رام الله - الاقتصادي - محمد سمحان -  بدأ موسم "حرث الارض" في فلسطين مع دخول فصل الشتاء، بينما يسارع المزارون الى حراثة أراضيهم في فترات استقرار الجو.

"الحرثة الأولى" كما يسميها المزارعون، تبدأ نهاية كانون أول وبداية كانون ثاني، بهدف تفكيك التربة تمهيداً لجعلها في وضعية تسهل امتصاص مياه الأمطار، وللقضاء على الأعشاب الضارة قبيل بدء الزراعة الصيفية.

وتبلغ أجرة ساعة حرث الأرض على الجرار الزراعي، نحو 100 شيقل بالمتوسط، بينما أجرة حرث الأرض عبر الطرق التقليدية "على الدواب" تبلغ 250 شيكل يومياً وفق مزارعين.

يقول الحرّاث محمد حافظ نوفل (21 عاماً)، إن هذه الفترة من كل عام تشهد ضغطاً كبيراً عليهم، وتحديداً "الجرار الزراعي" لأسباب عديدة منها سرعة الإنجاز في الحرث، بحيث يسعى المزارعون دائما للحراثة قبل هطول الأمطار.

ويضيف "نوفل" في حديث مع الاقتصادي، أن المزارعين يتذمرون من ارتفاع سعر ساعة حرث الأرض "100 شيكل"، نظراً للحالة الاقتصادية الصعبة التي يعانون منها الان انهم على استعداد للدفع مقابل ان يرى تراب ارضه حمراء.

ومن شأن حرث الأرض، تسهيل نفوذ الماء بين ذرات التراب، فالأرض القاسية يسيل الماء على سطحها ويذهبُ هَدَراً أو، يتبخر في الهواء، أما التراب المحروث فإن أكثر المياه تنفذ بين ذراتهِ بحيث تبقى مصونة من التبخر والضياع.

كم يسهل نفوذ الهواء، فالتراب المحروث يسهل دخول الهواء بين ذراته فتعيش البكتيريا التي تهيّئ غذاء النبات وتنمو وتقوى على العمل خصوصاً تحليل نيتروجين الزبل فتحولهُ لأملاح نافعة لغذاء النبات، كما أن دخول الهواء فيه يحلل السماد العضوي.

ويرى الحرّاث خالد أبو فخيدة (21 عاماً) أن مهنة حرث الأرض لا تشعره بالخجل رغم صغر سنه، مرجعاً ذلك أن الحرث مصدر رزق موسمي وفيه جهد للحراث، ووقود للجرار الزراعي أو طعام وجهد على الدابة.

وزاد: "نحن نعمل منذ سنوات في هذه المهنة، العديد من الأراضي التي نتوجه إليها تكون قريبة من مناطق استيطانية وفيها خطر علينا.. "اليهود لما يشوفو الارض محروثة ببعدو عنها بس لما تكون بور (متروكة دون خدمة) بصادروها وبقولو اهلها مش سألين فيها".

فيديو ارشيفي لحراثة الارض في احدى قرى محافظة رام الله 

وتبلغ مساحة الأرض الزراعية في فلسطين حوالي 1.854 مليون دونماً، تُشكِّل 31% من كامل مساحة الضفة الغربية، وقطاع غزَّة.

من جهته، يضيف المزارع صالح نوفل أنهم يتعرضون لمضايقات كثيرة من المستوطنين وجيش الاحتلال، "خاصة في المناطق اللي الارض بتكون قريبة من البؤر الاستطانية والكرفانات".

وتابع: "المستوطنون ببلشو يرهبو فينا، بفلتو للكلاب علينا وبصيروا يطخو في الهوا، ويصيحو علينا وفي أكثر من مرة ضربو علينا حجار على التركتور، وبنهرب منهم وبنرجع ثاني يوم وما بنخاف".

وتؤدي حراثة الخريف قبل أو عند حلول فصل الأمطار إلى تحسين الإنتاج، وزيادة في المردود عن بقية المواعيد خاصة مواعيد الحراثة المتأخرة في كانون أول، بحيث أن درجة حرارة التربة في هذه المواعيد المتأخرة لإجراء العمليات الزراعية غير ملائمة.

ويوفر القطاع الزراعي 13.4% من فرص العمل في فلسطين، ويساهم في التنمية، بينما 15,2 من مجموع الصادرات الفلسطينية تأتي من القطاع الزراعي