وكالات - الاقتصادي - صوير الدماغ بالرنين المغناطيسي من شأنه أن يساعد الأطباء على اختيار علاج المريض الذي يعاني من الاكتئاب، ما بين العلاج بالكلام والعلاج الدوائي. خلاصة توصّلت إليها دراسة حديثة من جامعة إيموري في أتلانتا في الولايات المتحدة الأميركية. فأنماط النشاط المحددة التي تظهر خلال المسح، تساعد الأطباء على تحديد نوعية العلاج. هل العلاج النفسي أم الأدوية المضادة للاكتئاب الأكثر فائدة للمريض؟
في الدراسة التي صدرت نتائجها في أواخر مارس/ آذار المنصرم، عمد الباحثون إلى تحديد المرضى عشوائياً وإخضاعهم لمدّة 12 ساعة أسبوعياً للعلاج إمّا بالأدوية المضادة للاكتئاب أو بالعلاج السلوكي المعرفي. في البداية، خضع المرضى لتصوير الدماغ بالرنين المغناطيسي الوظيفي وحُللت النتائج لمعرفة ما إذا كانت نتيجة العلاج المعرفي أو الدوائي تعتمد على حالة الدماغ قبل بدء العلاج. فكشف التصوير بالرنين المغناطيسي أنّ درجة التوصيل الوظيفي بين مركز معالجة المشاعر في المخّ وثلاث مناطق أخرى من الدماغ كانت مرتبطة بنتائج العلاج. والمرضى الذين يعانون من اتصال إيجابي بين مناطق الدماغ كانوا الأكثر احتمالاً لتحقيق نتائج جيدة مع العلاج السلوكي المعرفي. أمّا المرضى الذين يعانون من اتصال سلبي أو من غيابه بين مناطق الدماغ، فكان تعافيهم ممكناً أكثر مع العلاج بالأدوية المضادة للاكتئاب.
تقول أستاذة الطب النفسي وأمراض الأعصاب والأشعة في كلية الطب التابعة لجامعة إيموري، هيلين مايبرغ ، إنّ "حالات الاكتئاب ليست متساوية، وهو تشبه أنواع السرطان المختلفة. لذا يتطلب كل نوع من الاكتئاب علاجاً مختلفاً. عبر استخدام الرنين المغناطيسي، في الإمكان مطابقة حالة المريض مع العلاج الذي من المرجّح أن يساعدهم أكثر، في حين أنّ تجنّب تحديد الحالة بالأشعة قد يجعل العلاج من دون فائدة".
وتشير مايبرغ إلى أنّ المبادئ التوجيهية المستخدمة في علاج حالات الاكتئاب الشديد حالياً، هي أن يكون تفضيل المريض لنوع العلاج هو الأساس في تحديد نهج العلاج الأولي. أمّا في الدراسة الجديدة، فإنّ تفضيلات المرضى كانت تقود إلى علاج بطيء لتخفيف المرض وليس للتحسّن والقضاء عليه، بعكس التحديد الذي بيّنه التصوير المغناطيسي والذي أعطى نتائج أفضل وأسرع في العلاج.
وتتفق نتائج هذه الدراسة مع أخرى سابقة أشارت إلى أنّ اختيار العلاج الشخصي لمرضى الاكتئاب، يعتمد أكثر على تحديد الخصائص البيولوجية المحددة في المرضى، بدلاً من الاعتماد على الأعراض البادية عليهم أو تفضيلاتهم لنوع العلاج.