"الصبارة" الفلسطينية تبحث عن التسويق
AHC: 0.80(%)   AIB: 1.07(2.88%)   AIG: 0.16(5.88%)   AMLAK: 5.00(%)   APC: 7.25(%)   APIC: 2.20(3.08%)   AQARIYA: 0.78(%)   ARAB: 0.85(%)   ARKAAN: 1.29(0.00%)   AZIZA: 2.84(%)   BJP: 2.80(%)   BOP: 1.49(%)   BPC: 3.62(2.95%)   GMC: 0.76(%)   GUI: 2.00(%)   ISBK: 1.10(1.79%)   ISH: 0.98(%)   JCC: 1.53( %)   JPH: 3.58( %)   JREI: 0.28(%)   LADAEN: 2.50( %)   MIC: 2.47(%)   NAPCO: 0.95( %)   NCI: 1.68(%)   NIC: 3.00(0.00%)   NSC: 2.95(%)   OOREDOO: 0.80(2.56%)   PADICO: 1.01(1.00%)   PALAQAR: 0.42(%)   PALTEL: 3.95(1.02%)   PEC: 2.84(%)   PIBC: 1.05(3.67%)   PICO: 3.50(%)   PID: 1.91(%)   PIIC: 1.72(%)   PRICO: 0.29(%)   PSE: 3.00(%)   QUDS: 1.06(0.00%)   RSR: 4.50(%)   SAFABANK: 0.65(4.41%)   SANAD: 2.20(%)   TIC: 2.98(%)   TNB: 1.20(%)   TPIC: 1.95(%)   TRUST: 2.85(%)   UCI: 0.38(%)   VOIC: 5.29(%)   WASSEL: 1.01(1.00%)  
12:00 صباحاً 21 حزيران 2015

"الصبارة" الفلسطينية تبحث عن التسويق

 

رام الله – الاقتصادي – ريم أبولبن -  "هي أشبه بامرأة فلسطينية " تتزين بألوان ملفتة رغم ارتدائها مخلفات تلقى أمام منزل احد الجيران،  بنظر الكثيرين هي مخلفات بلا قيمة ولكن من ينظر اليها  ويتفحصها بدقة يجدها جذابه وذات قيمة، تستلقي تحت أشعة الشمس في زاوية خضراء ،  تهمس لأقرانها بجمال حلتها لليوم، ملمسها خشن وفي داخلها كائن حساس كما وصفتها ايمان عميرة (37 عاما) ، وتبحث عن تسويق لها، انها الصبارة.

" انت بتجيب الصبار من اسرائيل ليش ما بتاخد مني؟ سؤال يطرح دائما في حوار مستمر بين صاحبة مشتل العائلة ايمان عميرة وتجار الصبار حيث كان لها أن تروج بضاعتها التي تتميز بها عن غيرها، ورغم احترافها المهنة وقدرتها على ابتكار صبرة محلية الصنع الا ان ما قابلته رفض في عملية التسويق، لاعتماد التجار على الصبر القادم من اسرائيل " انا بجيب من اسرائيل ليش اخد منك ، انا تاجر كبير بوزع في كل البلد، انتي بنت مبارح اخد منك؟".

تسترق النظر من الخارج لتلمح أوراقا تتسلق خلسة على أحدى الشبابيك المطلة في مدينة رام الله ، لترسم لنفسها زاوية خضراء داخل بيت ايمان عميرة، ورائحة المليسة تصحبك لحفلة شاي ليست بريطانية الصنع، وانما خلطة محلية لم تبح عميرة بتركيبتها فهي تتميز بزراعة أصناف مختلفة من الأعشاب والنباتات بجانب الصبرة التي ترقد بقوتها وجمال شكلها داخل مشتلها الصغير.

"مشتل على منشر الغسيل " هكذا بدأت ايمان ، حيث أدركت ان بمقدروها أن تحلم ليصبح فيما بعد مشتل العائلة " بدأت بمنشر الغسيل، حيث كنت أضع أصيص (قوارير) الزرع بأشكاله والوانه المميزة على المنشر، اذ كنت انظر لنبتة الصبار بمنظور فني وليس فقط من اجل التسويق، وكنت أعيد الحياة لنبتة الصبار التي يعتبرها الكثيرون نبتة ميتة لا حياة فيها، فكنت استرق النظر لاجمع مخلفات المنازل الملقاه على الشارع واعيد تدويرها لاصنع قوالب مخصصة لنبتة الصبار مزينة بأشكال مختلفة، وبأفكار لن تجدها في السوق المحلي او الاسرائيلي ".

  

ارتباط ايمان بالصبرة، هو ارتباط روحي لا يمكن وصفه، لم يقتصر الامر فقط  باعتبارها نبتة تفتقر لسوق محلي يحتضنها،  وانما اتخذت الصبرة كنوع من النضال، فهي تناضل بأسلوب مختلف فتتخذ الصبرة كتعبير للحزن والفرح وواقع فلسطيني،  وهنا تروي نبتة الصبار بدماء اطفال غزة ، في زاوية خضراء .

