وكالات - الاقتصادي - من قال أن النسيان نعمة لم يكذب قط! فهل يُمكنك تخيُّل أن تكون قادرًا على تذكر كل حدث مررت فيه بحياتك من المحادثات التي أجريتها والطعام الذي تناولته وحتى الملابس التي ارتديتها في جميع مناسباتك وما إلى ذلك من كل حدث سيء وجيد مرَّ معك خلال حياتك الطويلة؟!
هذا بالضبط ما تعيشه امرأة تُدعى “ريبيكا شاروك”! فهذه القدرة المُذهلة على تذكر كل حدث مرَّ معها في حياتها جعلت حياتها ثيرة لكن مرعبة في بعض الأحيان!
فقبل ثلاث سنوات، قرأت “بيكي” مقالًا في صحيفة ذكر أنه من المستحيل على الناس تذكُّر تفاصيل حياتهم خلال الأربع سنوات الأولى من عمرهم. لكنها استهزأت بالمقال وقالت أنها يُمكن أن تتذكر بوضوح كيف كانت حياتها منذ أن كان عمرها 12 يومًا فقط!
حيث قالت أنها تتذكر كيف حملاها والديها ووضعاها في مقعد السيارة ليلتقطا لها صورة. وكيف أنها تتذكر شكل المقعد وعجلة القيادة فوقها!
“بيكي” لم تكن تكذب أو أن أحدًا ما أخبرها بهذه التفاصيل التي يستحيل على الإنسان الطبيعي تذكرها! فريبيكا واحدة من 80 شخصًا معروفين في العالم بأسره ممن يعانون من حالة نادرة جلعتهم يمتلكون ذاكرة خارقة تُعرف علميًا باسم “ذاكرة السيرة الذاتية Autobiographical Memory”(HSAM).
“بيكي شاروك” البالغة من العمر 27 عامًا، من بريسبان في أستراليا، لا تنسى أي حدث صادفها خلال حياتها ببساطة!
فهي تتذكر جميع التفاصيل مهما كانت صغيرة وتافهة! ولتفهم الأمر بشكلٍ أدق، فإن بيكي قادرة على تذكر الثوب الذي ارتدته في عيد ميلادها الأول وكيف شعرت بالحكة حينها، وهدية ميكي ماوس التي حصلت عليها حينها، وكيف أنها لم تكن مهتمة بأول شقيقة لها عندما كانت صغيرة للغاية!
وكانت بيكي قد وُضعت عدة مرات تحت الاختبار وآخرها كان في برنامج “60 دقيقة” على القناة التاسعة. حيث وضعتها المقدمة “أليسون لانغدون” تحت الاختبار عبر سؤالها عن سلسلة كتابها المفضَّل، هاري بوتر.
فبيكي جسب ادعائها، بإمكانها تذكُّر أي كلمة في الكتاب. لذلك، كانت المراسلة تفتح على أي صفحة في الكتاب وتقرأ كلمة أو سطر، وكانت بيكي تُحدد اسم الكتاب واسم الفصل ورقمه، حتى أنها كانت تُكمل قراءة السطر عن غيب!
وحيث أن تذكر كل حدث مرَّ عليها في حياتها أمرٌ مثير للاهتمام، إلا أن هذه القدرة الخارقة تكون في بعض الأحيان نقمة عليها!
فبيكي غير قادرة على نسيان التجارب المؤلمة والحوادث المأساوية التي مرت بها خلال حياتها.حيث أن شعور النسيان لم تختبره بيكي من قبل في حياتها!
أما من الناحية العلمية، فيُمكن لدماغ بيكي أن يُساعد العلماء في إيجاد علاج لبعض الأمراض المعقدة مثل الزهايمر. ويُمكن أن يكون دماغها الحلقة المفقودة في علاج مرضى الزهايمر في المستقبل!
