غزة - الاقتصادي - الايام الالكترونية - كانت الأيام الماضية مميزة بالنسبة لمئات الصيادين الفقراء وعائلاتهم، بعد نجاحهم ولأول مرة هذا العام بصيد العشرات من أسماك الوطواط العملاقة، في أعقاب السماح لهم بدخول البحر، بعد منع من شرطة غزة استمر أسبوعين.

ومنذ صدور قرار السماح بدخول الصيادين البحر، والذي تزامن مع قرار إسرائيلي بزيادة مساحة الصيد البحري حتى تسعة أميال بدل ستة، بدأت المراكب بدخول المياه من كافة مراسي قطاع غزة، وما هي إلا ساعات حتى بدأ الصيادون يخرجون بمركب مثقلة بحملها.

خير وفير
وشوهدت العشرات من أسماك الوطواط العملاقة مرصوصة على رمال الشاطئ، بينما توافد التجار والمشترون، وعقدت المزادات العلانية لبيعها.

ويقول أحد الصيادين إن اليوم كان مميزاً، فمجرد دخول الصيادين البحر صدموا بأسراب اسماك الوطواط المهاجرة، فأحاطوها بشباكهم، ومعظمهم نجح بصيد العديد منها، كل منهم تلقى رزقه، والجميع عادوا لليابسة مسرورين.

وأكد الصياد محمود زعرب إن الموسم الفعلي للصيد بدأ وهناك آمال بصيد المزيد من هذه الأسماك، التي تستمر هجرتها حتى أواخر شهر نيسان الجاري.

وأكد أن الصيادين يستعدون لجولة أخرى من الصيد، ويأملون باستمرار وجود الأسراب التي صدفوها اليوم، مبينا أن سرعة هجرتها ومرورها بأسراب كبيرة مرتبط بالطقس، فهي في الغالب تقترب من الشاطئ عند هبوب رياح خماسينية وفي الأجواء الدافئة، كتلك التي مرت اليوم.

أما البائع عبد الله أبو موسى، فأكد أنه تلقى اتصال من أحد زملائه أخبره بوفرة الأسماك على الشاطئ، فجاء مسرعاً لشراء عدد منها، موضحا أن الوطواط من الأسماك الرخيصة، التي يتم تقطيعها وبيع لحومها على المواطنين، وثمة إقبال كبير عليها، وهي موسمية تصل في شهري آذار ونيسان من كل عام.

وأشار أبو موسى إلى أن الأسواق متعطشة للأسماك الطازجة، خاصة الوطواط، لكنه ورغم ذلك فضل شراء سمكتين فقط تزن الواحدة منها ما بين 60-70 كيلو، معللاً ذلك بأن وضع السوق مقلق، في أعقاب خصومات الرواتب، فهو بحاجة لقياس قدرة الشراء، خاصة وأن الأسماك سلعة سريعة التلف وغير قابلة للتخزين.

أما الصياد خليل أبو عيد فأكد أن نجاح الموسم من فشله يتحدد بتراجع اعتداءات الاحتلال أو زيادتها، فما أعلن اليوم عن زيادة مساحة الصيد البحري بحاجة إلى مدة ليتثبت الصيادون من صدقه، ففي أكثر من مرة تعلن إسرائيل عن تسهيلات، وعلى أرض الواقع لا يسمح للصيادين بالوصول إلى ما أعلنته.

وأشار أبو عيد إلى أن الموسم يبدو مبشراً، ليس على صعيد أسماك الوطواط فحسب، بل على صعيد أنواع أخرى، وهناك آمال بأن ينجح الصيادون باستثمار هذا الموسم على أكمل وجه، وأن يتمكنوا من صيد أكبر كمية ممكنة من الأسماك، تعوضهم عن خسائر الفترات الماضية.
وأسماك الوطواط والمعروفة باسم "شيطان البحر"، أسماك كبيرة قد يصل وزن الواحدة منها 300 كيلو جرام، ولها زعانف جانبية تشبه جناح الطائر.

وهذه النوعية من الأسماك باتت نادرة ومهددة بالانقراض عالمياً، وتصنف ضمن الأسماك المهاجرة، وهي لا تستوطن البحر المتوسط، وتشاهد قبالة سواحل القطاع بداية ربيع كل عام، وتهاجر على شكل أسراب كبيرة.