في غزة.. الفلفل الحار بطل كل الوجبات
AHC: 0.80(%)   AIB: 1.10(2.80%)   AIG: 0.17(6.25%)   AMLAK: 5.00(%)   APC: 7.25(%)   APIC: 2.48(7.36%)   AQARIYA: 0.78(%)   ARAB: 0.80(4.76%)   ARKAAN: 1.32(0.00%)   AZIZA: 2.89(%)   BJP: 2.80(%)   BOP: 1.49(0.00%)   BPC: 3.90(0.00%)   GMC: 0.79(%)   GUI: 2.00(%)   ISBK: 1.29(6.61%)   ISH: 1.05(%)   JCC: 1.60( %)   JPH: 3.84(3.78%)   JREI: 0.28(0.00%)   LADAEN: 2.50( %)   MIC: 2.47( %)   NAPCO: 0.95( %)   NCI: 1.76(%)   NIC: 3.00(0.00%)   NSC: 2.95(%)   OOREDOO: 0.83(%)   PADICO: 1.00(%)   PALAQAR: 0.42(%)   PALTEL: 4.00(0.00%)   PEC: 2.84(%)   PIBC: 1.13(0.00%)   PICO: 3.50(%)   PID: 1.91(%)   PIIC: 1.72(%)   PRICO: 0.28(%)   PSE: 3.00(%)   QUDS: 1.09(0.00%)   RSR: 4.50(%)   SAFABANK: 0.67(%)   SANAD: 2.20(%)   TIC: 2.98(%)   TNB: 1.20(%)   TPIC: 1.90(2.56%)   TRUST: 2.85(%)   UCI: 0.36(%)   VOIC: 6.30(5.00%)   WASSEL: 1.00(0.00%)  
12:00 صباحاً 10 حزيران 2015

في غزة.. الفلفل الحار بطل كل الوجبات

غزة- الاقتصادي-اسلام أبو الهوى- إذا أردت اصطياد أي غزاوي فانصب له فخا بالفلفل. يستخدم عامة الناس هذه النكتة للتدليل على العلاقة الوثيقة القوية بين الفلفل بأنواعه وبين المواطن الغزي الذي بات طعامه يتأثر بشكل كبير بهذا الصنف إلى درجة بات من لا يعشقها كإنسان غريب في الثقافة الغزية.

 

حكايات طويلة بين الغزي والفلفل

ويعتبر موسم نضوج الفلفل فرصة كبيرة لكثير من العائلات لتخزينه وتصنيعه لاستخدامه طيلة أيام السنة مستغلين رخص ثمنه وتواجده في الأسواق بكثرة ملحوظة.

وما بين الفلفل والمواطن الغزي حكايات طويلة بات فيها الفلفل بطل كثير من الوجبات والأطعمة الخفيفة والدسمة فهو يتواجد هناك بدرجات متفاوتة تاركا لطعمه الحار فرصة إضفاء نكهة خاصة على الطعام.

ويلجأ المزارعون الغزيون إلى زراعة هذا المحصول بكثرة وعلى مساحات واسعة تبلغ 4000 دونم إلا أن ذلك لا يمنع المواطن الغزي العادي من زراعة هذه النبتة في فناء منزله للحصول عليها دون مبيدات كيميائية يتم استخدامها في الري والزراعة.

وللفلفل أنواع منها الحار الذي يتواجد منه أصناف كثيرة والفلفل الرومي الحلو الذي يستخدم من العديد من الأطعمة اليومية.

قال المواطن عبدالقادر خاطر:" لجأت إلى زراعة جانب من فناء المنزل بالفلفل الحار وأحرص بشكل يومي على متابعته ومراقبة نموه من أجل الحصول على الفلفل الطازج وقتما أريد دون أن يكون تعرض للتلوث بمبيدات مختلفة.

 

نبتة غزيرة الإنتاج

وتعتبر نبته الفلفل غزيرة الانتاج ان تم الاعتناء بها وريها بشكل مستمر وفي كثير من الأوقات لا يتم تزويدها بكثير من الماء حتى تحتفظ بنكتها الحارة لأن زيادة المياه تقلل من حرقتها.

