غزة - الاقتصادي - (الأناضول) - عادت البضائع الغذائية والأسماك، القادمة عبر الأنفاق الأرضية التي تصل قطاع غزة بمصر، لتظهر على رفوف المحال التجارية في القطاع، بعد غيابٍ زاد عن الثلاث سنوات.
وكانت الأنفاق الأرضية الممتدة من قطاع غزة إلى مصر، تشكّل ممراً هاماً لسكان القطاع في الفترة الممتدة بين 2007-2013، إذ اعتمدوا عليها آنذاك لسد احتياجاتهم من أدوية وأغذية ووقود.
وعقب الإطاحة بحكم الرئيس المصري محمد مرسي في يوليو/ تموز 2013، شهدت أسواق قطاع غزة، غياباً للبضائع التجارية المصرية التي كانت تدخل القطاع عن طريق الأنفاق الأرضية، جرّاء حملة نفّذها الجيش المصري لهدم الأنفاق.
لكن استئناف عمل "الأنفاق" لم يكن خبرا سارا، لمئات الصيادين، في قطاع غزة، حيث أدى دخول الأسماك إلى خفض أسعار السمك المحلي، إلى حوالي نصف سعرها الأصلي، بحسب مسؤولين وصيادين.
ويقول صيادون للأناضول، إنهم غير قادرين على منافسة الأسماك الواردة من مصر، بسبب القيود الكبيرة التي تفرضها إسرائيل على عملهم في عرض البحر.
ويؤكد زكريا بكر، مسؤول لجان الصيادين في اتحاد لجان العمل الزراعي (مؤسسة أهلية)، أن نحو 2 طن من الأسماك المصرية، تدخل قطاع غزة عبر الأنفاق الأرضية، يومياً.
ويقول: " بدأت الأسماك المصرية بالدخول لغزة منذ نحو 13 يوما".
ويوضح بكر أن إدخال الأسماك المهربة عن طريق الأنفاق المصرية تضرّ بقطاع الصيد في غزة.
ويقول جلال إسماعيل، مدير عام التسويق والمعابر في الوزارة: " تمنع الوزارة إدخال المنتجات الزراعية التي نكتفي فيها ذاتياً، سواء عن طريق المعابر الرسمية، أو عن طريق الأنفاق".
ويضيف: " ما يدخل عن طريق الأنفاق يتم تهريبه بشكل غير قانوني، يوجد في أسواق غزة كميات ضئيلة من الفول الأخضر المصري، والأسماك أيضاً".
وداخل سوق الأسماك، المعروف بـ"حِسبة السمك"، يعرض التجّار أنواعاً مختلفة من الأسماك التي تدخل القطاع عن طريق الأنفاق الأرضية التجارية، على الرفوف والأرضيات.
وداخل محّله "الضيّق"، في سوق "الزاوية" الشعبي شرقي مدينة غزة، يرتّب العطّار الفلسطيني ممدوح زين الدين، الأعشاب التي استوردها –قبل أيام قليلة- من مصر عبر أنفاق التهريب على الرفوف.
ويقول: " لمسنا بعض التسهيلات في الفترة الأخيرة لإدخال البضائع عن طريق الأنفاق الأرضية".
وتابع: "أدخلنا عشرات الأنواع من الأعشاب عن طريق الأنفاق، رغم الصعوبات الأمنية في سيناء، وتشديد الجيش المصري قبضته على أنفاق التهريب".
ولفت إلى أن أسعار البضائع التي تدخل عن طريق الأنفاق تتميز بانخفاضها مقارنة بالبضائع التي تدخل بالطريقة الرسمية عبر المعبر التجاري الوحيد "كرم أبو سالم"، جنوبي غزة.
وتشهد أسواق قطاع غزة منافسة شديدة بين البضائع التي تدخل عبر المعبر التجاري الرسمي، وبين نظيرتها التي تدخل عبر الأنفاق الأرضية، نظراً لانخفاض أسعار الأخيرة بنسب تصل إلى نصف السعر أحياناً.
وفي أحد أزقة السوق الشعبي، يجلس تاجر المواد الغذائية خالد أبو العوف، أمام محاله التجاري، بعد أن عرض أصنافاً من المواد الغذائية التي استوردها من مصر عبر الأنفاق الأرضية.