جنين - معا - تعد زراعة البطيخ في جنين من أهم الزراعات الموسمية، لكن تراجعت زراعته مؤخرا لسوء التربة وفشل التسويق.
وعلى الرغم من قيام المزارع محمد مرعي "أبو فهمي"، من قرية كفر دان؛ بزراعة نحو عشرة دونمات من البطيخ، إلا أن الدونمات العشرة قليلة مقارنة بزراعة 50 دونما في الفترات السابقة .
يقول المزارع محمد مرعي لمعا: "هناك تراجع في زراعة البطيخ في محافظة جنين بشكل عام، حيث كانت الأراضي المزروعة بالبطيخ موسميا تصل إلى مئات الدونمات، لكن في الوقت الحاضر لا تتعدى عشرات الدونمات".
ويفسر المزارع مرعي أسباب تراجع زراعة البطيخ بعدة عوامل، أهمها؛ ضعف سياسات التسويق للفاكهة الصيفية وأمراض التربة ونقص الاشتال المركبة واستيراد البطيخ من إسرائيل ونقص في المياه وارتفاع أثمان الأسمدة والمبيدات الزراعية.
واضاف " في السابق كنا نصدر البطيخ للأردن واللبنان والدول المجاورة، حاليا؛ أصبحنا نعاني من قضية تسويقه".
ويؤكد مرعي لمعا على أنه كان يطمح هذا الموسم زراعة نحو 70 دونما من البطيخ؛ إلا أن سعر الاشتال الذي يصل إلى دولار واحد للشتلة وافتقاد المشاتل للاشتال المركبة حالت دون ذلك، خاصة وأن المزروعات بسبب مشاكل التربة لم تعد تعطي اشتال من ذاتها.
ويطالب المزارع أبو فهمي الجهات ذات العلاقة وعلى رأسها وزارة الزراعة بدعم مزارعي البطيخ، من خلال؛ دعم المزارع من خلال توفير الاشتال ورفع مستوى السياسات التسويقية التي تصب في مصلحة المزارع والمنتج الوطني.
أصناف أخرى..
واستبدل مزارعون آخرون البطيخ، بزراعة أصناف أخرى مثل، الخيار، ويتحدث المزارع علام حسن لمعا، قائلا: "كنا خلال المواسم السابقة نزرع البطيخ على مساحات واسعة من أراضينا في سهل مرج بن عامر، إلا أن زراعة هذه الفاكهة الصيفية تراجعت بشكل كبير ليس عندي فقط، بل عند كل المزارعين".
ويشير حسن إلى أنه قبل موسمين من الآن زرع البطيخ، وفي ظل نقص السياسات الداعمة كانت سيارة البطيخ المتوجهة من أرضه إلى الأسواق المحلية تحديدا في جنين، تفرغ حمولتها بـ 500 شيقلا كأقصى حد، مما يعني لا وجود لجدوى اقتصادية من زراعته.
وينوه المزارع في سهل مرج بن عامر حسن إلى أن البطيخ زراعة موسمية، ففي حال لم تكن جدوى تسويقه جيدة، فإن اللجوء لأصناف أخرى هو أفضل، مضيفا: "لا يستطيع المزارع وحده تحمل أعباء فشل زراعة البطيخ تسويقيا، خاصة في ظل استيراد البطيخ من مزارعي الداخل، فعلى الجهات المعنية الوقوف معنا، لدعم هذا المنتج الوطني".
مساع مبذولة..
مديرية زراعة جنين تؤكد تراجع زراعة البطيخ في المحافظة، وارجعت الاسباب الى مشاكل التربة إضافة لقضية التسويق وضعف وعي المستهلك والمزارع والزراعة النمطية.
يرى جواد زكارنة، مدير قسم الخضار في مديرية زراعة جنين، أن تراجع زراعة البطيخ هو نتاج لمشاكل التربة، الذي حاولت الزراعة معالجتها من خلال الاشتال المركبة، عبر مشروع استمر لثلاث سنوات، ولكنه انتهى، ليقع على مزارع وحده تأمين الاشتال.
ويشرح زكارنة مساع وزارة الزراعة، من خلال دعم المزارع تسويقيا رافضا أن تكون مشكلة التراجع عن زراعة أساسها البطيخ تسويقية، مضيفا: "في الحقيقة إنتاج البطيخ في فلسطين لا يحقق الاكتفاء الذاتي، إلا أننا ننظم عملية الاستيراد من الداخل، لنضمن حق المزارع في تسويق مزروعاته".
وينوه مدير قسم الخضار في زراعة جنين زكارنة إلى ضرورة رفع وعي المستهلك بأهمية شراء البطيخ الفلسطيني ووعي المزارع فيما يتعلق بعدم اللجوء لأنماط زراعية أخرى؛ مثل الخيار الربيعي، وترك زراعة البطيخ.
ويصر زكارنة على أن هناك مساع تبذلها وزارة الزراعة لإعادة الهيبة للبطيخ في جنين، ليستطيع الحفاظ بشكل كبير على زراعته للبطيخ.
يذكر أن، مناطق مختلفة من فلسطين تزرع بالبطيخ، مثل؛ الأغوار وطوباس وغزة، إلا أن المزارعون يشتكون ضعف السياسات التسويقية لبطيخهم، مما يسمح للبطيخ المستورد من إسرائيل تحديدا بغزو الأسواق الفلسطينية.