وكالات - الاقتصادي - مؤكد أنك لاحظت من قبل تلك البقع الداكنة التي تنتشر على سطح القمر خاصةً إن ظهر بدرًا. وإن لم يكن ذلك أثار اهتمامك من قبل، فهذه صورة للقمر وتظهر على سطحه تلك البقع الداكنة التي أشرنا إليها!
تلك البقع التي تظهر على سطح القمر هي في الواقع حُفر بمساحات مختلفة تشكلت نتيجة لاصطدام الأجرام السماوية المُختلفة بالقمر، مثل المذنبات والنيازك والكويكبات الصغيرة ما أدى لترك آثار وثقوب مختلفة على سطحه.
كما يُخمِّن علماء الفضاء والفلك، فإن الكُويكبات والقمر تشكلوا قبل أكثر من 4.6 بليون سنة، كان النظام الشمسي وقتها عبارة عن مكان تعمه الفوضى، حيث تتطاير الشُهب والكويكبات وغيرها من الصخور الكبيرة في كل مكان بعددٍ أكبر مما هي عليه الآن وبشكل أكثر فوضوية.
وبطبيعة الحال، بسبب حركة هذه الكويكبات السريعة في كل مكان، من الطبيعي أن تتعرض كواكب أكبر حجمًا لتصادمات معها في تلك الفترة، مثل القمر والأرض!
لذلك ظهرت تلك الآثار والحفر على سطح القمر وبدت كبُقع داكنة كما يظهر من الأرض. لكن السؤال الذي يدور في ذهنك هذه الأثناء، هو لماذا لم تظهر حُفر على سطح كوكب الأرض رغم أنه أكبر حجمًا وأكثر عرضة للتصادم مع أجرام أصغر حجمًا؟
وضع العلماء سببين للإجابة على هذا الاستفسار:
السبب الأول: أن الأرض تمتلك غلاف جوي كثيف نوعًا ما ويُعتبر بمثابة طبقة حماية للأرض من الهجمات النيزكية الأخرى.
فمعظم ما يتجه نحو الأرض بسرعة كبيرة يحترق قبل أن يخترق الغلاف الجوي أو تقل سرعته بشكل كبير فلا يترك تأثير كبير على سطح الأرض.
فالمسار الناري الذي تتركه بعض النيازك والشهب التي تسقط على الأرض هي بفعل تصدي الغلاف الجوي لها واحتراقها أثناء السقوط.
هذا يعني أن الهجمات التي تتعرض لها الأرض من قبل النيازك والكويكبات لا تتأثر بها كالقمر بسبب الحاجز الواقي الذي يُحيط بها.
السبب الثاني: عمليات التآكل، الصفائح التكتونية، وثوران البراكين يُزيل آثار الحفر القديمة
سببٌ آخر هو أن الأرض تمتلك نظام إصلاح ذاتي عبر عمليات التآكل والصفائح التكتونية وثوران البراكين.
فحتى أكبر الخدوش والحفر على سطح الأرض تمت معالجتها بفعل الغطاء النباتي الذي أصلح الأرض من جذورها وهو ما يُعرف علميًا بعملية التآكل عبر الرياح والمياه.
على عكس ذلك، لا يوجد غلاف جوي يُحيط بالقمر لحمايته من الهجمات النيزكية. كما أنه يفتقر لعمليات التآكل، ما يجعل أي ضرب يتعرض لها تؤثر على سطحه للأبد.
علاوةً على ذلك، فإن التدفقات البركانية على سطح الأرض تُساهم بتكوين طبقة جديدة ومحو الآثار القديمة. أما في حالة القمر فإن الآثار على سطحه تبقى كما هي حتى إن مرت آلاف السنين عليها.
آثار أقدام رائد الفضاء “باز ألدرين” باقية كما هي لم تتغير بسبب افتقار بيئة القمر للرياح وعوامل التعرية.