أهم تحديات عنب الخليل
AHC: 0.80(%)   AIB: 1.04(3.70%)   AIG: 0.17(%)   AMLAK: 5.00(%)   APC: 7.25(%)   APIC: 2.27(%)   AQARIYA: 0.78(%)   ARAB: 0.85(3.66%)   ARKAAN: 1.29(0.00%)   AZIZA: 2.84(%)   BJP: 2.80(%)   BOP: 1.49(%)   BPC: 3.73(0.27%)   GMC: 0.76(%)   GUI: 2.00(%)   ISBK: 1.12(%)   ISH: 0.98(%)   JCC: 1.53( %)   JPH: 3.58( %)   JREI: 0.28(%)   LADAEN: 2.50( %)   MIC: 2.47(%)   NAPCO: 0.95( %)   NCI: 1.68(4.00%)   NIC: 3.00(%)   NSC: 2.95(%)   OOREDOO: 0.78(1.27%)   PADICO: 1.00(0.99%)   PALAQAR: 0.42(%)   PALTEL: 3.91(0.00%)   PEC: 2.84(%)   PIBC: 1.09(%)   PICO: 3.50(%)   PID: 1.91(%)   PIIC: 1.72(%)   PRICO: 0.29(0.00%)   PSE: 3.00(%)   QUDS: 1.06(%)   RSR: 4.50(%)   SAFABANK: 0.68(%)   SANAD: 2.20(%)   TIC: 2.98(%)   TNB: 1.20(0.00%)   TPIC: 1.95(%)   TRUST: 2.85(%)   UCI: 0.38(%)   VOIC: 5.29(%)   WASSEL: 1.00(0.00%)  
12:00 صباحاً 18 حزيران 2015

أهم تحديات عنب الخليل

د. فريد نعيم المحاريق

محافظة الخليل هي من اكبر محافظات الوطن من حيث التعداد السكاني في الضفة الغربية، حيث يشكل عدد سكانها ثلث سكان الضفة الغربية اي ما يقارب610,391 نسمة حسب تعداد الجهاز المركزي للإحصاء للعام 2010.

عندما تأتي الي مدينة الخليل بزيارة، فإن اول ما يلفت انتباهك هي كروم العنب بالخليل , وان كنت من سكان الخليل ايضا يلفت انتباهك انحسار كروم عنب الخليل.

تبلغ المساحة المزروعة بالعنب في فلسطين حسب إحصائيات مجلس العنب والفواكه الفلسطيني ، 64000 دونم، منها 36000 دونم في محافظة الخليل., وقبل عشر سنوات كانت مساحة الاراضي المزروعة بكروم العنب 52 الف دونم في المحافظة أي ان هناك تراجعا بنسبة 30%, و مزروع بها 18 نوعا من أنواع العنب,  الا ان كروم العنب بدأت بالانحسار و الاهمال، علما أن عدد العاملين بحقول العنب يبلغ ست آلاف عامل , وهنا يجب فهم اسباب انحسار حقول العنب ؟ هل هي اسباب تتعلق بالاحتلال ؟ ام هل هناك اهمال حكومي ؟

الاستيطان والكثافة السكانية :

الخليل تختلف عن باقي المدن الفلسطينية كونها تقسم الي قسمين, قسم يخضع للاحتلال ( البلدة القديمة ) و القسم الثاني هي تحت سيطرة السلطة الفلسطينية . في البلدة القديمة هناك مستوطنة كريات اربع و التي تسيطر على النسبة الاكبر من البلدة القديمة بمدينة الخليل, و هذا يمنع من التمدد العمراني الطبيعي في منطقة البلدة القديمة ما أدلى الى ازدياد التمدد العمراني باتجاه كروم العنب و باقي الاراضي الزراعية, و هذا ادى الى تقليص مساحات الاراضي الزراعية و خاصة كروم العنب, لضخامة العدد السكاني ومحاصرة الخليل من جميع اتجاهاتها بالمستوطنات. و يبلغ عدد المستوطنات بجبل الخليل  26 مستوطنة, و لم يكتف المستوطنون بهذا الحد بل يعتدون على كروم العنب و تدمير عشرات الدونمات من الأراضي المزروعة بالعنب , وتعدى ذلك اجراءات   السيطرة على مساحات واسعة من ارض المواطنين الفلسطينيين، وعملت كثير من المستوطنات على استغلال الاراضي الزراعية الفلسطينية وزراعتها ايضا بالعنب، ومن هذه المناطق ما بين بيت لحم والخليل ( عتصيون) وبيت امر وبيت عوا , والسموع .

