وكالات - الاقتصادي - ان ضغوط الحياة اليومية في المدينة التي لا تهدأ تترك آثارها السلبية على السكان، الذي يحاولون بدورهم التأقلم مع هذا النمط والإيقاع السريع للحياة في مدينة كبيرة. ومع ذلك فإن محاولات التأقلم المختلفة التي يمارسها البعض قد لا تكون ناجحة في بعض الأوقات، فهناك من يلجأ إلى النوم المفرط كوسيلة للراحة والابتعاد عن الضغوط. بينما يفضل البعض الآخر تناول المزيد من الطعام اعتقادا منهم بأن ذلك سيخفف من حدة الضغوط ويجلعهم أكثر رضا واسترخاء ويساعدهم على التخلص من القلق والتوتر لمواصلة مهامهم اليومية. ويؤدي ذلك بالطبع إلى زيادة معدلات البدانة بشكل كبير.
بمناسبة شهر التوعية من "الإفراط في تناول الطعام" الذي يحتفل به العالم حاليا، يقدم مركز "رايت بايت" المتخصص في تقديم استشارات التغذية وخدمة إعداد الطعام الصحي بعض النصائح الصحية التي تساعد في نشر الوعي بخطورة الإفراط في الطعام كوسيلة للتخلص من القلق والتوتر، أو ما يعرف بـ"الإفراط العاطفي في تناول الطعام".
وتوضح زينة سويدان خبيرة التغذية بمركز "رايت بايت" ما هو المقصود "بالإفراط العاطفي في تناول الطعام" قائلة: "يحدث ذلك عندما يلجأ الفرد إلى الطعام لتعويض فراغ عاطفي والحصول على شعور دائم بالإشباع، وعندها يصبح الطعام هو الوسيلة المفضلة للتأقلم مع الضغوط والقلق والتوتر أو مشاعر الحزن. وينتهي الأمر إلى أن يكون الروتين الغذائي اليومي هو إضافة المزيد من السعرات الحرارية وبالتالي زيادة الوزن، ما يعيق أي تقدم نحو الحصول على صحة أفضل، يلي ذلك الدخول في دائرة مفرغة من الشعور بالذنب نتيجة التساهل في تدمير الصحة".
وفي ما يلي بعض النصائح والخطوات الفعالة الذي يقدمه "رايت بايت" للحصول على طريقة مثالية لتناول الطعام والحصول على نمط حياة صحي أفضل وأكثر سعادة:
-يجب التكيف مع الحالة المزاجية السيئة والتعامل بواقعية مع لحظات الإحباط، حيث يجب تقبل حقيقة أنه من الطبيعي أن يكون هناك بعض لحظات الإحباط واليأس سواء على المستوى الشخصي أو في الحياة العملية. لا يجب الاستسلام للإحباط والإنهماك بشكل فوري في ممارسة سلوكيات ضارة مثل الإفراط في تناول الطعام، الذي سيؤدي بدوره إلى آثار سلبية على المستويين الصحي والنفسي على المدى القصير وكذلك المدى البعيد. فتناول الكثير من الطعام غير الصحي قد يساعد على تسحين المزاج بشكل فوري لفترة قصيرة، ولكن في المقابل له الكثير من الآثار السلبية على الحالة الصحية العامة للإنسان.
-مراقبة السلوك الغذائي من خلال تدوين عدد المرات التي يتكرر فيها قيامك بتناول الطعام بإفراط عندما تكون في حالة مزاجية سيئة، سيساعدك ذلك على معرفة مدى الخطورة التي يمكن يسببها هذا السلوك كحل لتحسين الحالة النفسية والمزاجية. من هنا يمكنك التعرف على عاداتك الغذائية السيئة والاستعداد لتجنبها عبر إيجاد حلول أخرى للخروج من الحالة النفسية السيئة التي تدفعك لخطر البدانة.
-يجب دائما الابتعاد عن الطعام غير الصحي من خلال التفكير في أشياء أخرى، كما يجب تحفيز نفسك على شراء الطعام الصحي عند القيام بالتسوق المعتاد والابتعاد عن محيط الأطعمة الغير صحية كي لا تشعر بالضعف وعدم القدرة على مقاومتها عندما تكون في حالة نفسية سيئة. وإذا كنت تلجأ للطعام للهروب من التفكير المستمر والشعور بالضجر حاول إيجاد بدائل أخرى مثل القيام بأنشطة مفيدة تساعدك على تسلية نفسك وإبعادك عن التفكير المفرط.
-يجب الحفاظ على عادات منضبطة فيما يتعلق بتناول الطعام، ويفضل تناول الوجبات بشكل متوازن بدلا من عدم تناول الطعام مطلقا ثم تناول الكثير الأطعمة غير الصحية بشكل مفاجئ وبكميات كبيرة. ينصح بتوزيع الوجبات على مدار اليوم لتكون خمس وجبات صغيرة، ما يساعد في الحفاظ على مستوى السكر في الدم وضبط الهرمونات. ويجب أن تحوي هذه الوجبات الحبوب الكاملة والدهون الصحية ومصادر صحية للبروتين للحفاظ على التوزان الغذائي. بهذه الطريقة يمكنك التحكم في حالتك المزاجية بشكل أفضل وكذلك نوعية وكمية الطعام التي تقوم باستهلاكها يوميا.
-حاول الاستمتاع بالطعام من خلال الأكل ببطئ، وينصح بمضغ الطعام بتأن وبشكل كاف للاستمتاع بالطعام بشكل صحي. وبمجرد الانتهاء من تناول الوجبة بهذا الشكل ينصح بالقيام بأي مهمات أخرى يجب عليك القيام بها فهذا يساعدك على الابتعاد عن الطعام والاستمرار في تناول المزيد من
الكميات التي لا يحتاج إليها جسدك.