رام الله - الاقتصادي - إيمان المالكي - انطلقت عديد الحملات التطوعية في الأراضي الفلسطينية، تزامناً مع حلول فصل الشتاء الذي يحمل معه برودة وصقيعاً على اجساد وقلوب الفقراء والمحتاجين، الذين لا يملكون أسباب الدفء وأودواته.
وانطلقت حملة "كأني اكلت"، وهي واحدة من عديد الحملات التي بدأت منذ نحو شهر، على قيام كل شخص بتوفير مبلغ من المال -بشكل دوري (غالباً شهريّاً)-، وذلك من خلال تنازل الشخص عن "الثانويّات والكماليّات" بتوفير ثمنها.
ويهدف هذا التوفير إلى تقديم الأموال للمساهمة في توفير الأساسيّات والضرورات لمن يحتاج، والقيام بالنشاطات ذي الطابع الخيريّ.
يقول طارق اكرم مسؤول ومنسق هذه الحملة أن الهدف الاساسي منها هو مساعدة اكبر قدر ممكن من المحتاجين عن طريق انشطة مختلفة ومتنوعة، تستهدف فئات عديدة من المجتمع، لتحقيق الهدف الرئيسي وهو التخلي عن جزء من احتياجاتنا الثانوية لتلبية احتياجات اساسية للمحتاجين.
ويضيف أكرم "للاقتصادي" أن هذه الحملات لا تقتصر على فصل واحد بل تتم المساعدات في فصل الشتاء والصيف ولكنها غالبا تزيد في رمضان وفترة الاعياد والشتاء.
واوضح ان هناك اعداداً كبيرة من الناس التي تأتي للتبرع، ومعظم التبرعات من الاغطية والمدافئ والملابس الشتوية.
واشار أكرم أن هذه الحملة جاءت من اصل تركي من رجل اسمه خير الدين أفندي كان يعيش في منطقة "فاتح"، كان عندما يمشي في السوق، وتتوق نفسه لشراء فاكهة، أو لحم، أو حلوى، يقول في نفسه: "صانكي يدم" يعني كأنني أكلت.
ويضع المواطن التركي ثمن ذلك الطعـام في صندوق له، ومضت السنوات ... وهو يكف نفسه عن لذائذ الأكل ويكتفي بما يقيمه فقط، وكانت النقود تزداد في صندوقه شيئا فشيئا، حتى قرر بناء مسجد صغير في بلدته، ولما كان أهل المحلة يعرفون قصة هذا الشخص الورع الفقير، وكيف استطاع أن يبني هذا المسجد، وأطلقوا عليه اسم : "صانكي يدم" وانتشرت فكرة خير الدين ليعم الخير لكل مكان وصولاً إلى فلسطين وجامعة بيرزيت خاصة.
بدورها، تقول رانيا منسقة حملة" فكر بغيرك" للاقتصادي، ان التبرعات زادت كثيرا عن السنوات السابقة، بخصوص الملابس اصبح هناك تعاون اكبر من قبل اصحاب المحلات في التبرع بملابس جديدة.
ولفتت رانيا ان وضع التبرعات سيتحسن اكثر عند مساعدة الاعلام لمثل هذه الحملات حتى يتسنى لهم الحصول على تبرعات كافية لحاجات العائلات المسجلة لديهم، فالمساعدة بالشتاء مهمة جدا لحصول العديد من المحتاجين على الدفء والامان.