وكالات - الاقتصادي - يعاني أكثر من 5 ملايين شخص من البدانة المفرطة في العاصمة المكسيكية مكسيكو سيتي، نتيجة الإفراط في تناول الأطعمة السكرية والمشروبات الغازية، وذلك في بلد تملك أعلى معدلات في العالم للوفيات الناتجة عن استهلاك المشروبات السكرية.
وازداد وباء البدانة سوءاً قبل حوالي 3 سنوات، لتحمل المكسيك لقب أكثر أمة بدانة في العالم، وفي الوقت الذي تسببت حرب المخدرات بإزهاق أرواح حوالي 100 ألف شخص على مدى العقد الماضي، أدى مرض السكري إلى وفاة أكثر من 800 ألف شخص خلال نفس الفترة، بحسب صحيفة ميرور البريطانية.
وفي عام 2014، اضطرت الحكومة المكسيكة إلى اتخاذ إجراءات عاجلة للتعامل مع هذه المشكلة المتفاقمة، حيث فرضت ضريبة بقيمة 10%على المشروبات السكرية، و8% على المأكولات الغنية بالسعرات الحرارية، وتم تصميم هذا البرنامج، لردع الشباب من الفقراء عن شراء الأطعمة والمشروبات المسببة للبدانة.
وفي مكسيكو سيتي يتم نقل الحالات الأكثر صعوبة إلى مستشفى دي مكسيكو فيدريكو غوميز للرعاية الصحية، وتصل أعداد كبيرة من الأطفال إلى هذا المستشفى، وهم يعانون من أمراض عديدة متصلة بالبدانة.
ووفقاً لمختصة التغذية الدكتورة بيتزابي سالغادو التي تتولى حالياً الإشراف على 30 طفلاً يعانون من البدانة المفرطة، يتطلب العلاج الفعال تركيزاً مستمراً ليس فقط على النظام الغذائي والصحي، بل أيضاً على عادات وتقاليد وثقافة الأسرة.
وتضيف سالغادو "هناك حالة عشق للسكريات في المكسيك، فالآباء والأمهات يدركون مدى السعادة التي تمنحها لأطفالهم، لذلك يحرصون على تقديمها لهم بشكل دائم، وفي نفس الوقت، لا يستطيع الكثير من الفقراء شراء الأطعمة الصحية، وتكون وجباتهم في معظم الأحيان حاوية على كميات كبيرة من السكريات".
ووفقاً لبحث أجراه معهد المكسيك الوطني للصحة العامة، بالتعاون مع جامعة نورث كارولينا، فقد أدى فرض الضريبة إلى انخفاض استهلاك المشروبات السكرية بنسبة 6% خلال 12 شهراً، لتصل النسبة إلى 12% مع نهاية العام الماضي.
لكن شركات صناعة المشروبات تشكك في هذه الأرقام، وتؤكد أن مبيعاتها لم تنخفض سوى بنسبة تتراوح بين 1 و2%، مما يعني أن الحكومة بحاجة إلى اتخاذ مزيد من الإجراءات للتعامل مع هذه المشكلة الخطيرة.