وكالات - الاقتصادي - نصادف في حياتنا اليومية العديد من الرموز سواء من خلال بعض الكتب، أو التصفح عبر الإنترنت.
قد تكون تعلم معنى بعض تلك الرموز، ولكن هل علمت السبب وراء ظهورها بشكلها المألوف.
دعنا الآن نتعرف على مجموعة من الرموز الشهيرة، ونتطرَّق إلى سبب رسمها بشكلها الحالي.
دائماً ما يشير رمز القلب إلى الرومانسية والحب، وهناك العديد من النظريات حول شكله البعيد عن شكل القلب التشريحي.
يُعتقد أن أصل الرمز يعود إلى نبات السلفيوم الذي كان ينمو في شمال أفريقيا وتحديداً في ليبيا، واستخدمه الإغريق والرومان كتوابل للطعام، وكدواء، كما كثر استخدام السلفيون لتحديد النسل، بينما استخدمت بذوره كمنشط جنسي للرجال.
وبعد زيادة استخدامه، طبعت مدينة الشحات الليبية صورة النبات على عُملتها المعدنية، كما وضعوا صوراً لواحدة من بذوره التي تشبه شكل القلب، واعتقد بذلك المؤرخون أنَّه رمز للحب.
وفقاً للنظرية الثانية، يرى العالمان بيير فينكين، ومارتن كيمب أن أصل رسم القلب بهذا الشكل يعود إلى وصف أرسطو لقلب الإنسان؛ فقد وصفه أرسطو أنه يتكون من ثلاث حجرات بينها تجويف صغير، في بداية القرن الرابع عشر رسم الفيزيائي الإيطالي غيدو دا فيجيفانو رسوم تشريحية للقلب يشبه وصف أرسطو.
يعرف البلوتوث بأنه وسيلة آمنة لتبادل البيانات لاسلكياً بين العديد من الأجهزة، ولكن نجد أن تلك الكلمة تعني السنّ الزرقاء، فمن أين جاءت تلك التسمية؟
جاء هذا الاسم من الملك هارالد غورمسون الذي حكم الدنمارك العام 958، وضمّ النرويج بعد ذلك العام 970، أي أنه وحّد جميع القبائل المختلفة، وجعل بينهم نوعاً من التواصل.
عرف عن هذا الملك أنه موحد الدول الإسكندنافية وكان اسمه المستعار Blåtand باللغة الدنماركية، ومعناه بلوتوث أي السن الزرقاء، إذ قيل إنه امتلك سناً ميتة زرقاء اللون.
عندما قررت شركات إنتل، وأريكسون، ونوكيا إنشاء معيار لاسلكي واحد، اقترح جيم كارداش مهندس شركة إنتل اسم بلوتوث، لأنه قرأ رواية عن الملك هارالد وكيفية توحيده للدنمارك، وفكر حينها بأن يكون لقبه بلوتوث هو الاسم الرمزي لتلك التقنية.
أما عن الشعار نفسه فيتكون من دمج الأحرف الأولى من اسم هارالد بلوتوث بشكل الأبجدية الرومانية التي كانت تستخدم في الدول الإسكندنافية ᚼ وᛒ.
يتكون هذا الشعار من سبع حلقات بيضاء متداخلة على خلفية زرقاء تمثل المياه الزرقاء، أما الحلقات البيضاء تكون على شكل زهرة كرمز للحياة على الأرض.
من الممكن النظر للشعار أيضاً على أن الحلقات السبع البيضاء تمثل الأرض بينما اللون الأزرق يشير إلى الفضاء.
في العام 2015، صمم السويدي أوسكار بيرنيفلدت هذا الشعار كجزءٍ من مشروع تخرجه، بمساعدة عدَّة شركات من بينها شركة إل جي، وشركة بي سمارت، ووكالة ناسا.
كان الهدف من تصميم الشعار أن يكون هناك علم للأرض عند استعمار المريخ، ولأن البعثات الحالية تستخدم أعلامها الوطنية المختلفة، ولكن لا يمكن اعتبارهم ممثلين لبلدانهم فقط، إنما للكوكب كله.
كما يعد هذا العلم تذكيراً لكل سكان الأرض أنهم يتشاركون الكوكب نفسه، وعليهم الحفاظ عليه بغض النظر عن حدودهم الوطنية.
أحد الرموز المتجذرة في الفلسفة الصينية، وخاصة أصحاب دين الطاوية، ومعنى يين منطقة الظل، أما يانغ منطقة الشمس.
يتكون الرمز من نصفين اليين واليانغ المختلفين اللذين يؤدي اتحادهما إلى الكمال والثبات؛ لأنه يعني الشيء ونقيضه، فمثلاً لو رمز اليين إلى الليل، فيكون اليانغ رمزاً للنهار.
يظهر الرمز كدائرة تمثل العالم منقسمة إلى اللونين الأسود الذي يمثل اليين، والأبيض الذي يمثل اليانغ، وبطبيعة الحال لا يوجد أبيض أو أسود مطلق، فنجد بداخل اللون الأبيض دائرة سوداء، وبداخل الأسود أخرى بيضاء.
قُسمت الدائرة على نصفين بخط منحنٍ يوضِّح أنَّه عندما يزداد أحد القسمين يبدأ القسم الآخر في الظهور تدريجياً، وعندما يكبر يبدأ الآخر في الاندثار.
يعرف هذا الرمز دولياً ممثلاً للوئام والحب، وصمَّمه الفنان البريطاني غيرالد هولتوم العام 1958.
جمع المصمم بين حرفي N وD كاختصار لعبارة "Nuclear Disarmament" ومعناها نزع السلاح النووي، وأراد هولتوم إنشاء رمز بسيط ليوضح مدى السوء الذي يشعر به في العالم من حوله في نهاية الحرب العالمية الثانية بعدما بدأ سباق التسلح النووي بين الدول عقب إلقاء قنبلتي هيروشيما وناغازاكي.
تمثل الدائرة الخارجية للشعار كوكب الأرض، بينما يمد حرف N ذراعيه على مكان الساعة الرابعة والثامنة، وحرف D ذراعه فوقه والآخر للأسفل، ووضع الحرفين فوق بعضهما لتمثيل فكرة نزع السلاح النووي.
واستخدم الرمز العام 1960 في أميركا كرمز للحقوق المدنية، واستخدم في جنوب أفريقيا لدعم حظر الفصل العنصري، كما استخدم في بعض الأماكن كرمز للكفاح ضد الظلم.
أحد أكثر الرموز المعروفة عن الحكم السوفييتي، وصممه الفنان يفغيني كامزولكين العام 1918، واعتمد رسمياً في نفس العام كشعار للنظام الشيوعي للدولة السوفييتية.
ترمز المطرقة في هذا الشعار إلى العامل الصانع، بينما يرمز المنجل إلى المزارع، ويمِّثلان معاً الوحدة الوطنية.
ما يثير الاهتمام في هذا الشعار، أن مصممه لم يكن شيوعياً، ولكنه كان شديد التدين، مما قد يثير الشكوك حول الرسالة المختبئة وراء الرمز.
ففي الثقافات الهندوسية والصينية، ترمز المطرقة عادةً إلى انتصار الشر على الخير، أما المنجل فيرتبط بالموت في بعض الديانات، وفي الرموز الدينية الأوروبية، كانت المطرقة تشير إلى القوة العدوانية للذكور.
