"نظرة من التلال .. روابي مؤشر مستقبلي"
AHC: 0.80(%)   AIB: 1.07(0.00%)   AIG: 0.16(%)   AMLAK: 5.00(%)   APC: 7.25(%)   APIC: 2.20(1.35%)   AQARIYA: 0.78(%)   ARAB: 0.84(%)   ARKAAN: 1.29(%)   AZIZA: 2.70(4.93%)   BJP: 2.80(%)   BOP: 1.47(0.68%)   BPC: 3.73(%)   GMC: 0.79(%)   GUI: 2.00(%)   ISBK: 1.08(1.82%)   ISH: 1.00(0.00%)   JCC: 1.50(1.32%)   JPH: 3.58( %)   JREI: 0.28(%)   LADAEN: 2.50( %)   MIC: 2.47(%)   NAPCO: 0.95( %)   NCI: 1.68(%)   NIC: 3.00(%)   NSC: 2.95(%)   OOREDOO: 0.79(1.25%)   PADICO: 1.00(%)   PALAQAR: 0.42(%)   PALTEL: 3.92(0.00%)   PEC: 2.84(%)   PIBC: 1.05(%)   PICO: 3.50(%)   PID: 1.91(%)   PIIC: 1.72(%)   PRICO: 0.29(%)   PSE: 3.00(%)   QUDS: 1.04(1.89%)   RSR: 4.50(%)   SAFABANK: 0.68(4.62%)   SANAD: 2.20(%)   TIC: 2.98(%)   TNB: 1.21(0.00%)   TPIC: 1.90(2.56%)   TRUST: 2.85(%)   UCI: 0.38(%)   VOIC: 5.29(%)   WASSEL: 1.00(%)  
12:00 صباحاً 26 حزيران 2015

"نظرة من التلال .. روابي مؤشر مستقبلي"

بقلم: شاؤول ارئيلي

مدينة عربية جديدة تبنى وتسكن لاول مرة منذ عشرات السنين في "أرض اسرائيل". روابي، في شمالي رام الله، والتي ستستوعب في الاسابيع القادمة 700 عائلة اولى، لا تزال ليست علامة على ثورة، ولكنها تشير الى وعي، وربما ايضا الى واقع مستقبلي، مختلف.

مبادرو روابي، بشار المصري وشركاه القطريون، يتحدون فكرة الضحية وانعدام الوسيلة المكتسبة، التي تميز اجزاء من المجتمع الفلسطيني، عن حق وعن غير حق. هذه محاولة ناجحة لاخذ المسؤولية والصلاحية، وتحقيق رؤيتهم عن مستقبل المجتمع الفلسطيني.

عشرات الاف الاسرائيليين، ممن زاروا المدينة اثناء بنائها، ما كان يمكنهم ألا يتذكروا بخجل التعبير الاستخفافي "عمل عربي": مدينة يتم اسكانها بعد سبع سنوات فقط من اقامتها؛ مدينة "خضراء" تكرر كل نفاياتها، خلافا لادعاءات مستوطني عطيرت بان روابي ستلوث الخزان الجوفي للجبل؛ مدينة تبنى من الحجر الذي يؤخذ منها، وكل بناها التحتية مدفونة وقسم من طاقتها شمسية.

لقد حدد المصري ايضا معايير جديدة للعلاقات بين المستثمرين والجمهور. فقد بنيت المدينة على اراض خاصة لالفي عائلة حظي اصحابها بمردود اكبر بثلاثة اضعاف من قيمتها. وعلى اضرار عملية البناء عوض المستثمرون القرى المحيطة من خلال ترميم الطرق، بناء صفوف حواسيب وتبرعات لنشاطات ثقافية. وخلقت روابي 4 الاف مكان عمل جديد دائم وعدد مشابه من الوظائف غير الدائمة. كما أن نصيب الشركات الاسرائيلية لا يغيب عن قائمة المستفيدين، ويمكن ان نحصي فيها ما لا يقل عن 630 كهذه.

رغم أن فكرة "السلام الاقتصادي" جاءت من العقل التلاعبي لبنيامين نتنياهو، لم يوفر وزراء حكومته عوائق عن بناة المدينة. وتصرف المصري بحكمة واخذ بتوصية احد قادة الجيش الاسرائيلي لنقل مكان المدينة التي خطط لها بشكل طبيعي كي تقوم على "ظهر الجبل"، على طريق 60 الذي يربط مراكز الضفة بالسفوح الغربية للسامرة. وذلك بسبب القرب المهدد لعوفرا وبيت ايل. وقد أجبر الانتقال المستثمرين على أن يعدوا بان ليس في نيتهم بناء قاعدة بتمويل قطري، تطلق منها الصواريخ على مطار بن غوريون وغوش دان.

اضافة الى ذلك، فان سلفان شالوم، بصفته وزير البنى التحتية اوقف على مدى سنتين منح الاذن لتمرير انبوب المياه الى المدينة، بل واشتكى في عهد "تجميد البناء" من أنه لا يحتمل وقف البناء في المستوطنات في الوقت الذي تبنى فيه روابي.

كما ان السلطة الفلسطينية هي الاخرى لم تتميز في سلوكها. فالتوقيع على عقد يلزمها ببناء مؤسسات التعليم في المدينة لم يكن يساوي الورق الذي وقع عليه، ومول المستثمرون بناءها من جيوبهم. وتنكر العديد من الوزراء للخطة الى أن ظهرت المباني الاولى، وعلى عادة السياسيين سارعوا الى التقاط الصور لهم بجانبها. وللفلسطينيين أنفسهم ايضا كان صعبا قبول المدينة التي لم تبع نفسها لـ "جماعتنا" وللاسكان العشائري، وحرصت على اسعار معقولة للطبقة الوسطى – خُمس ثمن شقة بحجم مشابه في موديعين، التي تقع على مسافة نصف ساعة سفر.

روابي هي مؤشر على الطريق. الاسرائيليون المعنيون بجار مستقل، شبع ومسؤول عن مصيره يجب أن يأملوا بان مستثمرين بهذه الروح سيميزون المجتمع الفلسطيني في المستقبل وان تعقل اسرائيل بحيث تمتنع عن صدهم.

  • عن "هآرتس"
Loading...