غزة- الاقتصادي - إسلام أبو الهوى - لم يعد قطاع غزة بحاجة للوقوع تحت رحمة الاحتلال في إدخال الطابعات ثلاثية الأبعاد الممنوع دخولها الى غزة، فبعدما تمكن الشاب محمد ابو مطر من ابتكار أول طابعة ثلاثية الأبعاد بشكل مستحدث وجديد، سيصبح بإمكان الغزيين صناعة مجسمات الكرة الأرضية والذرات الفيزيائية المستخدمة في المختبرات المدرسية والمجسمات الطبيعة بأيد غزية وأدوات محلية.
الدوافع الرئيسية التي جعلت الشاب أبو مطر يحول الحلم إلى حقيقة حاجته لصناعة مجسمات ذات وظائف محددة في عمله الخاص، ليبدأ رحلة الابتكار التي مرت بالعديد من المراحل الصعبة ومن ثم تحقيق النجاح بعد عامين من العمل والاجتهاد.
يقول أبو مطر البالغ من العمر ثلاثين عاما أن بداية الفكرة تمحورت في انتاج طابعة تُنتج ما يقوم برسمه من نماذج ثلاثية الأبعاد على جهاز الحاسوب بمختلف المقاييس، مشيراً إلى أن مجموعة من زملائه قاموا بمساعدته بعدما قاموا بالاطلاع عبر الإنترنت على واحدة من الطابعات من انتاج احدى الشركات العالمية والعمل على توفير الأدوات اللازمة والمتوفرة في غزة.
ويبين أبو مطر ل"الاقتصادي" أن الأجزاء الميكانيكية التي تم تصنيع الطابعة بها عبارة عن بلاستيك مقوى ولا يؤثر على سلامة البيئة ، وأن الطابعة التي تم ابتكارها أصبح بإمكانها انتاج أجزاء ميكانيكية لمجسمات تعليمية وطبية ونماذج صناعية من المجوهرات والأزياء, والأدوات التي يحتاج لها المعلمين في مختبرات المدارس بالإضافة لصناعة الوسائل التعليمية ثلاثية الأبعاد.
ويضيف أن الشكل النهائي للطابعة كان غير تقليدي بالنسبة للكثير من المختصين لأن صناعتها تمت بأدوات وأيدي محلية دون اللجوء للإمكانيات الكبيرة التي يتم استخدامها في صناعات مثل هذه الطابعات في الشركات العالمية.
ويشير إلى أن التحديات التي واجهته كانت كثيرة لكن أبرزها تمثل في الوضع المادي السيء والخبرات القليلة في هذا المجال بالإضافة لأبرز ما يعانيه قطاع غزة من أزمات، وهي: انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة.
ويحمل أبو مطر شهادة "دبلوم" في مجال الاتصالات والإلكترونيات من كلية تدريب غزة التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا"، وعمل بعد تخرجه في تصميم لوحات وصيانة الأجهزة الإلكترونية داخل ورشة صغيرة.
ويوضح أن تكلفة النموذج الأول للطابعة كلفه ما بين ثلاثة إلى أربعة آلاف دولار أمريكي، إلا أنه بعدما أصبح يمتهن طريقة الانتاج فإنها لا تزيد تكلفتها عن 1000 دولار أمريكي.
ويشرح أبو مطر ما تحمله الطابعة من مكونات:" تنقسم الطابعة إلى جزئيين أساسيين الجزء الكهربائي والجزء الميكانيكي، حيث أن وحدة المعالجة في الجزئية الكهربائية تعطي اشارة كهربائية للمحركات التي تتمحور وظيفتها في التحكم بالأجزاء الميكانيكية للطابعة المشتملة على ثلاثة محاور".
ويواصل :"تأخذ وحدة المعالجة البيانات أو الصورة المراد طباعتها على هيئة ملف برمجة مخصص للتعامل مع الطابعات ومن ثم تبدأ بتنفيذ أمر الطباعة، حيث أن الطابعة تتغذى على خيوط بلاستيكية دقيقة متعددة الألوان يتم ادخالها إلى رأس الطابعة وعند درجة حرارة محددة تنصهر المادة الصلبة ليتم تشكيلها وفق الأمر المطلوب".
ويتمنى أن يواصل نجاحه في تقديم كل ما يخدم المجتمع الغزي في ظل الصعوبات التي يواجهها في تلبية احتياجاتهم في ظل الحصار المشدد عليه، إلى جانب النظر بعين الاهتمام لما تحمله غزة من ابداعات سيكون احتضانها وتطوير قدراتها دور هام للرقي بفلسطين.