وكالات - الاقتصادي - ما هو آخر شيء تفعله قبل النوم؟ رُبَّما التخمين الأكثر دقة هو أنك تقضي بعض الوقت على هاتفك المحمول لتصفُّح حساباتك الاجتماعية بشكلٍ سريع، ثم ضبط المنبه وليلة سعيدة!
إن كان هذا ما تفعله كل ليلة، فعليك إعادة النظر في عاداتك قبل النوم، لأنَّ لها بالغ الأثر على صحتك وأنت لا تُدرك ذلك!
الأمر لا يقتصر عليك فقط، بل نحن جميعًا مُذنبون في حق أنفسنا عند استعمال الهاتف المحمول قبل النوم مباشرةً، فهذا الأمر يتسبب في عدم حصول الجسم على القسط الكافي من الراحة.
تلك الشاشات الرقمية التي تنبعث منها أضواء بيضاء وزرقاء يُمكن أن تُسبب اختلال دورة النوم الطبيعية لديك. فهذه الأنواع من الضوء تمنع الدماغ من إفراز هرون الميلاتونين. وهو الهرمون الذي يُشعرك بالنعاس ويجعلك تغط في النوم.
فاستعمال الهاتف المحمول قبل النوم يُسبب لك ما يُعرف باسم “cell phone hangover الدوار بسبب الهاتف” في اليوم التالي.
وأوضح الدكتور “دان سيغل”، وهو أستاذ في الطب النفسي في كلية الطب بجامعة كاليفورنيا، ان للهاتف تأثيرًا كبيرًا على آلية عمل الدماغ قبل النوم.
فحيث أن العمل الطبيعي للدماغ في الليل هو إخبار الجسم بحلول وقت النوم عبر إفراز الميلاتونين، إلا أن الفوتونات الضوئية المنبعثة من شاشة الهاتف تُثبِّط عمل الدماغ الطبيعي وتُرسل رسائل له بأن يبقى الجسم في حالة يقظة وأن وقت النوم لم يحِن بعد!
المعادلة بسيطة للغاية، فاستغراقك وقت أطول لتنام مع حاجة الجسم الماسة لذلك، يُسبب عدم الحصول على القسط الكافي من الراحة. والجميع يعلم ما يُمكن أن يترتب من آثار سلبية على الصحة العقلية والبدنية بسبب الحرمان من النوم.
أولى هذه المخاطر هي السمنة! فضوء الهاتف الذي ينبعث من الشاشة ويُعطِّل النوم، يتدخل أيضًا مع الهرمونات التي تتحكم في الجوع ما يجعلك تأكل أكثر قبل النوم.
وحيث أنك لا تبذل مجهودًا يُذكر في الليل، فإن كافة الطاقة من الطعام تتحول إلى دهون وتُخزَّن بالجسم فيزيد الوزن.
إضافةً لذلك، فإن انخفاض مستويات الميلاتونين يؤدي إلى زيادة فرصة إصابتك بالاكتئاب! فإن كنت ترغب بالبقاء سعيدًا، فعليك إبعاد الهاتف عن سريرك وتجنب تفحص الفيسبوك قبل النوم!
عندما تحصل على ليلة نوم سيئة، ستتراجع قدراتك العقلية وستجد صعوبة كبيرة في اليوم التالي بالتركيز على أبسط الأمور! ما يعني أنك ستواجه مشاكل كبيرة في العمل أو التعليم!
اكتشف باحثون أن الضوء الأزرق المُنبعث من أجهزتنا خلال الليل يُلحق ضررًا كبيرًا بقدرتنا على الرؤية السليمة. وفي أسوأ الحالات، يُسبب إعتام عدسة العين.
أنت لست الملوم الوحيد بذلك، فقد وجدت دراسة أن حوالي 71% من الأمريكيين ينامون وهواتفهم بجانب السرير! ما يعني أن غالبية الأمريكيين يُعانون من الآثار السلبية الآنف ذكرها والناجمة عن استعمال الهاتف المحمول قبل النوم.
إن كنت ترغب في تقليل تلك المشاكل الناجمة عن استعمال الهاتف قبل النوم، فالحل بسيط! تجنَّب أي إشعاع ضوئي مباشرةً في وجهك على الأقل قبل نومك. كما يُوصي الأطباء بقضاء بعض الوقت قبل النوم بالتأمل في كتاب أو مجلة لضمان ليلة أكثر راحة.