وكالات - الاقتصادي - هناك أشخاص يعيشون في المطارات بدون أي أسباب حقيقية من قبلهم، ففي عام 2009 سافر “فينج زهينجو” إلى اليابان للحصول على علاج طبي؛ لكن عندما حاول العودة إلى الصين تم منعه من الدخول، لذا قام بحجز رحلة أخرى ولكن تم رفض دخوله 8 مرات على التوالي، وقد رفض الدخول لليابان بعد محاولته الأخيرة واختار المكوث في المطار حتى تسمح له الحكومة الصينية بالذهاب لمنزله.
وكان “فينج” مدافع عن حقوق الإنسان وقد كتب عدة خطابات للحكومة الصينية، وأبلغ عن انتهاكات مسؤولو الحكومة للقانون، ووصل عدد الخطابات إلى 430 ملف تصف كيف تم انتهاك حقوق مواطن.
وكانت إقامته في المطار غير مريحة حيث لم يكن يملك غير ماء الصنبور ليعيش عليه بسبب رفض المسؤولون اليابانيين بيع الطعام له، واعتمد على المارين الذين منحوه العديد من الأطعمة، وكان ينام على كرسي معدني في الفترة ما بين 11 مساءً حتى 5 صباحًا فقط.
وبعد أن قضى حوالي 92 يوم في مطار اليابان تم السماح له بالعودة إلى منزله، وتم وضعه تحت المراقبة لمدة عام ثم تم مصادرة هاتفه وجهاز الكمبيوتر ووضعه تحت الإقامة الجبرية.
قابل الفلسطيني “محمد الباهيش” فتاة عام 2013 واتفقوا على الزواج، وقام “محمد” بحجز رحلة إلى كازخستان حيث تعيش هذه الفتاة، وحين توجه معها لتسجيل عقد الزواج اكتشف اختفاء مستندات اللجوء وأن تأشيرته الكازخستانية قد انتهت.
لذا قام “محمد” بالسفر إلى تركيا لتجديد التأشيرة؛ لكن تم إعادته للحدود وترحيله مرة أخرى إلى كازخستان إلا أنه لم يُسمح له بالدخول لعدم وجود تأشيرة ولم يكن له مكان آخر يذهب إليه إلا إسرائيل والتي لم تسمح له بالذهاب إلى الأراضي الفلسطينية.
تم حجزه في غرفة بلا نوافذ بها سرير صغير وأريكة، وقام أمن المطار بمراقبته ولم يكن يُسمح له بمغادرة الغرفة إلا نادرًا وكان يتبعه حينها فرد أمن. وقضى “محمد” 5 أشهر في المطار قبل منحه حق اللجوء إلى فنلندا، وبدأ في تعلم اللغة الفنلندية أثناء انتظار خطيبته.
كوكوبا دي جاكوس هو لاجئ من ساحل العاج، وبعد سفره لعدة أشهر قرر العيش في المغرب وسجل طلب للجوء عام 2012 وسُمح له بالمكوث في البلد. بعد عامين تقدم “كوكوبا” بطلب لمغادرة البلاد وحصل عليه، بعدها قضى 4 أيام لزيارة لاجئين أصدقائه في موريتانيا ثم عاد إلى المغرب ولكن لم يُسمح له بالدخول، وطلب من مسؤولو المطار إثبات مكان إقامته وحالته المادية ولكنهم لم يسمحوا له بالدخول حتى بعد رؤيتها.
علق “كوكوبا” في المطار ولم يُسمح له مغادرة منطقة الترانزيت ولا الحصول على متعلقاته، حينها لم يكن يملك إلا 100 يوروا قام بصرفها على الطعام ونفذت بعد 3 أسابيع وكان عمال المطار يجلبون له الخبز والجبن.
كان “كوكوبا” يملك جهاز الكمبيوتر الخاص به مما سمح له بالتحدث مع أقربائه والاتصال بمحامي لتقوم المحكمة بإخلاء سبيله؛ لكن إدارة المطار لم تقم بتنفيذ الحكم لمدة أسبوع ثم سُمح له بالخروج بعد قضائه 43 يوم في المطار.
