غزة - الاقتصادي - قال فؤاد أبو سيف، مدير عام اتحاد "لجان العمل الزراعي"، إن أولوية الاتحاد خلال العام الحالي، تكمن في مواصلة برنامجه الرئيس المتمثل في استصلاح الأراضي وتأهيلها، وزيادة الحصاد المائي عبر اقامة خزانات وآبار لجمع المياه وغيرها، علاوة على العناية بإرشاد المزارعين، والدفاع عن حقوقهم، والضغط باتجاه تبني سياسات أكثر انسجاما مع مصالح صغار المزارعين وفقرائهم، وتنظيمهم عبر اطلاق الحركة الفلاحية الفلسطينية، المقرر أن يتم خلال وقت لاحق من العام الحالي.
كما بين في حديث لصحافيين، في مقر الاتحاد في رام الله، أمس، أن "العمل الزراعي" يعنى بتوعية المزارعين بخصوص آليات الحد من آثار التغير المناخي.
وأشار إلى أهمية مشروع استصلاح الأراضي وادارة مصادر المياه، ووقع الاتحاد اتفاقية خاصة بمرحلته الثانية مؤخرا مع الممثلية الهولندية، علما أن المشروع لمدة أربعة أعوام، وبقيمة 2ر11 مليون دولار.
وقال: سيتضمن المشروع استصلاح 3000 دونم جديدة، ونحو 250 كم من الطرق الزراعية، لافتا إلى أن المشروع بمرحلتيه يعتبر الأكبر على الصعيد الزراعي المنفذ في فلسطين لا سيما منذ قيام السلطة الوطنية، بما يشمل استصلاح 6000 دونم من الأراضي، و500 كم من الطرق الزراعية، علما أن بداية المشروع تعود إلى العام 2013.
وبين أن خصوصية المشروع، تتمثل في تركيزه على المناطق المصنفة (ج)، وكون أنشطته تستجيب للاحتياجات هناك بشكل مبرمج ومخطط.
وذكر أن العام الماضي رغم كافة التحديات والصعاب كان حافلا بالإنجازات، مبينا أنه استفاد من خدمات الاتحاد خلاله نحو 30 ألف مزارع وصياد.
وأوضح أنه تم خلال العام الماضي جرى استصلاح 1000 دونم من الأراضي، علاوة على تأهيل 900 دونم أخرى، وشق 105 كم من الطرق الزراعية، لافتا إلى أهمية الأخيرة لتسهيل عمل المزارعين ووصولهم إلى أراضيهم وتحسين فرص استغلالها، وخفض الكلفة عليهم.
كما أشار إلى قيام الاتحاد بإنشاء خزانات وغيرها لجمع نحو 32 ألف كوب من الحصاد المائي، الأمر الذي يستفيد منه عدد كبير من المزارعين.
وتطرق إلى إنشاء الاتحاد عددا من المزارع النموذجية، وتأهيل عدد آخر من الحظائر "البركسات"، وارشاد المزارعين حول طرق تربية الثروة الحيوانية الحديثة، وتطعيم وتعقيم الآلاف من رؤوس الأغنام.
وبين أن الاتحاد أنفق العام الماضي نحو 10 ملايين من الدولارات، موزعة على 29 مشروعا في الضفة والقطاع.
ولفت إلى الآثار السلبية للممارسات والتحريض الإسرائيلي بحق الاتحاد في الخارج، ما كان من نتائجه خسارته لمشروعين، أحدهما كان بكلفة خمسة ملايين دولار مقدمة من استراليا، وكان يفترض أن ينفذ في القطاع.
وقال: نحن لسنا مؤسسة تقدم خدمات فقط، بل صاحبة رؤية ورسالة، بالتالي فإننا لن نساوم على هوية المؤسسة، ومواقفها وانحيازها لهموم شعبنا.
كما بين أن الاتحاد سجل حضورا لافتا على الصعيد الدولي، عبر مشاركته في مجموعة من المؤتمرات والفعاليات الدولية، مضيفا "استكملنا عضويتنا في الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة، كما كان لنا حضور في المكتب العربي لحركة الفلاحين، ويمكن أن يجري اطلاقه الشهر المقبل أو شهر نيسان القادم".
ونوه إلى استمرار جهود الاتحاد لمأسسة حركة "طريق الفلاحين الفلسطينيين"، بغية اطلاقها خلال العام الحالي.
وتعرض إلى عناية الاتحاد بلجان الصيادين في القطاع.
من جانبه، ذكر عبد الرازق فراج، المدير الإداري للاتحاد، أن تدخلاته تكتسب أهمية كبيرة، لجهة تعزيز صمود المزارعين، وحماية رقعة واسعة من الأراضي من خطر الاستيطان، وتحسين انتاجيتها، مبينا أنه منذ انطلاقة نشاط الاتحاد العام 1986، تم استصلاح نحو 80 ألف دونم.
واستدرك: العمل في القطاع الزراعي يرتبط بشكل مباشر بتعزيز صمود الناس، وحماية الأرض، ونحن نعمل انطلاقا من احتياجات المواطنين مع التركيز على المناطق (ج)، اضافة إلى المناطق الحدودية في القطاع.
ونوه إلى ميزة دور الاتحاد لجهة الربط بين الجانب العملي المهني في العناية بالأرض ومتطلبات المزارعين وتوعيتهم إلى غير ذلك، بالبعد الجماهيري المتمثل في تنظيمهم، معتبراً الخطوات التي بذلت على صعيد انشاء الحركة الفلاحية الفلسطينية أحد المؤشرات على هذا الأمر.
وقال: الاتحاد عضو في حركة طريق الفلاحين (الفياكمبسينا)، وهي أكبر حركة للفلاحين في العالم ويبلغ عدد أعضائها 200 مليون مزارع، بالتالي فإنه ضمن خطتنا للعام الحالي سيتم الإعلان عن إطلاق الحركة الفلاحية الفلسطينية، بالتعاون مع كافة الأطر والهيئات الزراعية التي لها امتداد في أوساط المزارعين.
وتابع: أهمية الحركة الفلسطينية ترتبط بمسألة السياسات، وتحديدا سياسات السلطة التي لا تنصف تماما فقراء الفلاحين، ولا ادل على ذلك كون ما خصص للزراعة أقل من 1% ضمن الموازنة العامة، بالتالي فإننا نرى جزءا من دورنا يتمثل في الضغط باتجاه سياسات تنموية منصفة للفلاح الصغير من قبل الجهة الرسمية.

عن "الايام"