رام الله - الاقتصادي - إيمان المالكي - تنتظر أم زياد البالغة من العمر 80 عاما، موسم حصاد القمح كل سنة لتبدأ بتجميع سنابله لصنع صواني واطباق القش، وممارسة حرفتها التي داومت عليها منذ 60 عاما.

تقول ام زياد انه لا يمكنها الاستغناء عن ممارسة هوايتها، رغم تطور الاطباق الحديثة من النحاس والبلاستيك وغيرها، فهي ترى انها لا تقارن امام صواني القش من حيث الجودة والمنظر، اضافة لاستخدامها لتزيين المنزل.

وتضيف أن نساء الحي قديما، كن يجتمعن لصنع الصواني وأحيانا التسابق في سرعة العمل وجمال الصينية او الطبق، متخللة هذه الجلسات الاغاني التراثية الشعبية والنكات والضحك.

اما الان فهي تشعر بالوحدة لان معظم النساء تخلت عن صنع مثل هذه الصواني، ولجأن إلى شراء الأواني المعدنية الجاهزة.

وتحتوي الصواني وأطباق القش على أشكال وألوان مختلفة، يتم تشكيلها من خلال دمج سيقان القمح المصبوغة ببعضها البعض.

وكانت "الصواني" القش تُستخدم لتقديم الطعام، وغطاءً للأواني، ومنها ما يستخدم لخبز الطابون (فرن بلدي)، ولها استخدامات عديدة.

وتقول ام زياد ان عملية صنع هذه الاطباق ليست صعبة او معقدة، "بالبداية يتم نقع عيدان القمح بالماء ومن ثم لفها بقطعة قماش او خيش، الامر الذي يمنع تكسرها اثناء عملية الصنع.. ويمكن استخدام الخيوط البلاستيكية الملونة من اجل اضفاء مزيدا من الجمال على المادة المصنوعة".

وذكرت انه من الممكن ان تتم عملية الصنع بالصيف، اثناء فترة حصاد القمح او تخزين عيدان القمح لأيام الشتاء المشمسة.

أم زياد، كانت تبيع جميع الصواني والاطباق التي تصنعها قديما، لتساعد زوجها بالمنزل، وكل صينية او طبق كان يكلف مبلغا يختلف عن غيره نظراً لعدد الساعات التي تقضيها بالصنع وحجم الطبق المصنوع قد تصل من 50 - 100 شيقل.

وإلى جوار "صواني القش" تصنع أوانٍ أخرى من القش كالقفاف، التي كانت تستخدم قديماً في جني ثمار العنب والتين.

واليوم، أصبحت أواني القش تباع في محال الأدوات التراثية، وبأسعار مرتفعة تصل إلى 300 شيكل للصينية الواحدة، بعد التراجع الحاد في إنتاجها يدوياً.