غزة - الاقتصادي - الايام الالكترونية - أجبرت حالة الفقر وتراجع مستوى الدخل، معظم الأسر الغزية على اللجوء لقطع الدواجن الثانوية المجمدة، التي ترد من إسرائيل، خاصة جوانح وظهور ورقاب الدجاج، نظراً لرخص أسعارها.

ورغم ثبوت مضارها، لاحتوائها على نسب عالية من الشحوم، وفقد برودتها وتجميدها أكثر من مرة خلال العرض، إلا أنها لازالت تجتذب الزبائن، خاصة الفقراء منهم، ممن يعتمدون عليها في وجباتهم الدسمة.

ويزداد إقبال المواطنين على هذه الأنواع من الدواجن يومي الخميس والجمعة من كل أسبوع، كبديل عن الدجاج أو لحم الديك الرومي الطازج، إذ يعمد أرباب الأسر لشراء كمية من جوانح الدجاج، التي لا يزيد ثمنها عن نصف ثمن وجبة دجاج كاملة.

دجاج الفقراء
ويقول المواطن خليل عيسى، واشترى ستة كيلو جرامات من جوانح الدجاج المجمدة مقابل 20 شيكل، إن هذه الكمية تكفي أسرته البالغ عدد أفرادها تسعة أشخاص لتناول وجبة غذاء دسمة، بينما لو رغب بشراء دجاج حي، لاحتاج أربع دجاجات قد يزيد ثمنها على 70 شيكل.

وأكد أنه يعي مضار هذا النوع من الدواجن، الذي لا يأكله الإسرائيليون، وتتخلص منه المذابح الإسرائيلية وترسله لقطاع غزة، لذلك يبحث عن الأفضل منها، خاصة الجديدة، التي لم تتعرض للتلف خلال العرض، ويحرص على التأكد من تاريخ الصلاحية، كما يطلب من زوجته التخلص من معظم الجلود، ليقلل من نسبة الشحوم في الجنحان.

وأوضح عيسى أنه لاحظ حدوث سمنة لدى بعض أبنائه جراء كثرة تناول الجنحان، لكنه مضطر لذلك بسبب الأوضاع المادية السيئة، وعجزه عن شراء وجبة دجاج كاملة لأفراد أسرته.

أما المواطن أحمد عليان، فأكد أن شراء قطع الدواجن الثانوية المجمدة لم يعد أمراً اختيارياً في ظل الظروف الراهنة، فكل يوم جمعة يقصد محال بيع المجمدات، ويبحث عن وجبة مناسبة لأفراد أسرته، سواء جوانح أو ظهور دجاج، أو حتى قطع صغيرة من بقايا المذابح، شريطة أن تكون رخيصة.

وأشار عليان إلى أنه يرضى عائلته بتناول أكلة دسمة بمبلغ يتراوح ما بين 15-20 شيكل، ومؤخراً بات يشتري هذه القطع لإضافتها إلى الخضروات، مثل الملوخية ومحشي ورق العنب، تجنبا لشراء اللحوم الحمراء أو البيضاء.

وأوضح أنه قرأ أكثر من مادة صحفية ودراسة تتحدث عن مخاطر الجوانح ورقاب الدجاج المجمدة، كونها مكان مفضل لحقن الدجاج، ولاحتوائها على أعلى نسبة دهون، لكن في غزة يجبر الناس على تنالها بسبب الفقر وارتفاع أسعار البدائل.

تأثيرات مضرة
وأثرت الدواجن الرخيصة المذكورة على أسواق الدجاج الحي، فقد انخفض ثمن كيلو الدجاج الواحد من 11 شيكل إلى ما دون العشرة شواكل، بعد تزايد إقبال الناس على شراء الجوانح والظهور والرقاب.

وأكد أحد مربي الدواجن أن الإقبال الكبير على المجمدات بمختلف أنواعها أدى إلى تراجع أسواق الدجاج، فهو شخصياً توقف عن تربية الدجاج في مزرعته، ومنذ مدة يقوم بتأجيرها، وحتى من يستأجرها لا يحقق أرباح.

وأكد إسماعيل زكي، أن ثمن تكلفة كيلو الدجاج الحي يصل إلى تسعة شواكل إذا لم يحدث نفوق أو مرض، وها هو اليوم يباع من المزرعة مقابل ثمانية شواكل، أي بخسارة كبيرة.
وشدد على أن قطاع الدواجن يحتاج إلى حماية، عبر تقنين إدخال المجمدات، خاصة الرخيصة، لحماية التجار والمربين.

- See more at: http://www.al-ayyam.ps/ar_page.php?id=11ff4a9by301943451Y11ff4a9b#sthash.7b6TKfpe.dpuf