التوابل الخضراء... زراعة رابحة
AHC: 0.80(%)   AIB: 1.10(2.80%)   AIG: 0.17(6.25%)   AMLAK: 5.00(%)   APC: 7.25(%)   APIC: 2.48(7.36%)   AQARIYA: 0.78(%)   ARAB: 0.80(4.76%)   ARKAAN: 1.32(0.00%)   AZIZA: 2.89(%)   BJP: 2.80(%)   BOP: 1.49(0.00%)   BPC: 3.90(0.00%)   GMC: 0.79(%)   GUI: 2.00(%)   ISBK: 1.29(6.61%)   ISH: 1.05(%)   JCC: 1.60( %)   JPH: 3.84(3.78%)   JREI: 0.28(0.00%)   LADAEN: 2.50( %)   MIC: 2.47( %)   NAPCO: 0.95( %)   NCI: 1.76(%)   NIC: 3.00(0.00%)   NSC: 2.95(%)   OOREDOO: 0.83(%)   PADICO: 1.00(%)   PALAQAR: 0.42(%)   PALTEL: 4.00(0.00%)   PEC: 2.84(%)   PIBC: 1.13(0.00%)   PICO: 3.50(%)   PID: 1.91(%)   PIIC: 1.72(%)   PRICO: 0.28(%)   PSE: 3.00(%)   QUDS: 1.09(0.00%)   RSR: 4.50(%)   SAFABANK: 0.67(%)   SANAD: 2.20(%)   TIC: 2.98(%)   TNB: 1.20(%)   TPIC: 1.90(2.56%)   TRUST: 2.85(%)   UCI: 0.36(%)   VOIC: 6.30(5.00%)   WASSEL: 1.00(0.00%)  
12:00 صباحاً 06 نيسان 2015

التوابل الخضراء... زراعة رابحة

 


غزة- القدس الاقتصادي- بدأت وزارة الزراعة في قطاع غزة في شهر تشرين الأول من عام 2011 بزراعة التوابل الخضراء كزراعة بديلة ذات عائد مادي كبير تساهم في مدخلات الإنتاج ناهيك على أنها صديقة للبيئة ، بالإضافة إلى أنها تعزز من صمود المزارع الفلسطيني.

آمال لفتح أسواق جديدة

وتعلق وزارة الزراعة والمزارعون آمالا كبيرا على هذه الزراعات بهدف فتح أسواق جديدة في العالم ما قد يرفع من نسبة اسهام القطاع الزراعي في الناتج القومي الفلسطيني.

ويعلق المزارع أبو محمد (60) عاما آمالا كبيرة على هذه الزراعات التي بدأت تشق طريقها في قطاع غزة، لافتا إلى أن هذه الزراعة بدأت بعد أن واجه قطاع التوت الأرضي منافسة كبيرة ألحقت بالمزارعين خسائر فادحة.

وقال جمال أبو النجا مدير الجمعية التعاونية لإنتاج وتصدير الخضار والزهور في محافظة خان يونس إن واقع تصدير التوت الأرضي والفلفل الحلو أصبح مكلفا إضافة إلى وجود تنافس من بعض الدول العربية واسرائيل التي استأجرت أراضي زراعية في افريقيا لزراعتها ما فرض على القطاع الزراعي واقعا جديدا وهو البحث عن أصناف جديدة تعود بمردود جيد يناسب المناخ في قطاع غزة إلى جانب استيعابها لأيد عاملة.

زراعة حديثة العهد

وذكر أبو النجا أن زراعة التوابل الخضراء كانت التجربة الأولى حيث بدأ المزارعون بزراعة أربعة أصناف من التوابل على سبيل التجربة ليروا مدى جاهزيتهم وتوسعهم في هذه الزراعة.

