وكالات - الاقتصادي - يحصر البعض الموهبة في الغناء، التمثيل، امتلاك مهارة الرسم أو العزف على إحدى الآلات الموسيقية ولكن هذا غير صحيح على الإطلاق فالمواهب متعددة وشاملة كل تلك الأشياء التي يجيد فعلها الإنسان بطريقة أفضل من غيره من الناس.
فالإنسان الاجتماعي الذي يسهل عليه تجميع الأصدقاء في المناسبات الاجتماعية المختلفة وتوصيلهم ببعضهم البعض هو شخص موهوب بلا شك، وذلك الذي ينجز أعمالًا تستغرق ساعات طويلة في دقائق معدودة هو بلا أدني شك مميز، وتلك التي تجيد الإنصات للأخرين دون أن تقاطعهم أو تحكم عليهم وتعطي دائمًا لهم المبررات، فهي قطعاً تملك مهارة لا يملكها غيرها من الناس، فهذه الموهبة التي تبدو بسيطة وغير ملموسة هي أساس الكثير من الوظائف مثل الطبيب النفسي، مقدمي المشورة أو مقدمي الدعم النفسي.
من هنا فكلنا موهوبون بشكل أو بآخر، بطريقة أو بأخرى والذي يفرق بين إنسان وآخر، أن أحدهم يعرف ما يميزه عن غيره من البشر ويجعله في مرتبة أفضل والآخر لا يعرف شيئاً عن نفسه بل والأسوأ إنه يعتقد أنه إنسان عادي، مثله مثل كثيرين، في حين أن هناك البعض الذي حقاً يرغب في استكشاف نفسه ومعرفتها جيداً ولكنه لا يعرف السبيل لذلك، وهنا في هذا المقال سنتعرف على مجموعة من الطرق التي ستساعدك على استكشاف موهبتك وتنميتها وإظهارها.
نعم أولى خطوات معرفة النفس أن تجلس معها وحدكما بدون شريك أو مشتتات، كثيرون لا يعرفون فعل هذا الأمر ولكنه أبسط مما تتخيل ولا يتطلب الكثير من التعقيد، اختر وقت يكون المنزل فيه هادئاً أو اختر ركنًا بعيداً في البيت لتجلس فلنقل لساعة مع نفسك وكرر هذا الأمر من مرتين إلى ثلاثة في الأسبوع، ولكن الأهم الابتعاد عن كل المشتتات مثل الهاتف المحمول، التلفزيون وكل تلك الأشياء الأخرى التي تغتال تركيزك، الأمر ببساطة أن تجلس لفترة تفكر فيها بهدوء في كل شىء وفي أي شىء، في البداية ستجد نفسك تائهاً، لا تعرف ماذا تفعل بالضبط ومع مرور الوقت ستصبح أكثر تركيزاً، ووجه لنفسك بعض الأسئلة ودون إجاباتها على ورق مثل:
هذه مجموعة من الأسئلة الأساسية والبسيطة في نفس الوقت، والتي ستساعدك في معرفة ذاتك بشكل أفضل، بالتأكيد ستجد أسئلة بلا إجابات، إذاً فأنت مستعد الآن للخطوة التالية.
تعتبر الفنون على أشكالها المختلفة من أكثر الأشياء التي تساعد الإنسان في معرفة ذوقه ومزاجه العام، جرب أن تحضر مجموعة من الحفلات الموسيقية وحدد بأيهم أنت معجب، جميل هكذا تكون قد استطعت أن تضع بعض الملامح، لم تجد نفسك في أيهم، رائع جرب شيئاً آخر، مثلا الذهاب لحضور معارض الفنون التشكيلية – لا تنزعج أغلبناً لا يفهمها – ولكن اذهب وتابع اللوحات وسجل إلى أي نوع منها أنت أميل، لا تستطيع أن تحدد، إذاً ماهي اكثر لوحة استوقفتك وأخذت تتفحص تفاصيلها، لا شيء لا يهم هذا أمرُ عادي، فلنذهب إلى القراءة، أي نوع من الكتب تقرأ، من هو الكاتب الذي تتابعه دوماً، ولماذا تجده مميزاً، إجاباتك على كل هذه الأسئلة ستعطيك مؤشرات عظيمة عن نفسك، فقط سجل هذه الملاحظات البسيطة.
