رام الله - الاقتصادي - عقد صندوق الاستثمار الفلسطيني، اجتماع هيئته العامة العادية السنوية في مدينة رام الله، برئاسة الدكتور محمد مصطفى رئيس مجلس الإدارة، وحضور أعضاء مجلس الإدارة، وأعضاء الهيئة العامة، والسيد فادي الدويك مدير عام الصندوقومراقب الشركات الدكتورحاتم سرحان، ومدقق الحسابات الخارجي السيد سائد عبد الله، ممثلا عن شركة إرنست ويونغ.
وافتتح مراقب الشركات في وزارة الاقتصاد الوطني الدكتورحاتم سرحان أعمال الجلسة، بالطلب من رئيس مجلس الإدارة د. محمد مصطفى ترأس الاجتماع، وتعيين كاتب للجلسة،بعد أن أعلن قانونية الجلسة وقانونية كافة القرارات التي تصدر عنها.
وفي اجتماعها، ناقشت الهيئة العامة تقرير مجلس إدارة الصندوق عن عام 2016، واستمعت إلى تقرير مدقق حسابات الصندوق للسنة المالية المنتهية في 31/12/2016، وصادقت على الحسابات الختامية للصندوق، والتي بينت تحقيق الصندوق لأرباح إجمالية قيمتها 41.3، وصافيةبعد الضرائب بلغت 37.3مليون دولار أمريكي.
وفي التقرير الذي تلاه نيابة عن مجلس الإدارة أمام الهيئة العامة، أكد رئيس مجلس الإدارة الدكتور محمد مصطفى، على أن "صندوق الاستثمارالفلسطيني يواصل الإصرار على الإنجاز في ظل بيئة معقدّة تحتالاحتال على طريق تحقيق المهام الملقاة على عاتقه".
وأضاف د. مصطفى: " لقد نجح الصندوق بتحقيق الإنجاز تلو الآخر انسجاماً مع استراتيجية تهدف إلى الاستثمار في تطوير البنية التحتية للاقتصاد الوطني،والتقدم نحو تحقيق أعلى درجة ممكنة من أمن الطاقة وتركيز الاستثمار فيالقطاعات الإنتاجية ذات القدرة على خلق المزيد من فرص العملوالمساهمة في زيادة معدلات النمو، بالإضافة إلى تخفيفالتبعية للاقتصاد الإسرائيلي خاصة في قطاعي الزراعة والصناعةوالمساهمة في دعم وبناء اقتصاد محافظة القدس".
واستعرض د. مصطفى في تقريره إنجازات صندوق الاستثمار الفلسطيني خلال العام 2016، مشدداً على أن الاستثمار بهدف البناء الاقتصادي، والمساهمة في التأسيس لاقتصادٍ وطني مستقل ومعتمد على ذاته يكون قادراً على خلق الوظائف والاستدامة والاستغلال الأمثل للموارد والمصادر الطبيعية والبشرية الغنية في فلسطين يشكل أساس استراتيجية الصندوق.
برنامج طموح للمساهمة في تحقيق أمن الطاقة لفلسطين من المصادر التقليدية وغير التقليدية
استعرض د. مصطفى إنجازات الصندوق خلال العام 2016 فيقطاع الطاقة والبنية التحتية، موضحاً أن الصندوق توج انجازاته في العامالمنصرم من خلال وضع حجر الأساس للبدء بإنشاء أول محطةلتوليد الكهرباء في محافظة جنين والتي ستعمل على تلبية مايقارب % 40 من احتياجات فلسطين للكهرباء، بحجم استثماريٍمتوقع أن يصل إلى 600 مليون دولار أمريكي.
وأضاف "ويتم العمل على تطوير هذا المشروع من خال شركةفلسطين لتوليد الطاقة والتي يساهم بها مجموعة رائدةمن المستثمرين الفلسطينيين، وستعمل المحطة على الغاز الطبيعي الفلسطيني الذي نأملبالبدء باستخراجه كأحد مقومات البناء واستغلال المقدراتالوطنية الفلسطينية".
