وكالات - الاقتصادي - "أنا بيبر" قالها وهو ينظر لي بعينيه الواسعتين ثم سألني عن أحوالي، فبادلته النظرات وأنا أعلم أنه مجرد إنسان آلي ناطق ومبرمج ليكون الأول في مهنة المستشار السياحي.
تركت مشاعري تجاه هذا الكائن الصغير الذي لفت أنظار الزائرين ببورصة برلين السياحية الدولية، وحدثته عن رغبتي بالسفر إلى مدينة قازان، فظهرت فورا في شاشة كمبيوتر لوحي على صدره، أهم معالم عاصمة جمهورية تترستان المتمتعة بالحكم الذاتي داخل الاتحاد الروسي، ثم قادني الروبوت إلى زميلته "إنسانة" لتخطط لي رحلتي.
ومثل حضور الروبوت بيبر في بورصة برلين السياحية مرحلة اختبار له قبل انتقاله للعمل الحقيقي بسوق السياحة والسفر، حيث أعلنت عدة وكالات لسياحة ألمانية عزمها تشغيل مثل هذا الإنسان الآلي بقطاعتها الرقمية الآخذة بالتطور.
متعدد المواهب
ويبلغ طول بيبر 1.2 متر ووزنه 28 كغم وسعره 20 ألف يورو، وهو روبوت متعدد يميز الحالة النفسية لمن يتعامل معه ويعرف إن كان في حالة جيدة أو معتكر المزاج، ويتحدث الروبوت 12 لغة من منها العربية، ويستطيع الرقص.
كما يقوم بيبر -الذي برمجته شركة أماديوس المتخصصة بتطوير تقنيات السياحة والفنادق- بعمل موظف الاستقبال بالفنادق والمستشار السياحي.
ودفع بيع شركة سوفت بنك المنتجة لبيبر عشرة آلاف قطعة منه، لإعلانها تأكدها من انتشار هذا الروبوت خلال وقت وجيز بقطاع السياحة والفنادق بدول العالم.
كيشيرا كاني
ولم يكن الروبوت بيبر الوحيد من نوعه ببورصة برلين السياحية حيث سبقه إليها روبوت آخر له ملامح خارجية مماثلة للبشر هي "كيشيرا كاني" التي أنتجتها شركة توشيبا اليابانية للعمل بمكاتب الاستقبال بالفنادق.
وفي إحدى قاعات البورصة السياحية بدأت الفتاة الروبوت ذات الشعر الأسود الطويل وحركة الأيادي النشطة إظهار إمكانياتها باستقبال زائري البورصة وكأنها موظفة استقبال بفندق والحديث إليهم بأربع لغات، هي اليابانية والصينية والإنجليزية والألمانية وتحييهم وتسلمهم مفاتيح غرفهم وتعطيهم كلمة السر لاستخدام الإنترنت، والرد بإجابات مبرمجة على أسئلتهم.
وتواجه فكرة استخدام الروبوتات بالخدمة بالأعمال الفندقية شكوكا من العاملين بهذا القطاع بسبب مخاوفهم من أن يؤدي تنفيذ هذه الفكرة لفقدان الكثير منهم لوظائفهم، لكن الأمين العام لمنظمة السياحة العالمية طالب الرفاعي رحب بالفكرة وقال -في حديث للجزيرة نت- إن استخدام التقنية بلا حدود في الفنادق والقطاع السياحي ضرورة لتطوير هذا القطاع واستدراك ما فاته.