كما لتأثير الفنون فإن حضور الفعاليات المختلفة مثل تدريبات التنمية الذاتية، التعرف على الذات وتعلم مهارات بعينها سيساعدك كثيراً على التحديد، بل إن الاحتكاك بشخصيات مختلفة من خلفيات متنوعة سيساعدك أيضاً، بل إن كل شخص جديد ستقابله سيقل لك شيئاً جديداً، فانتبه. كما تشمل الفعاليات أيضًا كل التجمعات الاجتماعية التي تتخللها مجموعة من الأنشطة.
جرب دوماً أشياءً جديدة، أنواعًا مختلفة من الطعام، نوع من الملابس لم تعتاده، صاحب ناس جدد، اذهب إلى أماكن لم تطئها قدامك من قبل، جرب تعلم الأعمال اليدوية، فكلما تجرب أكثر، كلما يسهل عليك تحديد مهاراتك ونقاط ضعفك.
لا يهمني الناس ولا رأيهم، كثيرون يقولون هذا، ولكن هذا ليس صحيحاً طوال الوقت، نحن لا نعيش في كوكب منعزل، نحن نعيش ضمن مجتمع لنا فيه حقوق وعلينا فيه واجبات، والذي يهمنا هنا هو الانتباه إلى الطريقة التي يصفك الناس بها (مهذب – كسول – دقيق – مجادل وغيرها) فكل تلك الأشياء اتفقت أو اختلفت معها فهي تقول شيئاً عنك وخاصة إذا تكررت المعلومة من أكثر من شخص.
ما الذي تشتهر به في مكان عملك، ما الاسم الذي تطلقه عليك العائلة، راقب كل هذه الأشياء وستندهش.
أنصحك أيضاً بطلب المساعدة من الأشخاص ذوي الثقة، اسألهم عن رأيهم فيك، كيف يرونك وما هي الأشياء التي تتميز بها عن الآخرين.
من أكثر الأشياء وأفضلها احترافية في تحديد طبيعة الشخصيات بل وبعضها يرشح لك مجالات للعمل تناسبك دون غيرك هي اختبارات تحديد وتحليل الشخصيات، هذا النوع من الاختبارات متاح مجانياً على شبكة الإنترنت، ابحث عن بعضهم وجربهم، ولكن كن واضحاً وصريحاً مع نفسك، فلا توجد إجابة خاطئة وأخرى صحيحة، يوجد إجابة تناسبك وتعبر عنك أنت ولا أحد غيرك.
انتظر هذه ليست دعوة لإهدار الوقت، بل هى إحدى الوسائل لتعرف موهبتك، امش في الشارع بشكل حر واقض وقتاً طويلاً، راقب المحال والمطاعم والقهاوي، أي الأماكن تستهويك، هل تحب الشوارع المشجرة أم السريعة، هل تحب الشوراع المكتظة بالمحال أم السكنية، لماذا تحب دائماً هذا الميدان وتقضي معظم أوقاتك فيه، تجد نفسك متوتراً أثناء السير في أماكن مزدحمة فربما تكون شخصاً هادئاً يحب الأماكن الطبيعية والمفتوحة.
والآن جاء دورك، جرب هذه الأشياء وقل لنا كيف وجدتها وهل ساعدتك حقاً في أن تتعرف على موهبتك؟ مقال لا تعرف موهبتك في أي شيء بالضبط؟ إليك الدليل لاكتشافها! لايعّبر عن رأي فريق تحرير أراجيك