وكالات - الاقتصادي - يُعتبر الزعفران من أغلى أنواع التوابل في العالم. فهذه النبتة الصغيرة التي تُعطي خيوطًا برتقالية أو حمراء اللون لها أهمية كبيرة في عالم الطب والمطبخ.
وعُرف الزعفران منذ القدم من عهد الرفاعنة. فقد عُثر على عدد من المخطوطات الفرعونية القديمة تُشير إلى فوائد الزعفران الكبيرة. كما كان شهيرًا في عهد اليونان وكتبوا عن أهميته الطبية في المساعدة على تحسين وظائف الهضم وإزالة انتفاخات الجهاز الهضمي والتقليل من التوتر والأرق وتخفيف أعراض السعال وفوائد عديدة أخرى.
كما كتب الرمان في مؤلفاتهم عن فوائد الزعفران وكانوا يُطلقون عليه اسم “كروكس Krokos أو كاركوم Karkom”. وكان يُضيفه الرومان إلى حمام السباحة الدافئ للحصول على فوائده الطبية للجسم.
وكان العرب هم أو من أعطوه تسميته “Za’faran”. حيث قاموا برزاعته في أرض الأندلس التي اشتُهرت بأجود أنواعه. ثم انتقلت زراعته إلى أوروبا في القرن الثالث عشر للميلاد. ويُزرع اليوم في إيران واليونان والمغرب وكشمير وإسبانيا وإيطاليا.
بعد ذلك أصبح الزعفران شائع الاستعمال في العالم. لكنه تميَّز حتى يومنا هذا بارتفاع تكلفته وسعره مقارنةً بأصناف التوابل الأخرى. فما هو السبب في ذلك؟
هذه العوامل وغيرها ساهمت بشكل كبير في ارتفاع ثمن هذا النوع من التوابل إلى أرقام خيالية. كما يبدو، فإنه من المُنصف أن يكون ثمنه مرتفع مقارنةً بأسلوب زراعته وحصاده الشاق والمُكلف.
وبسبب ندرته وارتفاع ثمنه، لجأ بعض المزراعين إلى غش الزعفران عبر خلطه بأعشاب أخرى تُشببه وصبغها بألوان برتقالية وحمراء، وذلك طمعًا في زيادة الأرباح.
يُستعمل هذا النوع من التوابل بكثرة في عالم الطب والدواء. كما استُخدم منذ القدم في علاج الكثير من الأمراض مثل النزلات المعوية، وكمهدئ لاضطرابات المعدة، وعلاج السعال الديكي ونزلات البرد، والتخفيف من غازات المعدة. كما ويستخدم في العلاجات القرآنية في كتابة الأوردة والآيات القرآنية بمداد من الزعفران وماء الورد.
كما ويدخل في صناعة الأدوية الحديثة المُستعملة لطرد الديدان المعوية والمهدئة للحالات العصبية والنفسية والأدوية المُستعملة في تنشيط إفراز البول وغيرها من الأدوية العديدة.