غزة - الاقتصادي - لوحظ تراجع كبير في كميات البازيلا الخضراء المعروضة في أسواق القطاع، إضافة إلى انخفاض في جودتها، مقارنة بالأعوام الماضية.

نباتات البازيلا كانت جافة وقصيرة، وغير مكتنزة بالحبات، بينما أسعارها لم تنخفض عن أربعة شواكل للكيلو الواحد، علما بأنها وصلت إلى 2.5 شيكل للكيلو في العام الماضي.
وحين سأل أحد المشترين بائع بازيلا عن سبب جفاف "القرون" وميلها للون الأصفر، رد البائع قائلا: "فش مطر عشان تصير خضرا"..
ولم تكن البازيلا الخضراء هي الوحيدة ضحية الموسم الجاف، فكان الفول الأخضر والقمح والشعير والعدس والحمص ضحايا لهذا الانحباس والجفاف غير المسبوق منذ سنوات، وجميعها من الخضروات البعلية، التي تعتمد عل الأمطار فقط في ريها.
جفاف ومحصول سيء
وقال محمود النجار أحد باعة البازيلا، وهو أيضا من مزارعيها، إن الموسم الحالي خالف كل آمال وتوقعات المزارعين، فرغم محاولاتهم إنقاذ المحصول، وريه أكثر من مرة بواسطة مياه الآبار، إلا أن محاولاتهم باءت بالفشل، فالأمطار كانت قليلة ومتباعدة، وقد نتج عن ذلك محصول ضعيف، وإنتاج هزيل، لم يغط حتى تكاليف الزراعة.
وأكد أنه في مثل هذا الوقت من كل عام كانت البازيلا الخضراء المكتنزة تباع على الأرصفة وفي الحارات، ويقبل الناس على شرائها إما لأكلها طازجة أو حتى بهدف تخزينها، وكانت تباع بأسعار رخيصة، أما هذا العام فالموسم شارف على الانتهاء، وهناك عائلات لم تشتريها مطلقاً، لارتفاع أسعارها وقلة جودتها.
وبين النجار أن العديد من مزارعي البازيلا نظفوا أراضيهم منها، استعدادا لزراعتها بالمحاصيل الصيفية، أو لتركها للعام القادم.
بينما يقول أحد المزارعين إن الشتاء الحالي كان الأسوأ منذ عدة سنوات لموسم الزراعة البعلية، فالأمطار لم تهطل على مناطق جنوب قطاع غزة منذ أواخر شهر شباط الماضي،ـ علماً بأن أمطار آذار التي قال عنها أجدادنا "مطر مارس ذهب خالص"، كانت ضرورية جدا للخضروات البعلية، لكن انحباسها في هذا الشهر كان بمثابة رصاصة الرحمة التي أطلقت على هذه اليقوليات .
وأكد المزارع خليل عطا الله، إن الشعير والقمح كونا سنابل وحبوب مبكراً، قبل أن يصل طول النبتة إلى الحجم المطلوب، وهذه إشارة مبكرة على فشل الموسم وضعف الإنتاج.
وتوقع عطا الله أن يبدأ المزارعون بحصاد محصولهم في غضون أسبوعين على الأكثر، وأن معظمه سيتحول إلى تبن للماشية، والحبات ستكون صغيرة ضعيفة، والكميات قليلة.
وأشار إلى أن المزارعين ليس أمامهم خيار سوى انتظار الموسم المقبل، عله يحمل من الأمطار والخيرات ما يعوضهم عن الموسم الحالي، خاصة وأن معظمهم عاجزين عن تجهيز أراضيهم بشبكات ري وشراء مياه لزراعتها بمحاصيل مروية في الصيف والشتاء.
وكانت وزارة الزراعة في غزة أعلنت أن نسبة هطول الأمطار بلغت هذا العام 70% من المعدل العام لكافة المحافظات، كما أن متوسط الهطول لكافة المناطق وصل 249.7 ملم 
و بينت الوزارة:" أن عدد أيام الهطول كانت 25 يوم، وأن كمية المياه التي هطلت على كافة المحافظات الجنوبية بلغت 84.6 مليون متر مكعب تقريبًا.

الايام الالكترونية