هناك أشخاص يعيشون في المطارات برغبتهم، ففي عام 2004 فقد “أنطوني ديلاني” وظيفته ومنزله مما جعله يصاب بالإحباط، وكان يتلقى مبلغ 236 جنيه إسترليني (حوالي 1097 ريال سعودي) فقط من الحكومة وهو ما لم يكن يكفيه للعيش. لم يرغب “أنطوني” بالعيش في الشارع لذا ذهب لمطار محلي وجعله منزله، ولم يكن يخرج إلا للحصول على الإعانة التي تقدمها له الحكومة.
لم يكن المسؤولون راضيين عن هذا الوضع لذا قاموا بمنعه لكنه لم يرحل، وتم إلقاء القبض عليه عدة مرات لترفأ المحكمة بحالة في المرة الأولى ولكن تصرفاته كانت قد تجاوزت الحدود عندما اعترف بسرقة حقائب الركاب، لذا تم سجنه لعدة أشهر ليعود بعدها إلى المطار.
وعند إلقاء القبض عليه للمرة الخامسة كان قد قضى حوالي 3 سنوات في المطار، وقد منحه القاضي عام لتسوية أموره وإلا سيأمر بسجنه، وقد تمكن في خلال هذه السنة من الحصول على وظيفة ومنزل.
هرب “فادي منصور” من سوريا عام 2012 بسبب الحرب هناك، وكان حينها الخضوع للخدمة العسكرية الإلزامية فقام بالذهاب إلى تركيا؛ لكنه قرر الرحيل حين تم منع السوريين من العمل القانوني.
قام “فادي” بشراء جواز سفر مزور واستقل رحلة إلى ألمانيا، وعند توقف الرحلة في ماليزيا وتم اكتشاف جواز سفره المزور تم إرساله مرة أخرى إلى تركيا؛ لكن السلطات التركية حاولت إرساله مره أخرى إلى ماليزيا والتي رفضت استقباله ليتم إرساله مرة أخرى إلى تركيا.
تم التحفظ على “فادي” في غرفة خاصة بالمسافرين الذين لديهم مشاكل والتي تقاسمها مع 40 شخص آخر، ولم يكن بالغرفة نوافذ أو أسرة ولا أي نوع من الخصوصية. في هذه الغرفة تشاجر “فادي” مع أحد الأشخاص والذي حاول إقناع آخرين بقتله، وبعد أن تم مهاجمته 3 مرات حاول “فادي” الهرب من المطار وتمكن من استقلال طائرة ذاهبة إلى لبنان؛ لكن المسؤولون اللبنانيون قبضوا عليه وتم إعادته إلى تركيا.
قضى “فادي منصور” عام في المطار التركي قبل أن تعرض عليه أستراليا حق اللجوء ليجتمع مع عائلته وتم منحه تأشيرة إنسانية.
كان “سنجاي شاه” يعيش في كينيا وكان يرغب في الهجرة لإنجلترا، وكان مؤهل للحصول على جواز سفر كمواطن بريطاني عبر البحار بسبب ولادته في كينيا عندما كانت تحت الاحتلال البريطاني. تم السماح له أن يقوم بتقديم طلب للحصول على الجنسية الكاملة إلا أنه لم يملأ الأوراق المطلوبة قبل مغادرته للذهاب إلى إنجلترا عام 2004، وعند وصوله كان يملك القليل من المال ولم يكن يملك تذكرة عودة لذا قام المسؤولون لختم جواز سفرة كمهاجر ممنوع وتم إرساله مره أخرى إلى كينيا.
وكان “سانجاي” قد نبذ جنسيته الكينية وسلك جواز سفره الكيني عند مغادرته البلاد حيث لا تسمح كينيا بالجنسية المزدوجة، وعند وصوله على كينيا خاف “سانجاي” من مغادرة المطار حتى لا يتم إلقاء القبض عليه على الرغم من تصريح السلطات له أن بإمكانه مغادرة المطار؛ لكنه قلق من الإضرار بفرصته في الحصول على الجنسية البريطانية.
ظل “سنجاي” يعيش في المطار لمدة 13 شهر وكانت زوجته وابنه يجلبون له الملابس والطعام كل فترة، وفي النهاية حصل على الجنسية البريطانية الكاملة وسافر لإنجلترا حيث عاش مع أخته حتى تمكن من إعالة نفسه.