزن الحبة منها إلى 30-40 غم وهذا الحجم غير موجود في العالم ولا حتى في كاليفورنيا والمغرب فوزن الحبة لا يصل إلى هذا القدر، وهذا بالتالي يمنح التمر الفلسطيني ميزة خاصة حيث باتت تعتبر منتج فاخر يذهب للأسواق رفيعة الذوق بما في ذلك أشهر الفنادق الفاخرة العالمية.
هناك ما يقارب 500 مزارع في غور الأردن يوفرون ما يزيد على 4 آلاف إلى 5 آلاف فرصة عمل، وهذه العمالة تشمل العمال في المزارع والعاملين في التغليف والتصنيع وبعض هذه الفرص تعتبر موسمية في حين جزءا منها ثابت ودائم. بحسب ما أفادت المهندسة سرين أبو جاموس من مشروع Compete.
من جانب آخر، قال غسان الجمل مدير تطوير مشاريع القطاع الخاص في الوكالة الأميركية للتنمية الدولية بأن تدخل الوكالة يعتمد على رؤية استراتيجية وتخطيط وتحضير للمستقبل لضمان استمرار نمو وتطور هذا القطاع، فحالياً هناك 12 الف دونم من مزارع النخيل، المنتج منها يصل إلى 30 % ولكن خلال أربع أو خمس سنوات سيصل الانتاج أوجه وعليه فإننا نعمل مع المزارعين والشركات على تهيئة القطاع لهذا الحجم من الانتاج سواءً فيما يتعلق بالبنية التحتية او تطوير العملية التصنيعية والتسويقية.
وأوضح بأن التدخل الوكالة سيجري على النحو التالي:
البنية التحتية: ستعمل الوكالة من خلال مشروع Compete على تطوير البنية التحتية فالقدرة الاستيعابية الحالية لتخزين وتبريد التمر تصل الى 1000 طن ونظراً لتوقعنا لإنتاج يصل إلى 3000 طن فعلينا العمل سريعاً على إنشاء وحدات تخزينية ووحدات تبريد بقدرة استيعابية تصل من 2000 إلى 3000 طن خلال الموسم الحالي وسنعمل بإذن الله على إنشاء وحدة بالتعاون مع الشركات والمزارعين ودعمهم على إنشاء شركةلإدارة وحدة التبريد. وفي القريب خطتنا تشمل إنشاء ثلاث وحدات تبريد في كل من أريحا والجفتلك والعوجا وهذا أول تدخل وهو تدخل جوهري حيث إن تخزين المنتج يطيل من عمره ويؤثر على جودته.
التسويق والتغليف: من جانبه أفاد أبو خيزران : " نعمل على تطوير التغليف لمساعدة المنتج الفلسطيني على المنافسة عالمياً بالإضافة إلى توفير الفرص للمشاركة في المعارض الدولية مثل فروت لوجستيكا في برلين وجولف فوود في دبي حيث تم تسجيل نجاحات مهمة ساعدت العديد من الشركات الفلسطينية على دخول اسواق عالمية جديدة وعلى زيادة نسبة صادراتها.
معالجة مشكلة المياه:أوضح المهندس عماد قمحاوي بأن عمل المشروع يشمل جانبا أساسيا آخر يتمثل فيايجاد مصادر مياه تغذي القطاع وذلك من خلال ادخال تقنيتين احداها تعتمد على استخدام تكنولوجيا المياه الممغنطة لمعالجة ملوحة المياه، اما التقنية الثانية والتي يأمل بأن يكون لها أثر كبير فتقوم على استخدام ونقل المياه العادمة المعالجة في محطة البيرة لري سهل العوجا والتي تبلغ مساحتها 30 ألف دونم المستغل منها فقط 5 آلاف وذلك يعني بالضرورة وجود فرصة هائلة للتوسع والامتداد.
الأسواق التصديرية: من الأسواق التصديرية التي يتوفر فيها فرص لدخول المنتجات الفلسطينية هي السوق الأوروبي والأسواق الاسلامية التي تعتمد على التمر في مواسم رمضان والأعياد وكذلك في تركيا. وحالياً يتم عرض التمر الفلسطيني في معرض موسكو العالمي للأغذية.
المعايير الدولية: كما تعمل الوكالة بالتوازي مع التدخلات الأخرى على الاستجابة لمتطلبات الاسواق فقد ساعدت الوكالة الأميركية من خلال مشروع Compete شركة نخيل على تطبيق نظام جودة للسوق الأوروبي والأميركي بما في ذلك أيزو 22000وBRC و GLOBALGAP والمشروع الآن في قيد التدخل مع مزارعين وشركات أخرى من خلال توفير نظام Traceability متوفر إلكترونياً بإمكان كافة مزارعي النخيل الاستفادة منه وتطبيق متطلبات الجودة العالمية.
معالجة سوسة النخيل: من تدخلات الوكالة الأميركية الأخرى والأساسية والتي تنفذ من خلال مشروع Competeالاساسية هي معالجة المخاطرعلى هذا القطاع وأهمها معالجة سوسة النخيل حيث وفرت مصائد تم توزيعها من خلال وزارة الزراعة الفلسطينية وجمعية التمور للسيطرة على هذه السوسة وممارسة الحجر الزراعي وهناك نية لعقد دورات تدريبية للمزارعينمن خلال الاستعانة بخبرات دولية في هذا المجال وتحديداً من خلال الاستعانة بخبرات دول الخليج العربي.
يذكر أن مشروع Compete هو أحد مشاريع الوكالة الأميركية للتنمية الدولية USAID، حيث يساهم في دعم القطاع الفلسطيني من خلال تعزيز القدرة التنافسية له في أربعة قطاعات اقتصادية محددة وهي الزراعة والحجر والرخام والسياحة وتكنولوجيا المعلومات.ويهدف المشروع إلى تنمية وزيادة حجم الصادرات في هذه القطاعات من خلال استحداث التقنيات وتشجيع تصنيع منتجات جديدة تساهم في زيادة فرص العمل والاستثمار ورفع مستوى جودة المنتج الفلسطيني مع زيادة القيمة المضافة له. ويعمل المشروع على البناء على الانجازات السابقة لمشاريع الوكالة الأميركية للتنمية الدولية التي دعمت القطاع الخاص لتحقيق تنمية اقتصادية مستدامة في الأراضي الفلسطينية