الإجابة بسيطة للغاية، فعدسة الكاميرا لا تقوم بإنتاج الصورة مباشرة، وبدلًا من ذلك، فالعدسة تعمل جنبًا إلى جنب مع جزء آخر من الكاميرا لإنتاج الصورة. في الموديلات القديمة للكاميرا، كان يُعرف هذا العنصر بـ “الفيلم”. أما في الكاميرات الرقمية العصرية، فإنه يُعرف بـ “حساس الصورة”.
حين يرتد الضوء من الجسم الذي تقوم بتصويره، فإنه يدخل لعدسة الكاميرا، والتي وظيفتها عكس هذا الضوء وتركيز وضعه على الفيلم أو حساس الصورة.
رأى صناع الكاميرا الأوائل أن العدسة الدائرية أكثر كفاءة في أداء عملها في تركيز الضوء على الفيلم. هل هذا يعني أنه يمكن صناعة العدسة بأشكال أخرى؟ بالطبع، يمكن صناعة العدسات بأي شكل، لكن رأى الصناع الأوائل للكاميرا كما ذكرنا أن العدسة المستديرة تعمل على إنتاج أفضل صورة على الفيلم.
اختار الصناع الأوائل هذا الشكل لعدة أسباب أهمها هو أنه إن فكرت في عرض الصور، فالشكل المفضل لدينا مستطيلات ومربعات. وحين يتعلق الأمر بالتأطير وعرض الصور، فمن السهل استخدام أشكال مربعة أو مستطيلة، فهي سهلة الإنشاء والعرض على الجدران.
لذلك من الطبيعي أن صناع الكاميرا فكروا في صناعة أفلام تنتج صور مستطيلة. من الناحية العملية هناك سبب آخر، وهو إن سبق وشاهدت فيلم الموديل القديم للكاميرا ستعرف أنه يأتي على شكل شريط طويل يتم حله بعد التقاط الصور. ببساطة، فإنه أكثر كفاءة استخدام الفيلم المستطيل أكثر من الأشكال البيضاوية أو أي أشكال مشابهة.
وبالمثل فقد احتفظت حساسات الصورة في الكاميرات الرقمية الحديثة بالأشكال المستطيلة، فبالإضافة إلى الحفاظ على الشكل التقليدي للفيلم، فاستخدام الحساسات المستطيلة يؤدي إلى التقاط صور أفضل.
تعمل العدسة المستديرة على إنتاج صور دائرية داخل الكاميرا، لكن الحواف الخارجية لها ستكون بها انحرافات أكثر من المركز. ولتصحيح تلك الانحرافات، والحصول على أفضل صور ممكنة، تعمل الحساسات المستطيلة على قص الحواف الخارجية للصورة الدائرية من العدسة. بمعنى أصح، فهي تُبقي على أفضل جزء من الصورة في العدسة.