وكالات - الاقتصادي - قبل أن يكتشف العلم الحديث الفوائد الكبيرة لشرب الماء في ضعية الجلوس، سبق إلى ذلك الهدي النبوي الشريف. فقد سنَّ الرسول محمد – صلى الله عليه وسلم – شرب الماء أثناء الجلوس.
وثبت ذلك عنه في عدة مواقف منها في قصة أصحاب الصفة عندما جاء أبو هريرة بقدحٍ من الماء إلى الرسول -صلى الله عليه وسلم- فناوله له ووضعه على يده ثم نظر إلى أبي هريرة وقال: “أبَا هِرٍّ”، فقال: “لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ الله”، قال: “بَقِيتُ أنَا وَأنْت”. قال: “صَدَقْتَ يَا رَسُولَ الله”، قال: “اقْعُدْ فَاشْرَبْ”. فجلس أبا هريرة وشرب. أخرجه البخاري.
ولم يأتِ شيءٌ عن رسول الله إلا كان فيه صلاحٌ وخيرٌ للناس. ومنه الحث على الجلوس أثناء شرب الماء. فالوضعية التي يتخذها الشخص أثناء شربه للماء تؤثر على صحته كما أثبتت التقارير والتجارب الطبية لاحقًا.
وفي هذا المقال، نذكر بعض الأسباب العلمية التي تُظهر الفرق بين الشرب جالسًا أو واقفًا وما يحدث لجسمك إن شربت الماء وأنت واقف.
التهاب المفاصل
قد يكون هذا الأمر بمثابة صدمة كبيرة لك، لكن ممارسة شرب المياه وأنت في وضعية الوقوف تؤثر على المفاصل وتُسبب التهابها مع الزمن. فهذه الوضعية تُسبب تشتيت وضعية التوازن للسوائل في الجسم ما يؤدي لتراكم المزيد منها على المفاصل ويُسبب على المدى الطويل التهابها.
خبراء الصحة يجدون أن شرب السوائل كالماء خلال الوقوف، يُسبب انزلاقه بسرعة ويتدفق إلى المعدة بسرعة ما يُسبب تراشقه على جدار المعدة. على المدى الطويل، قد يُلحق هذا الأمر الضرر بالجهاز الهضمي ويضر بجدار المعدة.
الشرب واقفًا وحتى كميات كبيرة ستجعلك تشعر بالعطش باستمرار، لذلك من الأفضل شرب رشفات على عدة مراحل لإرواء عطشك خلال الجلوس.
عند شرب السوائل بوضعية الجلوس، فإن عضلات الجهاز الهضمي تكون أكثر استرخاءً ويُحفِّز ذلك الأعصاب لهضم السائل بسرعة مع العناصر الغذائية الأخرى.
شرب السوائل بوضعية الوقوف لا يساعد الكلى على القيام بعملها على أكمل وجه. ففي كثيرٍ من الأحيان، تتأثر عملية الترشيح والفلترة بالكلى والمثانة ما يؤدي إلى الإصابة باضطراب المسالك البولية ويُمكن أن يُحلق الضرر الدائم بالكلى.
استهلاك المياه في وضعية الجلوس يُساعد على تخفيف مستويات الأحماض في الجسم عبر ربطها مع نسب ضرورية ومعينة من الماء.
شرب الماء في وضعية الوقوف يُسبب رشق المياه في النصف السفلي للمريء، ما يُعكِّر من صفو العضلة العاصرة المشتركة بين المريء والمعدة. نتيجةً لذلك، تصعد أحماض المعدة لأعلى ما يُسبب الشعور بالحرقة.
يُسبب الشرب واقفًا تنشيطة نظام “الكر والفر” الذي يجعل الجسم في حالة عصبية متوترة. أما الشرب جالسًا، فهذا يُقلل من الشعور بالتوتر ويُسهل من عملية الهضم.
هذه الحقائق المتنوعة ستجعلك تحرص على شرب السوائل وأنت جالس واتباع الهدي النبوي في كل شيء لما فيه من الخير لنا.
