وكالات - الاقتصادي - أثارت تصريحات الرئيس الأمريكي المُنتخب دونالد ترامب، حول الأسلحة النووية عاصفة من الخوف من سباق تسلّح نووي عالمي جديد. وفي هذا الصدد طرحت صحيفة "الاندبندنت"، في تقرير نُشر على موقعها الرقمي، أمس السبت، سؤالا: "ماذا يحدث إذا سقطت قنبلة نووية على مدينتك؟".
تقول الصحيفة إن هُناك خريطة إلكترونية تُدعى "خريطة نووية"، أو Nukemap، تسمح للمدنيين بوضع قنبلة نووية افتراضية على أي مبنى أو مَعلم رئيسي في مدينتهم، لمُراقبة مدى انتشار الدمار المُحتمل.
تعتمد تلك الخريطة على التفاصيل التاريخيّة للقنابل الموجودة، لتقدير حجم الضرر المتوقّع حدوثه في مركز الانفجار أو المنطقة المُحيطة به، بما في ذلك معلومات حول قنبلة "الرجل البدين" ذات الـ 20 كيلو طنًا (أي تعادل 20 ألف طن)، التي أُلقيت على مدينة ناجازاكي في العام 19456، وكذلك أسلحة تقع في حوزة قِوى نووية حالية، كما “Topol SS-25”ذات الـ 800 كيلو طن (800 ألف طن) التي تمتلكها روسيا.
فضلًا على قنابل أخرى يُمكن "اختبارها"، تتراوح أوزانها، بحسب الصحيفة، من 100 طن " كما الأسلحة النووية البدائية"، إلى 15 ميجا طن "حجم القنبلة الهيدروجينية (قلعة برافو)"- أقوى قنبلة نووية تمتلكها الولايات المتحدة الأمريكية.
وكان دونالد ترامب قد أثار القلق من تنامي التوتّرات النووية على مدى الأعوام المقبلة، بعد أن كتب تغريدة على حسابه على موقع "تويتر"، دعا خلالها الولايات المتحدة إلى "تعزيز وتوسيع قُدراتها النووية حتي يعود العالم إلى رُشده حيال الأسلحة النووية"، مُحذّرًا من وقوع سباق تسلّح نووي عالمي جديد.
وأثارت تلك التعليقات المخاوف من أن يقلب ترامب حال العلاقات الروسية- الأمريكية رأسًا على عقب، بعد عقود وقفت فيها الولايات المتحدة جنبًا إلى جنب مع روسيا، سعيًا للحدّ من ترسانتها النووية.
أشارت الصحيفة إلى أن قنبلة “Tsar Bomba” المعروفة بقنبلة "القيصر"، التي تُعد أقوى قنبلة هيديوجية في العالم، يُمكنها أن تودي بحياة 5.8 مليون شخصًا حال سقطت في لندن، بحسب تقديرات Nukemap.
وأوضحت "الاندبندنت" أن الإشعاع الحراري الصادر عن قنبلة القيصر، يُمكن أن يُصيب الأشخاص المُتضرّرون، بحروق من الدرجة الثالثة، مُشيرة إلى أن التعرّض لتلك الإشعاعات يفتلك بحياة الشخص في غضون أسبوع على الأكثر.
2
أعقبت تغريدة ترامب المثيرة للجدل على تويتر، حروج المتحدث باسمه، شون سبيسر، في محاولة لتوضيح ملاحظات الجمهوري، نافياً إمكانية وقوع سباق تسلّح لأن الرئيس الأمريكي المُنتخب- بحسب قوله- يسعى للتأكد من أن الدول الأخرى التي تحاول تعزيز قُدراتها النووية مثل روسيا والصين، ستُقرر عدم المشاركة.
يُشار إلى أن أكثر من 2000 اختبار نووي كان قد تم إجراؤه حول العالم بينّ عاميّ 1945، عندما قامت الولايات المتحدة بتفجير قنبلتها النووية الأولى، و1996 حينما تم توقيع اتفاقية الحظر الشامل للتجارب النووية، يحظر بموجبها كافة التفجيرات النووية، على صعيد الأهداف المدنيّة والعسكريّة على السواء، وتم توقيعها من قِبل 183 دولة في مجلس الأمن.
فيما لم يدخل حيز التنفيذ- من الناحية الفنية- في ثماني دول هم: "الصين، مصر، إيران، إسرائيل، الهند، كوريا الشمالية، وباكستان"، إذ لم يقوموا بالتصديق على الاتفاقية، بالرغم من توقيعهم عليها.
بعد انتخاب الجمهوري دونالد ترامب رئيسًا لأمريكا بوقت قصير، خرج الرئيس الأمريكي الحالي المُنتهية ولايته باراك أوباما، يتحدّث حول "التزام أمريكا بالسعي لتحقيق السلام والأمان للعالم بدون استخدام الأسلحة النووية"، فيما قال مُنتقدو الإدارة الأوبامية إن أوباما دفع الولايات المتحدة لإنفاق مليار دولار على تطوير ترسانتها النووية، وفقًا إذاعة إن بي آر.