غزة - الاقتصادي - الايام الالكترونية - بعد شهرين من تفشي مرض الحمى القلاعية في المواشي بقطاع غزة، وتسببها في نفوق مئات الرؤوس من الأبقار والأغنام، بدأ المرض بالانحسار والتراجع وفق مربين وتجار.

لكن انحسار المرض رافقه ارتفاع ملحوظ في أسعار المواشي، خاصة بعد تناقص أعدادها من ناحية، والقيود التي فرضت على استيرادها من جهة أخرى، خوفا من تفشي المرض مجددا.

أسعار ترتفع
ويقول البائع أحمد الملالحة، وكان يقف إلى جانب عدد من رؤوس الماشية في إحدى الأسواق الشعبية جنوب قطاع غزة، إن المواشي التي نجت من الحمى سواء تلك التي أصيبت وشفيت أو تم تحصينها، من الصعب أن تصاب بالمرض مرة أخرى، لذلك فهي باتت مطلوبة من المربين والباعة على حد سواء، وهذا رفع أسعارها مقارنة بالفترة الماضية.

وأوضح الملالحة أن الرأس الواحدة ارتفع ثمنها ما بين 20-40%، والأسواق انتعشت، وبات هناك طلب أكثر من ذي قبل، خاصة على الخراف الصغيرة، التي يتم شرائها حالياً وتسمينها لعيد الأضحى.

وبين أنه خسر رأسين من قطيعه نتيجة الحمى، كما اضطر لشراء أدوية وعلاجات لرؤوس أخرى كانت أصيبت بالحمى، وهذا دفعه لبيع عدد من الخراف الصغيرة، لتعويض خسائره، وتوفير أعلاف للباقية، مستغلاً ارتفاع أسعارها وزيادة الإقبال عليها.

وتوقع والملالحة حدوث مزيد من الارتفاع على أسعار المواشي في الفترة المقبلة، في حال بقيت القيود على استيرادها مفروضة، ولم تجلب من الأنفاق بأعداد كبيرة كما كان سابقاً.

وكان حسن عزام نائب مدير عام الإدارة العامة للخدمات البيطرية بوزارة الزراعة بغزة، أكد أن إدارته عممت على تجار قطاع غزة المستوردين للمواشي، توفير لقاحاتها، قبل إدخالها إلى القطاع، تجنبًا لإصابتها بأمراض معدية تؤدي إلى نفوقها.

وأوضح عزام أن إدارتهم اضطرت إلى اتخاذ هذا القرار، بعد تأخر وعرقلة إدخال لقاحات الحمى القلاعية.

وتشترط وزارة الزراعة حسب عزام، توفير لقاحات ضد مرض "الجدري، الحمى القلاعية، الطاعون" للمجترات الصغيرة، وتوفير لقاحات "الحمى القلاعية، والجلد العقدي" للمجترات الكبيرة.

الإقبال على التربية
ولوحظ إقبال المواطنين على تربية المواشي من جديد، عقب توقف عن تربيتها لنحو الشهيرين، حيث شوهد العديد منهم يبحثون عن خراف وماعز في الأسواق بهدف تربيتها.
المواطن خالد مصباح، أكد أنه جاء للسوق لشراء أربع خراف بهدف تربيتها وتسمينها لعيد الأضحى المقبل.

وأكد أنه في كل عام يشترى الخراف الصغيرة مبكراً، مع بداية شهر كانون أول أو شباط، حتى تأخذ وقت كافي للتسمين قبل العيد، لكنه تعمد تأخير شرائها هذا العام بسبب الحمى، وها هو قرر الشراء رغم ارتفاع الأسعار.

وبين مصباح أنه يربي أربع إلى خمس خرفان صغيرة، يذبح واحد كأضحية، ويبيع الأخرى، فهو يوفر أضحيته مجاناً، ويمارس هواية جميلة يحبها لعدة أشهر، وهي تربية الخراف.
والحمى القلاعية هو مرض فيروسي شديد العدوى ويعدّ من الأمراض المستوطنة في فلسطين، والدول المجاورة، وفي الكثير من دول العالم، ويعدّ من الأمراض الوبائية التي تصيب المواشي، ومنها الأبقار والأغنام التي يقوم المزارعون بتربيتها.