وكالات - الاقتصادي - السؤال الذي قسم جمهور الإنترنت إلى نصفين “هل كان لون الفستان الذي ارتدته أم العروسة الاسكتلندية أبيض وذهبياً، أم أسود وأزرق؟” الآن فقد مرّ عامان على هذا الجدل، إلا أنه حُسم مؤخراً بفضل العلم.
إذ وجدت دراسة جديدة أن ساعاتنا البيولوجية ربما تكون هي العامل الحاسم في هذا الأمر. ورجّح الباحثون أنَّ رؤية الثوب باللونين الأبيض والذهبي تصبح أكثر احتمالاً عند الأشخاص الذين يستيقظون مبكراً، مقارنةً بمن ينامون لوقتٍ متأخر.
ترتكز النتائج على دراسةٍ عبر الإنترنت قام بها باسكال واليش، الباحث في جامعة نيويورك الأميركية، على أكثر من 13 ألف مُشارك، حيث سُئِلَ المشاركون في الدراسة، والذين كانوا بالفعل قد رأوا الثوب من قبل، ما إذا كانوا يصدقون أم لا أنَّ الفستان التُقِطَت صورتُه في الظل. وأثرت معتقداتهم بشأن ذلك الأمر بقوة في طريقة إدراكهم للون الثوب.
فتبيّن أنَّ من ظنوا بأن الصورة التُقِطَت في الظل، أربعة من كل خمسة أشخاص كانوا يرون أنَّ لون الثوب أبيض وذهبي، هذا مقارنةً بعدد الأشخاص الذين رأوا نفس اللونين والذي لم يتعدَّ عددهم النصف بين الأشخاص الذين لم يدركوا وجود الظل.
ويعتقد واليش أنَّ إيقاعات ساعاتنا البيولوجية، وحساسيتنا لضوء الشمس بالتبعية، هما العامل المحدد. وكان البحث يهدف للإجابة عن السؤال التالي: هل اللون الذي تراه هو نفسه اللون الذي أراه؟ وكانت الإجابة بناءً على نتائجه هي: ليس بالضرورة.
وأشار واليش، إذا كانت ظروف الإضاءة غير واضحة، فإن افتراضاتك حول مصدر الضوء ستشكل فرقاً. الصورة الأصلية كانت مُعرَّضة بشكلٍ زائد للضوء، ما يجعل مصدر الإضاءة غير مؤكد. ونتيجةً لذلك، نبني افتراضاتنا حول طريقة إضاءة الثوب، ما يؤثر على رؤيتنا للألوان. وتلك الافتراضات قد تعتمد على اختياراتنا في الحياة، مثل مواعيد نومنا.
وحاول واليش أيضاً دراسة سبب تلك النتائج، وكان استنتاجه ببساطة هو أنَّ من ينامون ويستيقظون مبكراً، ويقضون أغلب يومهم أثناء النهار، سيكونون أكثر ميلاً لرؤية الثوب باللونين الأبيض والذهبي. أما عشاق الليل، الذين تضيء عالمهم الأضواء الاصطناعية، سيرونه بالأزرق والأسود.
وليختبر تلك النتيجة، قام بسؤال المشاركين في الدراسة إن كانوا كائناتٍ نهارية أم ليلية. فوجد أنَّ من ينامون ويستيقظون مبكراً كانت احتمالية رؤيتهم للثوب باللونين الأبيض والذهبي أكبر، مقارنةً بمن ينامون ويستيقظون في وقتٍ متأخر.