وأضاف خاطر "عندما أتناول الفلفل من المنزل أشعر بلذة واضحة أكثر من شرائها من السوق خاصة أنني أقطف الثمرة من الشجرة إلى المائدة مباشرة ولا أقوم بتخزينها في ثلاجة المنزل.

بينما يقول المواطن محمد شامية "في غزة أن يكون الطعام حارا ذلك من الأشياء المهمة في الوجبة الغزية وان لم تكن حارة فلا يكون لها طعم او مذاق او نكهة تتناسب مع المواطن الغزي نظرا لأن هذا الأمر اكتسبه اكتسابا من العائلة وبالتالي أثرت عليه واصبح ممن اعتادوا عليه في كل الوجبات.

  وأضاف" لي أخوة يعشقون الفلفل عشقا مريبا فلا تمر أي وجبة دون وضع الفلفل بكثرة مما  تسبب ببعض الأمراض لهم ومع ذلك يستمرون في تناوله.

ولفت إلى أنه حين كان يستكمل دراسته في الأردن استغرب غياب صحن الفلفل الحار من وجباتهم وحتى في مطاعمهم  وذلك بسبب عدم اعتيادهم على تناولهم الفلفل في أطعمتهم في حين تجد مطاعم القاهرة تكثر فيها أباريق الشطة.

 

فلفل دون حساب

بدورها، قالت المواطن أم أنس إنها تضع الفلفل على طعامها بكثرة وقد تعلمته من والدتها التي تضع الفلفل على الطعام دون حساب، ولكنها عندما انتقلت إلى بيت زوجها اختلف الأمر عليها ما سبب لها مشاكل مع أهل زوجها.

وأضافت "في كثير من الأحيان امتنع عن تناول الطعام بسبب وجباتهم التي وصفتها بأنها طعام مرضى ما انتهى بها الأمر لإرضائهم وعدم حرمانها من الفلفل بتقسيم الطهي إلى طعام بفلفل وآخر دونه.

غزة تشتهر بزراعة الخضار وتتميز فيها عن كافة المناطق الفلسطينية سواء في الداخل أو الضفة الغربية، ويعتبر إنتاج الخضار من أهم مرتكزات الاقتصاد الزراعي في قطاع غزة.

وقد تطورت زراعة الخضار في غزة بتطور القطاع الزراعي والتي استفادت من التطورات العلمية التي طرأت على الواقع الزراعي خلال العقود الماضية حيث أصبحت زراعة الخضار طوال العام بعد أن كانت موسمية.

 

الفلفل من الخضار الشعبية

في هذا السياق، قال المهندس نزار الوحيدي  مدير عام التربة والرى في وزارة الزراعة في قطاع غزة:" إن الفلفل يعتبر من أهم الخضراوات التي تتبع العائلة الباذنجية وهو من الخضار الشعبية التي تلاقي رواجا كبيرا في غزة حتى أن كلمة فلفل صارت قرينة للشخصية الغزية ومادة للفكاهة بين الفلسطينيين في وصفهم للغزي.

وأضاف الوحيدي: ينتج قطاع غزة كميات كبيرة من الفلفل وهو نوعان أساسيان وهما الفلفل الرومي والفلفل الحار، ويزرع الفلفل بنظامي الزراعية الأساسية (الحقل المفتوح) بين شهري آذار وأيلول بينما يزرع باقي الموسم سواء الأصناف الحارة او الرومي في الدفيئات طوال العام.

يتميز الإنتاج داخل الدفيئات بزيادة الكميات أي متوسط إنتاج الدونم في الدفيئة يصل حوالي 4 أطنان مقابل 7 أطنان في الحقل المفتوح، بينما تبلغ متوسط إنتاج الدفيئة من الفلفل الرومي من 5-9 أطنان.

 

بين التصدير والتسويق المحلي

يذكر أن متوسط سعر الكيلو غرام الواحد من الفلفل الرومي يبلغ أربعة شواقل بينما يصل الفلفل الحار إلى 3 شواقل.

وأوضح الوحيدي أن الكميات المنتجة من الفلفل أصبحت موجهة للاستهلاك المحلي في حين كان يعتبر الفلفل الرومي من السلع التصديرية المهمة التي قضي عليها بسبب الإغلاقات المستمرة للمعابر ما حرم قطاع غزة من تصدير محاصيلها إلا ان التسويق المحلي لا يزال يعطي المزارعين فرصة للربح المتواضع إن لم يكن الربح الجيد.