وبتكامل ما بين مصادر الطاقة التقليدية والمتجددة، أشار د. مصطفى إلى أن الصندوق بدأ بتنفيذ برنامج "نور فلسطين" للطاقةالشمسية والذي يهدف إلى إنشاء محطاتٍ صغيرة لتوليدالطاقة الكهربائية بقدرةٍ انتاجية إجمالية ستصل إلى 35 ميغاوطفي المرحلة الأولى وبحجم استثماري سيصل إلى 50 مليوندولار.وقد وقع الصندوق مذكرات تفاهم مع مجموعة من البلديات، بالإضافة إلى 25 بئرًا ارتوازياً في محافظةطوباس بهدف إنشاء محطات توليد للكهرباء من الطاقةالشمسية لتلبية احتياجاتهم. وقد بدات بالفعل أعمال التسوية للمواقع، يليها عطاءات إنشاء المحطاتالشمسية"
مصنع إسمنت فلسطين
وفي قطاع الصناعات الإنشائية، قال د. مصطفى "إن وضع حجر الأساس لمصنع اسمنت فلسطين من خلال شركة سند سيساهم المصنعفي تعزيز سيادة الدولة واستقلالها اقتصاديا عبر توطين صناعةالاسمنت في فلسطين من خلال توفير اسمنت بجودة عاليةللسوق المحلي. كما سيؤدي الى خلق مئات فرص العمل حيثمن المتوقع ان يوفر حوالي 1500 فرصة عمل 500 منها بشكلمباشر واكثر من 1000 فرصة عمل بشكل غير مباشر، وسيتمانشاؤه على مرحلتين متتاليتين، تقوم المرحلة الأولى على إنشاءمطحنة الاسمنت بحجم استثماري متوقع أن يصل إلى 65مليون دولار أمريكي، ومن المتوقع أن تصل قيمة الاستثمارإلى 310 مليون دولار أمريكي لدى إنجاز المصنع بشكل كامل.
كما أعرب د. مصطفى عن اعتزازه بنجاح الاكتتاب العام لشركة سند بنسبة بلغت % 10من إجمالي أسهم الشركة، وبواقع 6 ملايين سهم وبقيمةإجمالية 14.1 مليون دولار أمريكي نهاية العام 2016 والتيتواصلت بمنتهى النجاح وبنسبة إقبال عالية من قبل كباروصغار المستثمرين على حدٍّ سواء. وتأتي هذه العملية إيماناًمن الصندوق بضرورة تعميم المساهمة والشراكة في تحقيقالإنجازات والبناء على جميع المستويات.
الزراعة والصناعة ... عماد الاقتصاد الوطني
وفي قطاع الزراعة، أكد د. مصطفى أن شركة شراكات للاستثماراتالصغيرة والمتوسطة تواصل السير بثبات نحو تطوير هذا القطاعالحيوي للاقتصاد الوطني. ووقعت شراكات عددًا منالاتفاقيات في العام 2016 وفي مقدمتها شركة خيزرانفلسطين AgriPal والتي تقوم على إنشاء مزارع نموذجيةمميزة في المناطق الوسطى والشمالية من الأغوارالفلسطينية وتطويرها من خلال استخدام التقنيات الحديثةوالإستغلال الأمثل للموارد المُتاحة من الأرض والمياه، ممّاسيعملُ على توفير المزيد من فُرَص العمل لأبناء المنطقةوتحسين القُدُرات التصديرية للقطاع الزراعي. ويضاف إلى ذلكاستثمارات “شراكات” القائمة في هذا القطاع مثل مزرعة (بالفارم) وغيرها.
وفي قطاع الصناعة كذلك، فقد شهد العام 2016 توقيعاتفاقية ما بين شركة شراكات للاستثمارات الصغيرة
والمتوسطة وشركة بلاستوبال للصناعات البلاستيكية فيمدينة الخليل، والتي تعمل في مجال تصنيع أوعية بلاستيكيةتُستخدم كعبوات لمنتجات غذائية ومنتجات الألبان.