" في احداث غزة كنت اتخذ الرسم كنوع من التفريغ، ولكن للحظة ما اقتنعت بأن الرسم لم يجد، فلجأت للصبرة، وابتكرت لوحة زراعية مفادها بأن ازرع نبتة الصبار على ملابس الشهداء الملطخة بالدماء، والصبر برأيي هو اعادة للحياة، فغرستها لاعيد الحياة لهؤلاء الاطفال فأرواحهم ما زالت ترقد بيننا".

" عالمي الصغير عبارة عن صبرة " هو ليس بعالم مشابه لغيره كما وصفته ايمان ، فالصبار يحتاج لمهارة متقنة بالرغم من سهولة انباته والاعتناء به فقط يحتاج الى مواد خام مستمدة من الطبيعة كتربة مناسبة مختلطة بالحجار والتراب،  وقليل من الماء وضوء هارب من الشمس ، اما طريقة تشتيله فهي بالعقل كما ذكرت ايمان. " التشتيل بالعقل هو اكثر امتاعا وسهولة من التشتيل عن طريق البزر ، والتشتيل بالبزر هو اصعب لاننا في منطقة باردة ويحتاج لعناية وامكانيات اكبر".

نبات متوفر في اشتال قليلة، ثقافتنا تجاه الاهتمام به قد تصبح معدومة ، وما كان للتجار غير ان تجذبهم بضاعة اسرائيلية ويتناسو الصبرة المحلية ، كسلا منهم في انتاج صبار محلي واستيراده من اسرائيل رغم سهولة انتاجه معللين سبب احضاره من اسرائيل " لا يوجد مختصون متمكنون من زراعة نبتة الصبار، فهو يحتاج الى امكانيات  وتقنيات عالية متوفرة في اسرائيل فقط وليست متوفرة لدينا، غير ان انه ينقصهم التشجيع لزراعة الصبر وليس زراعته فقط وانما ايضا اظهارة بحلة وزينة جميلة تجذب الزبائن " وهذا ما أكده التاجر عاكف عبد العال حينما قال لـ"الاقتصادي":اننا نقاطع البضائع الاسرائيلية باستثناء الورد والصبار لعدم وجود بديل".

"  ثقافة الاهتمام بالصبار معدومة، والأشخاص غير مدركين بأن الصبار كائن حي، يأكل ويشرب ويشعر بالتعب والمرض  ويحتاج لعناية خاصة  " كما ذكرت ايمان عميرة اثناء تجولها  في مشتلها الصغير، اذ تمسك بصبرة الاولفيرا المفيدة للحروق والبشرة مبتسمة " الاحظ بأن الزبون قبل أن يصف جمال النبتة، او ان يفاصلني في سعرها كالعادة كان يصدر حكما مسبقا ..هل هذه النبتة تموت؟ وكنت حينها اشعر بالانزعاج قائلة : " النبتة تستمع لك، قدم لها ابتسامة تقدم لك انتاجا اكثر ، غير ذلك ستشيع جثمانها".

 

اكثار الصبريات هي ليست عملية سهلة فهنالك ما يقارب 50 صنفا من الانواع المختلفة من الصبر التي تنتج في مشاتل محلية وبجهود ذاتية، هذا ما اكده مدير دائرة الخضراوات والزهور في وزارة الزراعة  سعيد اللحام ،اذ اشار الى نبتة الصبار تواجه عائقا امام عمليه التسويق اذ يلجأ التاجر الى اساليب اسهل وغير مكلفة في استيراد الصبار من اسرائيل دون استغلال الامكانيات في تسويقه محليا وهذا يعتمد على التاجر نفسه ". وأضاف "يحتاج الصبار الى تقنية التطعيم وهذه التقنية غير متوفرة لدينا لتحسين سوق الصبار".

وردا على حاجة الصبار لتقنية عالية لانباته، ذكرت صاحبة مشتل العائلة ايمان عميرة بأنه من السهل انباته وغير مكلف " المواد المستخدمة في انبات الصبار غير مكلفة، والفرق بيني وبين التاجر بأنني أصنع المواد الخام ، والاصيص الملونة بطريقتي الخاصة، فأنا أقدم الصبرة بحلة مختلفة والجأ الى استخدام مواد خام رخيصة، هي أرخص من الناتج المستورد من اسرائيل". فلماذا نلجأ الى استيراد ما هو يمكن ان يكون سلاحا بين ايدينا؟

" الصبر برأيي يمثل المرأة الفلسطينية فيه الجمال الخفي، ومن يفهم المرأة يدرك أهمية الصبرة".

                             

Loading...