رام الله - الاقتصادي - الايام الالكترونية - تنقل المواطن محمود أبو جابر بين أكثر من بسطة باحثاً عن فلف أخضر مذاقه حارق فلم يجد، ما اضطره في نهاية المطاف لشراء ما هو متوفر في السوق، رغم عدم قناعته به.

مذاق منقوص
أبو جابر أكد أن توفر خضروات الصيف في الشتاء أمر جيد، لكن هناك أنواع منها مذاقها منزوع، وتفقد الكثير من خواصها، خاصة الملوخية وهي بدون طعم، وكذلك الفلفل الشبيه بالخيار، والنعناع قليل المذاق.

وأشار إلى أنه يفضل تخزين خضروات الصيف في موعدها بطرق مختلفة، كتجفيف الملوخية، أو وضع بعض الأنواع في الثلاجة، على أن يشتريها طازجة في الشتاء.

وبين أنه يخشى من أن تكون هذه الخضروات تعرضت لسموم وأدوية كيماوية من أجل التسريع في نضجها، ما قد يسبب الأذى لمن يتناولها.

وشارك المواطن محمود شراب سلفه الرأي، مؤكداً أن الله حين خلق الثمار والخضروات جعل لكل شيء وقت وموسم، وأي فاكهة أو خضار في غير موسمها يكون مذاقها مختلف.

وأكد أن توفر الخضروات الصيفية في فصل الشتاء حل أزمات، وأراح المواطنين، لكن هذا جاء على حساب مذاقها ونكهتها، وافقد الناس بهجتها، فتوفر الخضروات بعد انقطاعها فترة يكون له بهجة مختلفة، فيما لو كانت متوفرة طوال العام.

وبين شراب أنه شخصيا لا يشتري سوى الأنواع التي يحتاجها من الخضروات الصيفية، فهو على سبيل المثال لا يشتري الملوخية الخضراء والباذنجان سوى في موسمهما، ويتجنب شراء أنواع أخرى.

خضروات طوال العام
أما المواطنة أم أحمد المصري، فأكدت أنه أصبح لا فرق بين الشتاء والصيف في توفر الخضروات سوى ارتفاع أسعارها في غير موسمها الأصلي.

وأكدت أنها كانت تخزن العديد من الأنواع، خاصة الملوخية مجففة، لكنها الآن لا تفعل فهي موجودة طوال العام، وان كانت أسعارها ارتفعت بعض الشيء.

وأكدت أن توفر الخضروات بمذاق منزوع أفضل من غيابها، وهي شخصياً تتعامل مع خضروات الصيف المتوفرة خلال فصل الشتاء بطرق مختلفة بعض الشيء، خاصة في عملية الطهي، بإضافة بعض المكونات إليها، لتتغلب على المذاق المختلف.

واستذكرت المصري والدتها التي كانت تجتهد طوال فصل الصيف لتخزين الملوخية والبامية، والفلفل المجفف، وغيرها من الأنواع، لكن التطور الزراعي أراحها وغيرها من ربات البيوت من مثل هذه العادات.

تطور كبير
أما المزارع يوسف حماد، فأكد أن التطور الزراعي جعل خضروات الصيف متوفرة على مدار العام، بفضل زراعتها في الدفيئات الزراعية، خاصة الخيار والفلفل الأخضر والطماطم، والباذنجان والملوخية وغيرها.

وأشار إلى أن زراعة الخضروات الصيفية في الشتاء اتسع خاصة بعد انسحاب الاحتلال من قطاع غزة، وانتشار الدفيئات الكبيرة في مناطق المحررات، وبات هناك أنواع أخرى من الخضروات والفواكه تزرع داخل الدفيئات، مثل الشمام والبطيخ الفراولة.

وبين أن التطور في زراعة الخضروات والتوابل الصيفية في الشتاء دفع المزارعين لتصديرها إلى أوروبا، فهناك أطنان من الخضروات والتوابل تصدر من قطاع غزة شهرياً.
وأوضح أن المزارعين يجتهدون في توفير كل الأجواء الملائمة لإنجاح زراعة الخضروات في غير موسمها، ولا دخل لهم في المذاق، الذي لا يرضي البعض.
متوقعاً مزيداً من الازدهار لهذا النوع من الزراعة الواعدة.