وكالات - الاقتصادي - جميع الآباء والأمهات يرغبون في أن يكون لديهم أطفال رائعون، وأن يكونوا أطفالًا لطفاء، ويتصرفون مثل الأشخاص المسؤولين، ومفيدين للمجتمع حين يكبرون، ولكن غالبًا ما يفكر الآباء بقوة في المستقبل بدلًا من زرع بذورٍ طيبة خلال الحاضر الذي يعيشونه، بعض الآباء يعتقدون أن أطفالهم صغار، وأن أمامهم شيئًا واحدًا يجب أن يقوموا به، ألا وهو الطاعة، ولا شيء غير الطاعة.
والنتيجة المترتبة عن ذلك، حسب موقع “nospensees” الفرنسي المتخصص في علم النفس والتربية، أننا نحصل على المزيد والمزيد من الأطفال غير الامتثاليين، ومن البالغين الأشقياء.
وعندما لا يكون هناك معايير من أجل تربية قوية ومنطقية ومستقرة، فإن احتمالات السلوكات المتمردة والمنغلقة عند الأطفال تصبح قوية، فهم بحكم المزاج، أو السلطوية، غير مستقرين في كل الحالات. فهم يفشلون في إقامة علاقة محبة وثيقة مع آبائهم وأمهاتهم، ويقيمون بدلًا من ذلك حربًا صامتة، أو مفتوحة ضدهم.
الطفولة واحدة من أهم أجزاء حياتنا، ففيها تنشأ ركائز العقل السليم والقلب النقي، وهكذا تترك بعض مواقف الآباء بصمة إلى الأبد، إيجابية أحيانًا، وسلبية في أحيان أخرى، ولكن في معظم الوقت، تكون هذه البصمة عميقة جدًا.
هناك، حسب علماء التربية، 5 سلوكيات ستظل راسخة في نفوس الأطفال:
الأطفال لا ينسون الإساءة أبدًا
ما من علاقة مثالية، ولاسيما بين الآباء وأبنائهم، فهناك دائمًا أوقات تناقض وصراع، وهذا طبيعي تمامًا، وإن ما يتغير هي الكيفية التي تُحل بها هذه الصعوبات، وللأسف، كثير من الآباء يعتقدون، خطأ باعتقادهم أن الإساءة للطفل أداة تعليمية جيدة.
فهم يعتقدون أنه بسوء المعاملة ربما يستطيعون تخويف الطفل حتى يفعل بالضبط ما يريدونه منه، ولكن هذه السلوكيات تصبح الدليل على غياب تقدير الذات ومصدر استياء وكراهية، فهم يضعون الطفل في وضع معقد جدًا، فهو يحب ويكره في الوقت نفسه ويتعلم أيضًا الخوف، فقلب الطفل حساس جدًا، وإذا أصيب بالجرح باستمرار سيصبح مع مرور الوقت شخصًا عديم الإحساس.
الطريقة التي نتعامل فيها مع الوالد الآخر
العلاقة بين الأب والأم هي النموذج الذي ينطلق بها الطفل لبلورة موقف إزاء علاقاته الزوجية مستقبلًا. إذ من الممكن جدًا أنه بوعي أو بغير وعي، أن يعيد مع شريكه ما رآه في بيته بين والديه، فسوف يكرره أيضًا بالتأكيد مع الأشخاص الآخرين الذين يحبهم.
لا بد من التفكير بأن الصراعات بين الوالدين تولد القلق والاكتئاب عند الأطفال. ومن النتائج المحتملة أنه سيجلب إلى نفسه المشاكل، فقط حتى يجذب إليه انتباه والديه، اللذين لا يصغيان إليه، لأنهما مركزان على الصراع الذي يحافظان عليه بينهما، بالإضافة إلى ذلك، سوف يبني علاقاته العاطفية على قاعدة هذه الأنماط التي تعلمها.
اللحظات التي يشعرون فيها بالحماية
مخاوف الأطفال أكبر وأكثر حدة من مخاوف الآباء والأمهات، والصغار لا يميزون بسهولة الحدود بين الواقع والخيال، والآباء هم الأشخاص الذين يثقون بهم أكثر لتحقيق هذا الشعور بالأمن الذي هم بحاجة إليه لكي يتعلموا ويستكشفوا المجهول، ولذلك، إذا كان الآباء هم مصدر هذه المخاوف فسوف يشعر أطفالهم بالعجز التام.
يجب على الآباء أن يصغوا بعناية إلى هذه المخاوف، دون انتقادها أو التقليل منها. يجب أن يجعلوهم يفهمون أنهم ليسوا في خطر. وهذا يزيد من شعور الأطفال بالأمن، ويجعل صلة الحب والاحترام مع الوالدين أقوى وأعمق.
غياب العناية
بالنسبة للطفل، الحب الذي يقدّمه إليه والداه مرتبطٌ ارتباطًا وثيقًا بالاهتمام الذي يتلقاه منهما. فهم لا يؤمنون بحب والديهم إذا كان هؤلاء لا يشاركونهم اوقاتهم لمعرفتهم أكثر، ولكي يكونوا على بينة من عالمهم الخاص.
الأطفال لا ينسون أبدًا أن الأب أو الأم قد أهديا لهم قميصًا أخضر في حين قالوا مرارًا إنهم يريدون قميصًا أرجوانيًا، أو إنهم وعدوهم بشيء ولم يوفوا به أبدًا . فهم يعيشون هذا وكأنه إهمال، أو رسالة تقول، “أنت لست مهمًا بما يكفي”، فلهذا السبب تبقى بصمة الألم في قلوبهم.
تقييم الأسرة
الأطفال يتذكرون دائمًا أن والدهم أو والدتهم كانا قادرين على إعطاء الأولوية للعائلة في ظروف معينة، فالأطفال يحتاجون ويحبون الاحتفالات، بما تحمله إليهم من هدايا كثيرة كانت أو قليلة، ولذلك فبالنسبة إليهم من المهم أيضًا أن يأخذ الآباء الأعياد والمناسبات على محمل الجد.
إذا وضع الآباء الأسرة فوق كل شيء، فإن الطفل يتعلم قيمة الولاء والمودة، فحين يكبر سوف يكون قادرًا على أن يضع جانبًا التزامات أخرى لكي يذهب إلى والديه عندما يحتاجان إليه، وسيشعر أن والديه “يعوضانه”، وسوف يمتلك المزيد من الفرص لتقديم المودة وتلقيها.
كل هذه البصمات التي تُطبع في مرحلة الطفولة تظل ترافقنا بقية حياتنا، ففي كثير من الأحيان، الفرق بين حياة صحية عقليًا وحياة مليئة بالصراعات، التربية المشبعة بالحب والحنان هي أفضل هدية يمكن لإنسان أن يقدمها للآخر.