في آذار يبدأ العنب الجنوب الافريقي بغزو أسواق الخليل و بدون منافسة في الاسواق، وهذا يعود الى كون الفترة بين آذار وأيار تخلو فلسطين من العنب،  و بعد ذلك ايضا تغزو اسواق الخليل بمنتجات العنب الاسرائيلي وبدون منافس، لأن اسرائيل في هذه الفترة تمنع استيراد العنب الجنوب افريقي الي اسرائيل و بالتالي الى فلسطين، وهنا ايضا المنتجات الاسرائيلية تكون الوحيدة داخل سوق الخليل , ويصدر العنب الاسرائيلي الى الخليل و هو من نوع ( العنب البيروتي ) من اغوار اريحا و من مناطق اخرى داخل اسرائيل, ولكن تبدأ معاناة مزارعي كروم العنب مع حلول موسم العنب الخليلي, عندما يحل موسم العنب الخليلي , كان بالسابق لا ينافس العنب الخليلي بمدينة الخليل وذلك لأن العنب الاسرائيلي  ينتهي موسمه مع بداية موسم عنب الخليل , الا ان هذا الوضع قد تغير من خلال منتجات المستوطنات داخل مدينة الخليل , تصدر المستوطنات منتجات العنب من مناطق جبل الخليل إلى اسرائيل, و من ثم يتم تصدير كميات كبيرة من هذا العنب الى المدينة، وذلك كون هذا العنب هو من أنواع العنب الخليلي ويتمتع بنفس المناخ الجغرافي، ويزيد على هذا الدعم الحكومي الاسرائيلي لمنتجات المستوطنات الزراعية و العناية بكروم عنب المستوطنات ،وهذا عكس ما يتعرض له عنب الخليل و هذه الاسباب جميعها ادت الى تدهور كروم العنب بالخليل و زاد من معاناتها و تحدياتها .و هنا و في موسم عنب الخليل تحاول السلطة مساعدة المزارعين و تحضر السلطة الفلسطينية التجار من استيراد العنب من داخل اسرائيل الا ان هذه الجهود بالمجمل تفشل و ذلك بسبب عمليات تهريب العنب و بسبب جودة العنب الاسرائيلي و انخفاض أسعاره  مقارنة مع عنب الخليل.

مقالع الحجارة:

تشتهر الخليل ايضا بالصناعات الكثيرة ومن أهمها صناعة الرخام , ولطبيعتها الجبلية و كمصدر كبير للضفة الغربية و اسرائيل للرخام يوجد بها عدد كبير من مقالع الحجارة ومصانع الحجر( المنشار)  وهذا ايضا ادى الى اتلاف كثير من كروم العنب بسبب الغبار الخارج من المقالع و سوء تنظيم هذا القطاع , وادت الغبار المتساقطة على اوراق اشجار العنب الى اعاقة نموها والتقليل من كمية انتاجها وبالتالي هجرتها.

قلة الدعم الحكومي :

مشكلة تتعلق بقلة المبيدات والأسمدة وقلة المياه مما يضر بجودة المنتج، و إلى تكبد أغلب المزارعين خسائر بسبب تدمير شبكات الري، كما يعاني مزارعو المحافظة من تدني الأسعار،  و ذلك لأن المنتجات الاسرائيلية وعنب دولة جنوب افريقيا تغزو الاسواق الفلسطينية، وهذا ادى الى زيادة العرض في الأسواق الفلسطينية ما إدى الى تدني أسعار العنب الخليلي , بالرغم من ان العنب الخليلي يحتل المركز الأول في العالم من حيث محتواه من السكر والفيتامينات والمضادات الحيوية، ويأتي العنب بالمركز الثاني من حيث الأهمية والمساحة المزروعة بعد الزيتون في فلسطين، أما في الخليل فيحتل المركز الأول من حيث الأهمية زراعيا.

ان هذه الأسباب جميعها أثرت بشكل كبير على العنب الخليلي من حيث الاقتصاد , فبمعاناة المزارعين من هذه التحديات أدت الى هجرة كثير من المزارعين كرومهم، و بالتالي قلت كمية انتاج العنب والاعتماد على مصادر اخرى ، ما ادى الي تقلص نسبة الاكتفاء الذاتي من العنب , كما ادى هذا و بشكل طبيعي الى انخفاض الناتج الزراعي المحلي .  

* دكتوراه في الاقتصاد الدولي

 

  

 

Loading...