قطاع الخدمات الصحية
وفي القطاع الصحي، قال د. مصطفى أنالصندوق عزز استثماراته في شركة المجمع العربي الطبيالتخصصي المالك للمستشفى الاستشاريالعربي في ضاحية الريحان وللمستشفىالعربي التخصصي في مدينة نابلس لتصل إلى 20% تقريباً خلال العام 2016 من خلال شركة أسواق. وقدتم افتتاح المستشفى الاستشاريالعربي بداية العام 2016 في ضاحية الريحان التي تشكل إحدىأيقونات مشاريع الصندوق من خال شركة عمار العقارية.وفي القطاع الصحي أيضاً، يساهمالصندوق في مشروع مستشفى ابن سينا التخصصي فيمدينة جنين.
قطاع السياحة: فرصٌ واعدة
وإيماناً من الصندوق بضرورة التدخل لتطوير القطاعاتالواعدة في الاقتصاد الوطني وتنميتها من خلال الاستثمارالمباشر وضخ الدماء الجديدة والتطوير لهذه القطاعات فقد أقرّمجلس إدارة الصندوق تشكيل محفظةٍ استثمارية متخصصةفي قطاع الفندقة والسياحة حملت الاسم الكنعاني القديملمدينة القدس العاصمة “يبوس”. وقد توج الصندوق هذهالمحفظة برفع مساهمته في الشركة العربية للفنادق المالكةلفندق الموفنبك في رام الله لتصل إلى % 54 ؛ لينضم إلىالاستثمارات الأخرى في هذا القطاع الحيوي والواعد للاقتصادمثل سلسلة فنادق جراند بارك في رام الله وبيت لحم، وفندققصر جاسر وقصر المؤتمرات وفندق إيبيس في القدسوغيرها.
مؤسسة فلسطين للتنمية .. استثمار مجتمعي مستدام
وفي مجال المسؤولية المجتمعية، أوضح د. مصطفى أن مؤسسة فلسطين للتنمية التي تقود جهود الصندوق في مجال المسؤولية المجتمعية، تتبنى أهدافاً استراتيجية تهدف إلىالمساهمة في تطوير مهارات الأفراد وقدراتهم وتدعمهمفي دخول سوق العمل، من خلال تعزيز ثقافة ريادة الأعمال،بالاستناد إلى منظومة اقتصاد معرفيّ يقود إلى التكامل فيتطوير اقتصادٍ وطني قائم على أسُس الابتكار والمعرفة، عبربرامجها المختلفة.
ويشكل برنامج “ابدأ” لتشغيل الشباب تتويجاً لهذه البرامج،حيث جمع ما بين خبرة الصندوق في شقي التمويل والضمانلمشاريع التشغيل الذاتي من ناحية وشق التدريب والدعم اللازم لضمان نجاح هذه المشاريع. ففي الشق التمويلييقوم البرنامج بتوفير قروض تشغيلية تحت بنود مشجعة،مما يسهل عملية انشاء مشاريع جديدة للشباب وخلق عمالةذاتية بشكل أساسي، او خلق عمالة جديدة لمشاريع الشبابالقائمة والتي ستستخدم التمويل من اجل التوسع.
وقد تم إطلاق البرنامج بدعم هام مقدم من الصندوق العربي للإنماءالاقتصادي والاجتماعي تمثل بقرض بقيمة 30 مليون دولارأمريكي. وتمثلت باكورة الشق الثاني بتوقيع اتفاقية مع منظمةالعمل الدولية ووزارة التربية والتعليم العالي لتوفير التدريباتاللازمة لتأهيل وتمكين الشباب وفتح آفاق جديدة أمامهم.
وتستمر مؤسسة فلسطين للتنمية بالعمل في برنامجالتمكين الاقتصادي في مخيمات اللجوء في لبنان والذي انضمإليه شركاء اخرون مثل الصندوق العربي للإنماء الاقتصاديوالاجتماعي و”صلتك” حيث تم حتى نهاية العام 2016 تمويلحوالي 2,100 مشروع (تقدر قيمتها بنحو 3.67 مليون دولار) في مختلف القطاعات، في حين يقدر حجم المستفدين منالبرنامج بحوالي 12,000 فردا من أهلنا اللاجئين في لبنان.