وكالات - الاقتصادي - عندما يذهب مواطن مغربي إلى الهند فإنه يحتاج لقدر كبير من المغامرة والخبرة، خصوصاً في مفاوضات (الفصال) البيع والشراء.
التقت النسخة المغاربية من "هاف بوست عربي" بالعديد من المسافرين الأجانب حول العالم، الذين بدت عليهم الدهشة حِيالنا، عندما شاهدوا قدرة المغاربة على التفاوض على أي شيء.
فيما يلي نتعرف على أساليب وممارسات التفاوض عند المغاربة:
التفاوض فن يتعلمه المغاربة منذ الصغر، سواء في الشوارع أو الأسواق، لكن السؤال هو: لماذا نتفاوض إذا كانت الأسعار ثابتة؟ والإجابة باختصار أن الأسعار قد تكون ملصقة على السلعة، ولكنها ليست ثابتة.
إذا يمكنك الحصول على 3 من الموز بسعر 2، وتكون قد ربحت واحدة، ولتكن على يقين من أن البائع قد ربح أيضاً. ولا يوجد هناك تاجر أبداً يتفاوض على بيع بضاعته بخسارة. وأنت لن تخسر أي شيء من خلال هذه المحاولة، وفي أسوأ أحوال التفاوض لن تخسر أي شيء.
اسأل مَن حولك عن السعر دائماً قبل أن تبدأ في التفاوض. ومن أجل تفاوض أفضل، يجب عليك أن تعرف أعلى وأقل سعر للمنتج قبل أن تتفاوض على تخفيض السعر. وعلى سبيل المثال، عندما تهبط في بلد جديد فإن العملة تختلف تماماً، ودائماً ما يقارن المغربي الأسعار في البلد الذي يزوره بالأسعار في المغرب، ثم بعد ذلك يقارنها بالأسعار المحلية.
عندما تكون أجنبياً، غالباً ما ستجد الأسعار أعلى من المستوى المحلي. تعلّم أن تعتمد دائماً على متوسط الأسعار المحلية. أما إذا كان التاجر لا يريد أن يبيع لك بالسعر المحلي، فانتقل إلى التاجر الذي بجواره، وبكل تأكيد سيبيع لك بالسعر المحلي.
بالنهاية، هذا الأسلوب يعتمد على علمك المسبق بالسعر، فأنت لا تسأل التاجر عن سعر المنتج، ولكن تدفع له المال بشكل مباشر. وإذا كان التاجر يريد أكثر من ذلك ويحاول أن يغشك، فلا تنخدع.
التفاوض هو تاريخ من الصبر والممارسة. إنه مثل الرياضيات، بالمزيد من الممارسة تحصل على أفضل النتائج! التفاوض للمرة الأولى سيكون معقداً، ولكن في المدى الطويل سوف يصبح أكثر سهولة.
ويجب أيضاً أن تكون صبوراً عندما تكون بالسوق. على سبيل المثال، قد تتفاوض على مرآة بـ300 لمدة 40 دقيقة، وفي النهاية تحصل على اثنين بـ100. كل شيء هو مسألة صبر وممارسة.
في آسيا، كن على علم بأن السعر الذي يحسب بالدولار أو باليورو هو أعلى بعشر مرات من الأسعار المحلية، لذلك عندما يطلب منك ثمن المنتج ليكن معك عملة محلية، وهم يعرفون مسبقاً أنك سوف تدفع سعراً أعلى بكثير من السعر الحقيقي للمنتج. ولهذا السبب يجب عليك الاستفسار عن سعر المنتج الذي تريد أن تشترية من السكان المحليين قبل البدء في أي تفاوض (انظر القاعدة رقم 3).
وعندما يبدو هذا السعر مرتفعاً جداً، اقسم السعر على اثنين من أجل أن يبدأ التفاوض، ويمكن أن ترفع السعر ببطء لكي تصل إلى السعر المعقول، على سبيل المثال السعر المطلوب 100 بيزة هندية، خفّضها إلى 50 بيزة وترفع السعر ببطء إلى أن تصل إلى 65 أو 70 بيزة بحد أقصى.
لكن في بعض الأحيان، وعلى الرغم من هذا الأسلوب، فنحن نتعرض للغش. لا أحد أبداً بمأمن من الاحتيال.
عندما نقول كن دائماً ودوداً ومبتسماً، فلا نقصد الغباء، بل أن تكون حازماً في المفاوضات مع الهدوء والود، ويجب عليك خلق حوار مع التاجر الذي تشتري منه، ولماذا لا تتحدث مع التاجر عن بلده، وعن تاريخه وثقافته.
إن التفاوض يعلمنا الكثير عن ثقافة البلد الذي نحن فيه وعن شعبه، الشوارع والأسواق هي أفضل المدارس لتعليم كيفية التفاوض على الأسعار، وممارسة اللغة والتعرف على تاريخ البلد وثقافته. إنه الملعب المفضل.
للحصول على الفاكهة، أو غرفة في فندق أو أي نشاط آخر، يجب أن تعرف أن أفضل الصفقات والعروض عند وقت الإغلاق، لأن الحصول على أي أموال إضافية سيكون شيئاً جيداً، وفي هذه الحالة قد يصل التخفيض أحياناً إلى نصف السعر أو أكثر، واعلم أن التاجر لن يبيع لك المنتج بخسارة.
بعد الكثير من التفاوض على السعر، إذا كان السعر لا يناسبني، حينها أحاول المغادرة دون شراء، هذا الأسلوب لا يصلح دائماً، ولكن عندما يؤتي ثماره فكن على يقين أنك سوف تشتري بالسعر الذي تريد. وإذا حاولت استغلال الأمر فإن فرصتك قد تتضاعف.
كن على علم أن التاجر لن يبيع لك منتجاً فيه خسارة وحتى بعد التفاوض، كن على يقين أن البائع لا يزال هو الرابح. وفي بعض البلدان، مثل تايلند، من الصعب التفاوض لأن السكان المحليين اعتادوا على السياح، التاجر قد يقدم لك خصماً صغيراً حوالي 1 أو 2 دولار، ولكن في النهاية، إذا قمت بجمع تلك الدولارات فإنه سيوفر لك كمية صغيرة جداً من المال، يمكنك استخدامها لشراء شيء آخر (آيس كريم على سبيل المثال).