ولفت الوحيدي إلى أن غزة تنتج محصولا مميزا وله شهرته في فلسطين والخارج ويقبل عليه المصدرون والمستهلكون لما له من مميزات عالية في الجودة كطول فترة المكوث خارج الثلاجات بسبب احتوائه على مادة صلبة عالية، بالإضافة إلى المظهر الجيد في التعبئة والتغليف.

 

الملوحة مشكلة تواجه المزارعين

ونوه إلى أن ملوحة المياه هي مشكلة أخرى يعاني منها المزارعون حيث يعتبر الفلفل بكافة أنواعه من المحاصيل الحساسة والتي لا تحتمل ملوحة وبسبب ملوحة مياه الري في معظم مناطق قطاع غزة خاصة منطقتي الشمال والمواصي بدأت زراعة الفلفل تنحسر تدريجيا باتجاه المناطق الأقل ملوحة.

يُشار إلى  أن الفلفل في الدفيئات  يستهلك أكثر من 750 مترا مكعبا تقريبا في حين أن الفلفل في الحقل المفتوح يستهلك 500 متر مكعب سنويا أي انه من المحاصيل التي تستهلك مياها بكميات كبيرة بالإضافة إلى إنها ذات جودة عالية.

وبين الوحيدي أن وزارة الزراعة تعنى بشكل كبير في مراقبة استخدام المبيدات ذات الأثر على البيئة والصحة، بالإضافة إلى كيماويات زراعية أخرى.

وأضاف أن الفلفل الرومي خاصة يحتاج إلى كميات سماد كبيرة نسبيا بسبب طول فترة النمة (سنة) وكميات الإنتاج من وحدة المساحة، بالإضافة إلى كثافة عدد النباتات في الدونم كبيرة جدا كلها تقتضي كميات سماد كبيرة.

وختم بأن الادارة العامة للإرشاد دائما تنصح المزارعين باتباع طرق الزراعة العضوية التي لا تعتمد على المواد الكيماوية خاصة المبيدات وتدفع باتجاه استخدام الأسمدة العضوية والمقاومة الحيوية والعضوية للآفات والمبيدات لضمان انتاج محصول خال من متبقيات المبيدات والأسمدة.

 

400 نوع من الفلفل

بدورها، قالت المهندسة آمنة الجيار مديرة دائرة التنمية الريفية المكلفة في وزارة الزراعة "يوجد ما يقارب  400 نوع من الفلفل في كافة أنحاء العالم، وتختلف أنواع الفلفل من ناحية الحجم والشكل واللون والطعم وكذلك درجة الحرارة ومن الأنواع التي تزرع في قطاع غزة: الفلفل الطويل الرفيع، والفلفل الصغير الحار جدا لونه أصفر ويستخدم خصيصا للتخليل، والفلفل قمعي الشكل، والفلفل المجعد وغير المجعد وفلفل الزينة والفلفل الرومي (الحلو)".

ويستخدم الفلفل الحار كإضافة على الطعام في مختلف دول العالم ولكن اشتهر قطاع غزة باستخدامه بكثرة. وأشارت إلى أن غزة تشتهر بالفلفل الأحمر المطحون والذي يستخدم كمادة مشهية لإكساب الطعام نكهة مقبولة،  منوهة إلى أن الفلفل إذا اخذ بكمية ضئيلة كان له الأثر المشهي بينما إذا زاد الإفراط في تناوله يسبب حدوث كثير من الارتباكات الهضمية والتهاب غشاء المعدة، كما أن للفلفل قيمة غذائية فهو يحتوي على كل من فيتامين A وC حيث يمد الجسم بأكثر من ضعف حاجة الجسم اليومية من فيتامين C ويقي من الإصابة بسرطان الرئة.

يُذكر أن الفلفل في الهند والباكستان أحر من الموجود في قطاع غزه وهذه الشعوب تستخدمه بكثره اكثر ولكن الغزيين  يستخدمونه بكثره وفي أغلب أنواع الطعام وإن لم يكن بداخله يكون على موائد الطعام كمقبلات.

 

Loading...