وكالات - الاقتصادي - تعامل الإنسان مع عدد من الحيوانات على أساس أنها مسالمة جداً، وغير مؤذية على الإطلاق، وهو أمر مفهوم نظراً للتاريخ غير العدواني لهذه الحيوانات.
ولكننا في هذا التقرير سنتطرق إلى عدد من الحوادث المميتة التي تسببت فيها بعض المخلوقات الصديقة للإنسان، لنلفت النظر إلى ضرورة التزام الحذر حتى مع الحيوانات الوديعة.
إذا طلب منك أحدهم أن تذكر له عدداً من الطيور الخطيرة، فإن آخر ما سيخطر على بالك حتماً هي طيور الإوز، كيف لا وهذه الطيور الجميلة لا تملك أية أداة هجوم كمناقير النسور الحادة، أو أرجل النعام الضخمة، وتتساءل كيف من الممكن أن تكون خطيرة؟
ولكن في الواقع، تسببت طيور الإوز في عدة حوادث، أشهرها حادثة مؤلمة حدثت في شهر أبريل/ نيسان من عام 2012، عندما كان أحد العمال بحديقة عامة بمدينة "شيكاغو"، والذي يُدعى "أنتوني هينسلي"، يتجول بقاربه داخل بحيرة الحديقة بهدف الاطمئنان على سرب من الإوز، إلا أن أحد أفراد الطيور الأكبر حجماً هاجمه وضربه بأجنحته، ومنقاره إلى أن فقد العامل وزنه وسقط من القارب.
ورغم محاولات الرجل المتكررة للسباحة، والخروج من البحيرة، إلا أن الطائر لم يتوقف عن مهاجمته إلى أن توفي "أنتوني"، غرقاً عن عمر لم يتجاوز السابعة والثلاثين.
لا نتحدث هنا عن "الغوريلا"، أو "الشمبانزي"، أو أي نوع من أنواع القردة الكبيرة، والتي نعرف جميعاً خطورتها، بل سنتطرق للقردة الصغيرة، تلك التي لا يتجاوز حجمها حجم طفل صغير، والتي عندما يقع نظر أغلب الناس عليها، فإنهم يتمنون حملها أو اللعب معها من شدة وداعتها، إلا أن ما لا يخطر على البال، هو أن تجمع هذه القردة قد يمثل خطراً حقيقياً على الإنسان.
وللبرهنة على ذلك، فقد عانت عاصمة الهند "نيودلهي"، لسنوات من هجوم أعداد كبيرة من القردة الصغيرة عليها، والتي سببت الذعر للكثيرين؛ نظراً لاقتحامها البيوت، والبنايات حتى الحكومية منها، بل وسرقتها للطعام، وتدمير الممتلكات، وتلويث المياه، أما الأسوأ، فهو تسببها في مقتل عمدة المدينة.
وحدث ذلك في شهر أكتوبر/تشرين الأول، من عام 2007، عندما اقتحمت مجموعة من القردة منزل عمدة مدينة نيودلهي "سوريندر سينغ باجوا"، وهجمت عليه، وتسببت في سقوطه من أحد طوابق منزله، مما أدى إلى وفاته متأثراً بجراحه.
وفشلت جهود السلطات الهندية، في جمع هذه القردة وإرجاعها إلى الغابات، أما بالنسبة للحل الأكثر واقعية، وهو إيذاء هذه القردة، أو حتى ردعها بالقوة، فهو أمر يمكن اعتباره أقرب للمستحيل؛ نظراً لقدسية القردة في الهند، وذلك يرجع إلى أن آلهة القوة الهندوسية "هانومان" تملك مظهر قرد، وبالتالي فإن إيذاء القردة هو أمر غير مقبول على الإطلاق عند الهنود.
تعتبر الفقمة واحدة من المخلوقات البحرية المحببة عند الإنسان، ولذلك لا يتوانى الكثيرون عن حضور عروض ترفيهية لمشاهدتها تصفق وتتدحرج مقابل إعطائها سمكة بين الحين والآخر، بل أن حتى طريقة مشيها على اليابسة طريفة جداً، وممتعة.
إلا أن ما يغيب عن الذهن هو تحول الفقمة إلى حيوان قاتل داخل الماء، إذ سُجلت عدة حوادث أليمة، راح ضحيتها أشخاص نذكر من بينهم عالمة البيولوجيا الشابة، كريستي براون.
إذ ذهبت "كريستي" إلى القارة القطبية الجنوبية في مهمة علمية عام 2003، حيث غطست برفقة زملائها لتفقد بعض المعدات، وأثناء وجودها في الماء قدمت إحدى الفقمات وسحبتها إلى الأعماق، ورغم محاولات جميع زملائها إنقاذها، فإنهم لم يتمكنوا من ذلك إلا بعد فوات الأوان، عندما تركتها الفقمة بعد أن لفظت أنفاسها الأخيرة في سن لم يتجاوز الثامنة والعشرين.
على الرغم من اعتبارها مخلوقات بحرية مسالمة جداً في علاقتها مع الإنسان، إلا أنه قد سُجلت عدة حوادث قتل تسببت فيها الدلافين، وكانت أشهرها عام 1994 في البرازيل، عندما هاجم دولفين يدعى "تشاو"، مجموعة من المصطافين على الشاطئ مخلفاً 28 جريحاً، نقلوا إلى المستشفى، بالإضافة إلى قتله لشخص يُدعى "جاو باولو موريرا".