وكالات - الاقتصادي - على عكس الروائي الشهير “إرنست هيمنغواي” الذي صرّح علانيّة بحبه للنوم، وأنّ الحياة بدون النوم من المُمكن أن تنهار بأي لحظة عندما يكون مُستيقظًا، فإنّ العديد من رجال الأعمال الناجحين كانوا من أولئك الذين يحاربون السرير، ويسعون وراء أعمالهم ليلًا نهارًا.
خصوصًا أنّ النوم قد يسبب بعض الإعاقات للأعمال والمشاريع المُهمة، وهذا ما حصل مع “تيم كوك” الرئيس التنفيذي لشركة آبل، والذي يستيقظ كل يوم في الساعة الـ 3:45 صباحًا من أجل الرد على الرسائل الإلكترونيّة الواردة له، والتي وصلَ عددها إلى 700 – 800 رسالة.
لذلك يكون النوم بالنسبة له أمر بطولي من الصعب أن تقوم به!
في حين أنّ البعض الآخر ينامون عدد قليل من الساعات دون الحاجة لوجود أمر مهم عليهم القيام به. فقط أنّهم اكتفوا من السرير وحان وقت النهوض ومغادرة دفء الفراش.
أو كالبعض الآخر الذين يضربون بعرض الحائط كل الرسائل، وكل الأعمال، ويصرّون على النوم لمدّة قد يخجل فرس النهر نفسه من أن ينامها!
دعنا منهم جميعًا، ولنسأل أنفسنا هل حقًا الأمر يستحق كل هذا العناء؟
نعم، ولا سيما لدى رواد الأعمال الناجحين أصحاب الشركات الضخمة، الأمر لديهم يستحق هذا العناء؛ لأنّ النوم في حالتهم يكون تضحية يقومون بها.
صحيح أنّه ليس هناك معيار مثالي للنوم، إلاّ أنه يمكننا أن نتعرّف على بعض عادات قادة الأعمال الذين نجحوا في مجالهم، ونسّقوا فترات نومهم ضمن ساعات مُحددة، وقد كانت هذه الساعات وفقًا لعدد كبير منهم كالتالي.
النخبة المحظوظة أصحاب الطفرة الجينيّة
النخبة المحظوظة هو مصطلح تم صياغته من قبل صحيفة وول ستريت، والتي أطلقته على بعض البشر المحظوظين الذين وُلدوا مع مورّثة تاتشر، والتي هي عبارة عن طفرة جينيّة بإمكانها جعل الـ 4 ساعات من النوم كافية لك فقط!
وتكون في حالة بدنيّة سليمة دون حدوث أي تأثير على أي من وظائف جسمك الحيويّة.
ليسَ من المعروف بدقة من يملك هذه المورّثة من الروّاد الناجحين، إلاّ أنّ بعضهم قد يتحامل على نفسه وينام أقل دون وجودها حتى!
وكمثال بعيد عنهم قليلًا، لدينا الرئيس الحالي للولايات المتحدة “دونالد ترامب”. الملياردير الذي يبلغ من العمر 70 عامًا. لديه جدول من النوم لا يتعدَ الـ 4 ساعات! وهو ما سارَ على نهجه لعدّة عقود مضت.
كما أنّ نائبة رئيس شركة آبل لديها نفس الأمر، إذ تقول: “أنّها إن تعدّت 6 ساعات نوم يوميّة تشعر وكأنّها مُصابة بالصداع!”
لن ننسَ أيضًا ماريسا ماير، رئيسة شركة ياهو، والتي اعترفت بنومها لمدّة 4 ساعات فقط! إلاّ أنّها قد اضطرّت لكسر هذه القاعدة والنتيجة أنّها فوّتت أحد الاجتماعات المهمة على العشاء، والذي كان بسبب قيلولة صغيرة أخذتها بعد 20 ساعة عمل متواصلة!
وقد يكون هذا تذكير إلى أنّ السلوك الغير طبيعي، سيكون له عواقب سلبيّة في بعض الأحيان.
