وكالات - الاقتصادي - لا يوجد شخصٌ منا لم يسمع بمرض ألزهايمر، ذلك المرض الذي يصيب – مع ما يشبهه من الأمراض التي تؤدي إلى الخرف – حوالي 7.7 مليون مريض جديد سنوياً، ما يعادل حوالي حالة واحدة جديدة كل 4 ثواني.
iframe
فالخرف متلازمة تتسم بحدوث تدهور في الذاكرة، التفكير، السلوك، والقدرة على الاضطلاع بالأنشطة اليومية.
وعلى الرغم من كونه شبح الشيخوخة الذي يتربص بالمسنين، لكنّه لا يعدّ أبداً تطوراً طبيعياً في حياة الإنسان، حيث تؤدي الإصابة به إلى العجز وفقدان الاستقلالية لدى المسنين، مما يخلّف آثاراً جسدية، نفسية، اجتماعية واقتصادية على من يقومون برعاية المرضى وعلى أسرهم والمجتمع.
iframe
ومع الأسف، فإنّ هذا المرض هو من بين الأمراض التي ما زال الطب في سباقٍ دائمٍ مع الزمن لاكتشاف علاجٍ جديدٍ يمكّن من السيطرة عليه أو الحد من أعراضه التي تتراوح من نسيان الأمور الحديثة وفقدان حس الإدراك بالوقت إلى درجاتٍ متقدمة من تغيرٍ في السلوك ونسيان الأسماء، الأشخاص والعادات، ولا يوجد إلى الآن طريقة أو لقاح للوقاية منه، على الرغم من تعاظم حجم الأبحاث في العقود القليلة الأخيرة.
كيف يحدث ألزهايمر
الإصابة بمرض ألزهايمر تعتمد على خطوة أساسية وهي تراكم نوعين من المواد، الأولى تدعى اللويحات النشوانية “amyloid plaques”، والثانية تدعى التكتلات الليفية العصبية “neurofibrillary tangles”.
تتوضّع الأولى بين الخلايا العصبية (النورنات) لتصبح مع تقدم المرض تجمعات كثيفة من جزيئات بيتا – أميلويد، وهي نوع دَبِق من البروتين يلتصق ببعضه ويتراكم في الدماغ، أمّا التكتلات الليفية العصبية فهي تتواجد داخل الخلايا العصبية الدماغية، وهي تنتج عن عيب في البروتين الذي يدعى تاو، مما يؤدي إلى تجمعها على شكل كتلة سميكة غير منحلة.
المخ السليم و المخ المصاب بمرض الزهايمر
هذا التجمع والتكتل سيؤدي إلى سوء الوظيفة النقلية في الخلية، حيث لا تتمكن أجزاء متخصصة في الخلية تدعى “النبيبات المجهرية” من نقل المواد الأساسية مثل: المغذيات؛ يشبه ذلك تماماً قيامك بلف خرطوم المكنسة الكهربائية لديك مما يعيق مرور المواد من الخارج إلى داخلها.
وكان هناك العديد من المحاولات السابقة لإيجاد طريقةٍ فعالة لعلاج هذا المرض، وخاصة عبر استهداف هذا التراكم للبروتينات، وإيجاد طريقةٍ لإزالته دون التأثير على الخلايا الدماغية.
شعاعُ أمل
لكن العلم دائماً في تطورٍ مستمر ليجد الحلول ويساعد الناس في تحسين وإنقاذ حياتهم، حيث كشف باحثون أستراليون من معهد كوينزلاند لعلوم الدماغ الستار عن تقنية جديدة لعلاج مرض الزهايمر، وبالتالي استطاعوا فتح أفقٍ جديدٍ ينبئ بقرب حلّ معضلة هذا المرض، وتخفيف أو إيقاف المرض حتى.
حيث وصف الفريق القائم على هذا البحث التقنية بأنّها تعتمد على استخدام نوعٍ محددٍ من الأمواج فوق الصوتية تدعى الأمواج فوق الصوتية المركّزة العلاجية، تقوم هذه الأمواج بشكلٍ غير غازٍ (أي دون الحاجة إلى الجراحة أو التنظير) بإرسال موجاتٍ صوتية إلى الأنسجة الدماغية.
ومن خلال تذبذبها، فإنّها تستطيع فتح حاجزٍ مهمٍ في الدماغ، الحاجز الوعائي الدماغي، وهو طبقة مسؤولة عن حماية الدماغ من الجراثيم، وتحريض الخلايا الدبقية الصغيرة في الدماغ على العمل، تقوم الخلايا الدبقية الدماغية بشكلٍ أساسي بإزالة “الفضلات” الدماغية الخاصة بالخلايا العصبية، مما يمكّنها من إزالة التراكم السمي لبروتين بيتا – أميلويد المسؤول عن أعراض مرض ألزهايمر.
“نحن متحمسون بشدة لهذا العلاج الجديد لمرض ألزهايمر، فهو لا يعتمد إطلاقاً على العلاج الدوائي، وعلى الرغم من أنّ صفة (الاكتشاف المتقدم) لا تُستخدم هذه الأيام في موقعها، إلا أنّني أعتقد صراحةً أنّ هذا الأمر قد غيّر فعلاً فهمنا عن الكيفية التي يمكننا من خلالها معالجة هذا المرض الفتّاك، وإنّي أتنبأ بمستقبلٍ مزهرٍ لهذا النهج في العلاج”.
جورجن جوتز، أحد أعضاء الفريق المشارك في البحث
وقد قام الفريق بتجريب هذا العلاج على الفئران، وكانت النتيجة مذهلة بالفعل؛ فحوالي 75% من الفئران عادت لهم وظيفة الذاكرة دون التسبب بأي ضررٍ للأنسجة الدماغية المجاورة، ووجدوا تحسناً ملحوظاً لدى الفئران المعالجة في ثلاثة اختباراتٍ للذاكرة: الأول هو المتاهة، والثاني هو فحصٌ يجعل الفئران يتعرفون على أشياء جديدة، والأخير يذكّرهم بالأماكن التي يجب عليهم تجنبها.
وبحسب الفريق، فإنّهم يخططون بدء التجارب العلاجية على أنواع أكثر تطوراً من الحيوانات مثل: الخروف، ويأملون بالوصول إلى بدء تجريبه على الإنسان في عام 2017.
كان هذا ا