الاقتصادي- إذا نظرت حولك، ستجد أن أهم ملامح الحياة العصرية هي البنيان الشاهق الذي يناطح السحاب، والسكك الحديدية التي تربط بين مناطق تبعد عن بعضها آلاف الكيلومترات، وأخبار وصور ومقاطع مسجلة تعبر أقصى زوايا المعمورة في أجزاء من الثانية، وأضواء، وتكنولوجيا، وتطور يخطف الأنفاس... لكن لا تدع هذا يخدعك، فما زال العالم غابة ضارية يكون البقاء فيها للأقوى.
لكن الأقوى في عصرنا ليس الأكبر حجمًا والأقدر على صيد الثيران والحيوانات البرية ليتغذى عليها، بل أمسى الأقوى هو الأغنى، سواء كان هذا الثراء بالمال، أو بالإمكانات، أو بالمواهب... لذا تملي غريزة البقاء المزروعة في كل فرد فينا، أن ننافس غيرنا كي نضمن نجاتنا لأطول فترة ممكنة، وصار المال يمثل الكلأ الذي نتسابق عليه كلّنا.
ومع تطور العالم وتزايد حاجتنا، يخترع الناس باستمرار طرق إبداعية لـ"تكنيز" الأموال، أو على الأقل، للحصول عليها، حتى أمست معظم الأشياء تباع بالمال وتشترى به.
نعم، يمكنك الحصول على المال من معظم الأشياء! لكن كيف؟
الخطوة الأولى أمام الرفاه الاقتصادي، هي تغيير منظومتنا الفكرية، فإن كنت ترغب في خوض المنافسة المالية، عليك ان تؤمن بأن مهاراتك، وخبراتك، بصرف النظر عن طبيعتها، هي موارد ذات قيمة وهي قابلة للتمويل.
بهذا، يمكنك خطو بداية مشوارك في المساهمة بمهاراتك ومخزونك المعلوماتي، وتحويلها إلى مصادر مدرّة للمال، ولعلّ أسهل طريقة لاستغلال مواردك هي عبر العمل الحرّ أو ما يعرف بالإنجيلية بـ"Freelancing".
كيف تبدأ؟
الخيارات متنوعة ويصعب حصرها، فإن كنت ممن يهوون التصوير مثلاً، لا عليك إلا اقتناء آلة تصوير، وإن كانت ميولك تتمحور حول التصميم فلا عليك إلا بشراء حاسوب سيفتح أبوابًا كثيرة لبيع عملك... هناك أيضًا عدد كبير من المواقع الإلكترونية التي تتيح لك إمكانية عرض خدماتك والحصول على زبائن، كي تتمكن من الحصول على المال بسهولة، حتى وإن كنت مبتدئًا، مثل"Elance" و"Odesk".
لكن سوق العمل الحرّ ليس بالبسيط، فالمنافسة ضارية وشرسة، وعليك أن تثبت نفسك في مجالك كي يتسنى لك خوض هذا المعترك.
ما هي الأدوات؟
لتدخل عالم العمل الحرّ بأساسات متينة، لا بد من أن تكون على اطلاع، فمثلاً ننصحك بدراسة منافسيك، وبخاصة المتميزين منهم، فمن المفيد ان تطلع على استراتيجياتهم التي تمكنهم من التفوق على غيرهم، كي تتمكن أنت نفسك من التفوق عليهم.
إحدى الطرق الفعالة في التعرف على المنافسين، هي نشر وظيفة "وهمية" للإطلاع على الإجابات والطلبات التي ستتقدم للحصول عليها.
الهدف من هذا هو جذب المنافسين والاطلاع على مقترحاتهم، وتجميع المعلومات التي ستستخدم لاحقًا ضدهم!
لكن عليك ان تحلّل المعلومات التي تحصل عليها بعناية، وان تفهم طبيعة الزبائن الذين ترغب في جذبهم والفئات المستهدفة.
من الامور التي قد تحدث فرقًا هائلاً بين عروضك وتلك التي يقدمها منافسوك، هو مهارتك في تسوق نفسك ومنتجك، فعليك أن تكون متميزًا وقادرًا على الحصول على ثقة الجمهور، مثلاً، عرّف عن نفسك في مقطع مصور مختصر، وتحدث عن خدمتك ومميزاتها، هذا سيخلق بينك والزبائن المحتملين راحة ومصداقية.