وتحدث عن الأصناف التي تم تصديرها وهي أوراق الثم وميزتها طعم دون رائحة تعلق بالفم والنعنع الأمريكي وهو شبيه بالنعنع البلدي المعروف ولكن تتميز أوراقه بالقوة والرائحة النفاذة والترجون قريب الرائحة من اليانسون ويستخدم كعقار طبي.

وقال " نعمل بنظام الزراعة الآمنة ويتم فحص عينات من التوابل الخضراء داخل مختبرات في اسرائيل ".

رواج كبير في أوروبا

وأكد أبو النجا أن التوابل الخضراء لقيت رواجا واقبالا من دول أوروبا حيث تتميز بأن استهلاكها يكون طوال العام ولا يقتصر على موسم معين كالتوت الأرضي.

وذكر أن الأسواق المتاحة لتصدير التوابل هي الأسواق الأوروبية والسوق الروسية والآن يتم تجهيز الأوراق الثبوتية للتصدير للسوق الأمريكية، منوها إلى أن إمكانية التصدير للأسواق العربية صعبة جدا لعدم وجود معابر والحصار الخانق على قطاع غزة، مؤكدا انه في حال تم فتح المعابر للأسواق العربية ستحتل فلسطين المرتبة الأولى في تصدير التوابل الخضراء وذلك لحاجة الأسواق العربية بشكل كبير.

بنية تحتية ضعيفة

واعتبر أبو النجا البنية التحتية الزراعية البسيطة في قطاع غزة من أهم المعيقات لزراعة التوابل الخضراء، فقد ابتدأت التجربة ببنية بسيطة أقيمت بجهود المزارعين (فردية) ولكي يتسنى التوسع في هذه المحاصيل يلزم بنية تحتية قوية، منوها إلى أنه في حالة توفر بنية تحتية صناعية قوية فإنه يمكن في حالة إغلاق المعابر توجيه المحاصيل للصناعة في انتاج الزيوت الطيارة التي تتميز بعائدها الكبير.

كما أشار إلى أنه تم استقطاب العمال العاطلين عن العمل في اسرائيل للاستعانة بخبراتهم في هذا المجال وفتح مصدر رزق لهم.

مستقبل زاهر

ويتوقع أبو النجا مستقبلا زاهرا في ظل توافر الأيدي العاملة والمناخ الملائم ووجود عدد هائل من الحمامات البلاستيكية التي تخدم زراعة هذه المحاصيل.

ووضح أن التوابل الخضراء يقوم عليها صناعات كثيرة كاستخلاص الزيوت الطيارة التي سيتم التغلب بها على اغلاق المعابر من خلال عملتي التجفيف والتصنيع.

وختم أبو النجا حديثه مطالبا وزارة الزراعة بتقديم التسهيلات ومنحهم شهادات صحية ترفق مع المنتجات المصدرة، مشيرا إلى أن وزارة الزراعة في الضفة الغربية منحتهم شهادة المنشأ باعتبارها مطلبا أساسيا لإتمام عملية التصدير إلى الأسواق الخارجية.

كما ناشد القطاع الخاص الذي لديه خبرة في صناعة استخلاص الزيوت بتوحيد الجهود لخلق صناعات جديدة.

تجارب عدة لزراعة التوابل الخضراء

بدوره، قال المهندس نزار الوحيدي مدير عام المياه والتربة في وزارة الزراعة بقطاع غزة لـ" القدس الاقتصادي" إن وزارة الزراعة قامت بعدة تجارب لزراعة نباتات طبية وعطرية في محررة حطين واستطاعت أن تثبت أن هناك امكانية لزراعة أكثر من ثلاثين صنفا من التوابل الخضراء يمكن اعتمادها للتصدير والاستفادة من عائداتها أكثر من ضعف العائد من المحاصيل التقليدية (الخضار).

