وكالات - الاقتصادي - تندرج آلام مؤخرة العنق ضمن المتاعب الشائعة في الوقت الحاضر؛ كونها نتيجة طبيعية لأسلوب الحياة المعاصر. وتتنوع أسباب هذه الآلام ما بين الجسدية والنفسية، ولكن يمكن بتدابير بسيطة مواجهتها والوقاية منها.
وقالت أخصائية العلاج الطبيعي الألمانية أوته ميرتس إن آلام مؤخرة العنق لها أسباب عدة، حيث أنها قد ترجع إلى الجلوس أمام شاشة الكمبيوتر لفترات طويلة أو التحميل الجسدي غير المعتاد أو التحميل على جانب واحد من الجسم أو التعرض لتيار هواء شديد أو النوم على وسادة غير مناسبة، كما أنها قد ترجع أيضاً إلى أسباب نفسية كالتوتر.
تدابير للمواجهة
وأضافت ميرتس أنه يمكن مواجهة هذه الآلام بتدابير بسيطة، حيث ينبغي على أصحاب العمل المكتبي مراعاة أن تتمتع بيئة العمل بمواصفات صحية ومريحة، وذلك من خلال الضبط الصحيح لزاوية النظر للشاشة وارتفاع المقعد والإضاءة.
ومن المهم أيضاً قطع رتابة وضعية الجلوس كلما أمكن، وذلك من خلال الوقوف بصورة متكررة وإجراء مكالمة هاتفية على سبيل المثال في وضع الوقوف.
وفي العادة تختفي آلام مؤخرة العنق من تلقاء نفسها بعد أيام قليلة. ومع ذلك، تحذر ميرتس من تجاهل العلامات الأولى الدالة على آلام العنق.
ومن جانبه شدد طبيب الأعصاب الألماني فلوريان هاينين على ضرورة ممارسة الأنشطة الحركية بشكل فوري من أجل مواجهة الآلام، وإلا فقد تتطور الحالة إلى نوبات صداع متكررة؛ نظرا لوجود صلة وثيقة بين الصداع النصفي وشد عضلات معينة من العنق.
زيارة الطبيب .. متى؟
ويستدعي الأمر زيارة الطبيب إذا لم يستطع الشخص تحمل هذه الآلام أو في حال امتداد الآلام إلى الذراعين أو الشعور بانعدام الإحساس في اليدين بشكل مفاجئ.
وبدوره، أوضح أخصائي العلاج الطبيعي بيرند كلادني أن سبب هذه المشكلة قد يرجع إلى تعرض عصب ما للانحشار أو ضرر بالعمود الفقري. وقد يحدث الشد العضلي في بعض الأحيان كوظيفة وقائية لمنع بعض الحركات عند وجود اضطراب في العمود الفقري.
ويجب علاج الأسباب الخاصة، مثل الانزلاق الغضروفي المصحوب بضغط على الأعصاب، بشكل فوري، وإن كانت نادرة الحدوث. وفي الغالب لا يجد الأطباء سببا عضويا، وأحيانا يكون المسؤول هو اضطراب يعرف باسم الانسداد، وهنا يلزم إعادة الحركية إلى الفقرات.
ويمكن لأخصائي العلاج الطبيعي تحريك العمود الفقري بحركات يد معينة وعن طريق تمرينات الإطالة، ويمكن للمتخصصين إزالة الانسداد عن طريق بعض "الطقطقات" البسيطة.
علاج معقد
ويأخذ العلاج شكلا معقداً، عندما تصبح آلام مؤخرة العنق مزمنة، أي في حال استمرارها لثلاثة أشهر أو أكثر. وأشار كلادني إلى أن تحول الألم إلى الصورة المزمنة يجعل منه مرضاً مستقلاً.
وفي معظم الحالات يلعب العامل النفسي دورا هاما؛ حيث يتسبب التوتر النفسي في شد العضلات من جهة، ومن جهة أخرى تتسبب المتاعب الجسدية الدائمة في الشعور بالخوف والاكتئاب. ولكسر هذه الحلقة المفرغة ينبغي وضع خطط علاج فردية، تأخذ في اعتبارها الحالة النفسية والبيئة الاجتماعية للمرضى.