وكالات - الاقتصادي - تعمّد مخرج هولندي شاب أن يُسرق هاتفه حتى يتمكن من معرفة كيفية تعامل السارق مع هاتفه والبيانات التي يحتويها، فتحوّل السارق إلى مصدر وحي لهذا المخرج وأثمر بفيلم قصير لا تتجاوز مدته نصف ساعة حصد 3 مليار مشاهدة خلال أيام من نشره على يوتيوب.
ومن أجل ذلك، قام أنتوني فان دير مير (23 عاماً) بإنجاز فيلم يروي قصة سرقة هاتفه، حيث هيأ أنتوني كمبيوتر محمول "تابلت" لتتبع هاتفه المسروق واستخدام كاميراته لالتقاط الصور والتنصت على المكالمات المحتملة التي قد يجريها السارق، حسبما نقل الموقع الألماني "راينيشه بوست".
وانتظر مخرج الفيلم أربعة أيام قبل أن يتم تفعيل جهازه من جديد بعد السرقة. وشعر باليأس قبل أن تصله رسالة بأن شريحة هاتف جديدة كانت قد وضعت في جهازه المسروق. وكانت الرسالة باللغة العربية. إذ كان مستخدم الجهاز الجديد يتكلم العربية بلهجة مصرية، كما تبين فيما بعد.
بين الانطباع والحقيقة
وأوحت الانطباعات التي جمعها أنتوني عن سارق جهازه، الذي تبين أنه من أصول مصرية، أنه ودي إلى حد ما، حيث ظهر سارق الهاتف بأنه شخص لطيف ومتدين ويدعو الناس للصلاة يوم الجمعة ومحب للمساعدة من خلال محادثاته مع المقربين له.
لكن انتوني تفاجأ بشخص فظ وعنيف عندما التقى بسارق الجهاز وجهاً لوجه لأول مرة. وتبيّن أن المعلومات التي استقاها من برامج التجسس على جهازه لم تعط الانطباع الحقيقي عن سارق الجهاز.
ويحمل الفيلم عنوان "أبحث عن هاتفي" وتصل مدته الزمنية إلى 21 دقيقة ونشره على يوتيوب حيث يمكن للجميع مشاهدته كاملاً ومجاناً، وحصد نحو 3 مليار مشاهدة خلال أسبوع من نشره.
ويحاول انتوني إخراج فيلم ثان عن رحلة الهاتف، إذ ما زال يحتفظ بإمكانية الدخول للهاتف، وخاصة بعد أن اكتشف أن هاتفه انتقل لاحقاً من هولندا إلى رومانيا.