وذكر أنه من بداية موسم زراعة التوابل الخضراء فإن قطاع غزة صدر 15 طنا للأسواق الخارجية منها : لويزا ، وقرنفل، وشاي أخضر، والعطرة، والعطر الصخري، والكركديه، والبقدونس، والكرفس، والنعناع، والنعناع البلدي، وريحان، وزعتر، واليانسون، وكراوية، والكزبرة، وعين جرادة، وشومر، وحلبة، وجرجير(الروكة)، والحنظل، وإكليل الجبل، وميرمية، وترجون .

وأكد أن جميع أنواع التربة في قطاع غزة تناسب زراعة التوابل الخضراء والنباتات الطبية والعطرية وتصلح زراعتها بصفة أساسية في المناطق التي يتوفر فيها المياه العذبة.

ذات عائد مادي كبير

وأشار الوحيدي إلى أن وزارة الزراعة تتجه إلى انتاج محاصيل زراعية ذات عائد مادي كبير بحيث تكون منافسة في الأسواق الخارجية بعد أن أصبح التنافس في الأسواق الأوروبية لغير صالح فلسطين بعد دخول دول كثيرة.

ولفت إلى أن ما يميز قطاع غزة من ظروف بيئية وخبرات زراعية جعله قادرا على إنتاج التوابل الخضراء، مشيرا إلى أن الكثير من هذه المحاصيل له فترة تخزين طويلة يجعلها محاصيل منافسة قليلة الخسارة والمخاطرة عند تقلبات الأسعار.

وأضاف أن التوابل الخضراء تعتبر من ضمن المحاصيل التي تنطبق عليها المواصفات التي أدرجتها وزارة الزراعة للمحاصيل لرعايتها والحفاظ عليها وتوجيه المزارعين لزراعتها.

وقال الوحيدي إن التوجه لزراعة هذه المحاصيل يقلل التنافس بين المزارعين مضيفا أن معظم هذه التوابل قليلة الاحتياج للمياه وبعضها يتحمل ملوحة المياه ما يعطي فرصة أكثر لدخول كثير من المزارعين الذين خرجوا من دائرة الزراعة والانتاج بفعل تملح المياه ليعودوا ثانية بزراعة محاصيل جديدة.

وأضاف أن امكانية الحصول على أجهزة التقطير واستخراج الزيوت العطرية سيمكن القطاع مستقبلا من الاستفادة من العائد المادي الكبير لهذه المحاصيل بدلا من تصديرها كمواد خام، وبالتالي يمكن ان تصدر إلى الخارج أو يفتح مجال لصناعات صغيرة لدعم قطاع إنتاج الأدوية ومستحضرات التجميل والمواد العطرية وصناعات اخرى ذات علاقة.

ووضح الوحيدي أن استخدام التوابل الخضراء ليس مقصورا على المواد الطبية أو العطرية بل تعتبر مكسبات طعم ورائحة، بالتالي هذه المحاصيل تخدم توجه وزراتي الزراعة والصحة في مجال التخلص من المواد الكيماوية خاصة تلك التي تؤثر على الصحة وتتسبب في الأمراض الخطيرة، منوها إلى أن معظم التوابل الخضراء تُصنف على أنها مضادة للأكسدة أو أنها تنتج مواد مضادة للأكسدة لهذا كثيرا ما تستخدم مستخرجاتها في تصنيع أدوية مضادة للسرطان.

واكد أن زراعة التوابل الخضراء مجدية اقتصاديا وتحقق عائدا مقبولا للمزارع الفلسطيني، مضيفا أن تأخر التصدير أو منعه لفترات طويلة ربما لا يؤثر في ربحية المزارع، مشيرا إلى أن هذه المحاصيل قد أصبحت تسوق محليا بشكل جيد ولدى الجمهور إقبال كبير عليها وفهم لفوائدها.

ولفت إلى انتشار التداوي بالأعشاب وانتشار المحلات والصيدليات المتخصصة بالأعشاب الطبية والتي تستهلك كميات كبيرة من المحاصيل ما يؤكد على وجود سوق لتلك المحاصيل.

Loading...