عن الناجحين الزاهدين الآخرين
بينما ينجح البعض بالحصول على كميّة نوم قليلة دون عواقب تذكر، يفشل البعض الآخر في ذلك، ويصرّون على نظامهم العتيد من النوم الذي قد يبلغ الـ 8 ساعات، سواءً كان بعد يوم مُجهد مُتعب، أو يوم عادي لا شيء فيه يُذكر.
“إيلون ماسك” الشهير لديه وجهة نظر هنا، إذ يقول: “إنّ الحدّة الذهنيّة والعقليّة قد تتأثر بعدد ساعات النوم لدى الأشخاص، وقد تتراجع عندما ننام عدد قليل من الساعات.”، لذلك فإنّه دائمًا ما يحافظ على عدد من 6 – 6.5 ساعات نوم يوميّة له.
لكن من طرف آخر لدينا “آريانا هافينغتون”، مؤسسة الهافينغتون بوست، تقول: “أنّ النوم أقل من 8 ساعات لم يفلح معها إطلاقًا”، لذلك اعتبرت آريانا كأحد أبطال الملاحم المتعلّقة بفقدان الوعي على السرير داخل الفراش الدافئ الوثير.
أمّا “جاك دورسي”، مؤسس تويتر ومديره التنفيذي، فقد صرّح بأنّه ينام من الساعة الـ 11 ليلًا، إلى الساعة الـ 5 صباحًا، أي حوالي 6 ساعات متواصلة يوميًا.
ولدينا أيضًا كتلة العضلات الواقفة على قدمين، “دواين جونسون” أو “ذا روك”، فإنّه ينام فقط للساعة الـ 4 صباحًا بسبب تمرينه اليومي الذي يُحتّم عليه النهوض كل يوم في هذه الساعة.
الناجحون الذين ينامون مثلنا
وأخيرًا وجدنا بعض الناجحين الذي ينامون مثلنا ويحبون النوم كما نحب أي شيء آخر جميل يجعلك تنسى كل الهموم والأحزان والمشاق، وكان في مقدمتهم مؤسس فيسبوك بوك، الملياردير الشاب “مارك زوكربيرغ”.
يستيقظ مارك كل يوم في الساعة الـ 8 صباحًا، أي بعد حصوله على مقدار ثماني ساعات من النوم، إلاّ أنّه قد يُطيلها أحيانًا لا سيما عند الخوض المسائي في بعض النقاشات والجدالات المطوّلة مع بعض المُبرمجين والمطوّرين.
كما أنّ الملياردير “جيف بيزونس” من مؤيدي نظام النوم الطويل، ولطالما كان يقول: “بأنّ النوم لهذه المدة يجعله يشعر بأنّه أفضل.”
ولن ننسَ “بيل غيتس”، مؤسس شركة مايكروسوفت والذي دائمًا ما كان يقول: “بأنّ على الإنسان ألاّ يقل مقدار نومه عن 7 ساعات متواصلة”، رغم اعترافه بأنّه كان يحسد أولئك الأشخاص الذين ينامون عدد قليل من الساعات، ويستطيعون العمل واللعب والتعلم!
أوجد نظام النوم الخاص بك
عادات النوم تختلف من شخص لآخر، حتى مع رجال الأعمال أنفسهم، فالنوم القليل لا يعني لك النجاح بشكل مُطلق! لربما في بعض الحالات يفعل العكس تمامًا.
والكثير من النوم أيضًا سيسبب الكسل والخمول حتمًا.
لذلك كوّن عادات النوم الخاصة بك، وفقًا لما يحتاجه جسمك وعقلك، وحافظ على نمط حياة صحي ومتوازن لديك.
لربما بعض هؤلاء الناجحين ينامون قليلًا، إلاّ أنّ وجود بعض آخر ينام لمدّة 8 ساعات أيضًا، هو شيء يجب أن نأخذه بعين الاعتبار في نظامنا من النوم، ولعلَ في مؤسس فيسبوك “مارك زكربيرغ” خير دليل على ذلك.